وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن وزير الخارجية الايراني "محمد جواد ظريف" صرح صباح اليوم الاحد في كلمة القاها بمؤتمر "التعددية في السياسة الخارجية لإيران؛ الطاقات والاستراتيجيات" الذي اقيم في معهد الدراسات العالمية في جامعة طهران، صرح: أن هناك علاقة وطيدة تجمع بين الثورة الاسلامية والسياسة الخارجية، إذ ان احدى اهم المبادئ في ادارة الدولة هي السياسة الخارجية.
واكد ظريف أن الاستقلال يعني النمو الداخلي وليس الإنفصال عن العالم، الاستقلال يعني الاتكاء على الذات من اجل استمرار الحياة، إذ ان هذا المفهوم يتمثل في مجالات مختلفة كالصناعة والعلاقات الخارجية والنفط وماالى ذلك.
وصرح ظريف: ترامب وفريقه صريحون ويتطرقون بالقول عما كان يريده اسلافهم دون التفوه به، مضيفا: يقول الامريكيون لولا الولايات المتحدة لتحدثت السعودية الفارسية خلال أسبوع، والاستقلال يعني ألّا احد يستطيع القول بمثل هذا الكلام عن ايران.
وتابع وزير الخارجية الايراني: الاستقلال يعني اننا نواصل حياتنا دون الحاجة الى اي جهة، ولا نترك مجالا ليقول الاخرون أن مواقف وتصريحات ايران جاءت بضغوط غربية او صينية او روسية، وذلك بسبب قدرة النمو الداخلي الذي في البلاد.
وقال ظريف أن عالمنا اليوم يعيش فترة ما بعد الغرب، ولم تعد الظروف السائدة في القرون السابقة تحكم على عصرنا الحالي، حيث أن جميع التطورات والامكانيات كانت تتجمع في العالم الغربي وتنشأ منه، مشيرا الى مؤتمر ميونيخ الامني لعام 2017 الذي اطلق عليه عنوان "ادارة عالم مابعد الغرب" قائلا: أن هذا العنوان يرمي الى أننا لسنا وحيدين في هذه الرؤية، بل العالم بأسره بات يشاطرنا بها ويجد أن التطورات والقرارات العالمية لم تعد تنحصر بالغرب فقط.
وتابع: في العصر الذي نحن فيه لا يمكن التطلع نحو الغرب او الشرق فقط، بل يجب التطلع الى جميع الاطراف واللاعبين، لأن العالم بات متعدد الجوانب ويجب أن تكون الرؤية متعددة الجوانب ايضا، ولم يعد عدد الدبابات او المدفعيات او الاسلحة النووية يحدد مسار التحولات العالمية، اعتبارا بان أدوات القدرة باتت كثيرة ومتنوعة ولم تنحصر بالادوات العسكرية فقط.
وشدد ظريف على أن ايران شهدت النجاح على المستوى الدولي عند مؤازرة القدرات الميدانية والدبلوماسية لبعضها البعض، ولم يكن لنا أن نحصد النجاح كما ينبغي في غياب احدى هذين العاملين.
واعتبر وزير الخارجية الايراني أن العالم التعددي الذي نعيش فيه والرؤية التعددية هذه تتطلب القوة العسكرية الى جانب الشرعية والقدرة الاقتصادية والقدرة المفهومية، مضيفا أن القدرة لم تعد تنحصر لدى جهة معينة فحسب ولم يعد للبلطجة والعنجهية معنى في ظل هذه الظروف، بينما كانت ذات اهمية بالغة للحكام في السابق، حيث يتمثل هذا الواقع سلبيا في مجموعات مثل تنظيم القاعدة وداعش وايجابيا بمجموعات مثل حزب الله، قائلا: هذه المجموعات تمكنت من التأثير على الشعوب كما فعلت الحكومات.
ووصف ظريف أن العلم والاقتصاد والثقافة وما الى ذلك، هي أدوات لصنع القدرة، إذ ان العالم التعددي الذي نعيش فيه يتطلب ايضا ان نتطلع بالنظرة التعددية الى هذه الأدوات.
وأشار وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف إلى مؤتمر وارسو التي رعته الولايات المتحدة الأمريكية وقال في هذا الخصوص " إن الطريقة الفاضحة التي انتهجها المسؤولون الأمريكيون في هذا المؤتمر تؤكد أنهم بدأ يفهمون أن أحادية الجانب ليس لها مشروعية".
و تطرق ظریف فی كلمته الی الدور الروسی وتوظیفه حق النقض الدولی فی الحیلولة دون حصول إجماع ضد ایران بذریعة الیمن ومساعی ترامب ثلاث مرات فی مجلس الأمن لتشكیل إجماع ضد ایران إنما دون نتیجة.
وقال: إنّهم أقاموا ملتقی فی بولندا سموه «ایران» دون التطرق الی الشرق الاوسط لكنهم غیّروا هذه التسمیة بعد مواجهتهم معارضة عالمیة، فضلاً عن إخفاقهم فی إصدار بیان ختامی مشترك بعد الملتقی وتخبطهم فی العمل لخلق إجماع بعده ضد ایران.
ونوه وزیر الخارجیة الی الهزیمة الاستراتیجیة التی منیت بها الولایات المتحدة بعد انسحابها من الإتفاق النووی وخسارتها ستة قرارات دولیة إثر ذلك.
وإعتبر أنّ هذا المسعی الأمریكی آتیاً فی إطار القول بأنّ الولایات المتحدة لیست وحدها فی مواجهة ایران بل هناك 30 دولة معها تسایرها.
ورأی ظریف التعددیة، معادلة تتوسط القوة والمشروعیة دون أن تكون بدیلاً للقوة فحسب.
وذكّر ظریف بالسؤال الذی طرحه آنذاك علی كسینجر الوزیر الأسبق للخارجیة الامریكیة بقوله: (إنكم الأمریكیون) تریدون الحفاظ علی اسس قوتكم فیكف تتوقعون منا أن نخسرها. /يتبع/
وأضاف وزير خارجية ايران " عندما غزت الولايات المتحدة الأمريكية العرق هل كانت بحاجة إلى القوة العسكرية لحلفائها؟ إن أمريكا لم تكن بحاجة إلى قوات عسكرية وإنما كان الهدف من وراء كل ذلك خلق اجماع دولي في سياساتها تجاه العراق"./انتهى/