أشار نائب رئیس البرلمان السوري "نجدت انزور"، في مقابلة مع وكالة مهر للأنباء، إلى أن طبيعة الحرب على المنطقة مركبة جدا ولذلك التعاون لا يجوز ان يكون في أفق واحد على حساب باقي اشكال التعاون، حتى لو كانت الاولوية للتعاون العسكري، الا ان الاقتصاد والثقافة والاعلام لا يقلون شأناً عن الحرب العسكرية.
وفيمايلي نص الحوار:
س: ماهي رسالة واهمیة زيارة الرئیس السوري بشار الأسد إلی إیران واللقاء مع قائد الثورة؟
العالم ذاهب باتجاه خلق محاور وتجذير هذه المحاور والصراع فيما بينها وهذا بنظري سيء للغاية، ان اشتراط بعض الحكومات العربية على سوريا بقطع علاقاتها مع إيران مقابل إعادة الإعمار وعودة مقعدنا في جامعة الدول العربية، هو تجسيد لهذا التمحور الضار. لقد كانت سوريا طوال الحرب العراقية-الايرانية همزة الوصل بين العرب وإيران وبحكمة السياسة السورية لم تتحول الحرب إلى (عربية فارسية) في اطار الدوغما في السياسة والتصلب، وهنا التصلب ليس الصلابة إطلاقاً ، هي أي التصلب هي مدمرة لمقدرات الشعوب ومستقبلها.
لذلك انظر إلى هذه الزيارة على مستوى كل القضايا الثنائية التي تم بحثها، الا انها رسالة اصرار على ان تبقى العلاقات اصيلة بين كل دول هذه المنطقة، وان يتم التاكيد على ان خير المنطقة هو في التقارب والتعاون بين شعوبها وليس التنافر القومي والمذهبي وغيره وصولا الى الاحتراب كما تسعى إسرائيل ان ترسخ هذا الشكل من الصراع بدلا من التفاهم والتعاون وقد جاءت اللقاءات في طهران مع قائد الثورة والرئيس روحاني لتصب في هذا الهدف .
س: کیف یمکن تعزیز العلاقات بین طهران ودمشق خاصة في مرحلة ما بعد داعش ؟
طبيعة الحرب على المنطقة مركبة جدا ولذلك التعاون لا يجوز ان يكون في أفق واحد على حساب باقي اشكال التعاون، حتى لو كانت الاولوية للتعاون العسكري، الا ان الاقتصاد والثقافة والاعلام لا يقلون شأناً عن الحرب العسكرية، لذلك علينا اعمال كثيرة للقيام به بأشكال غير نمطية ولا يمكن ان نلحظ نجاح حقيقي في هذه الأشكال من التعاون الا عندما يصبح اصل التبادل التجاري والثقافي على مستوى القاعدة وليس على مستوى القمة فقط وهذا الامر الذي ما يزال خجولاً بالمقارنة مع التعاون السياسي .
س: ماهو رأیکم وتعلیقکم على اسباب انسحاب القوات الأمریکیة من سوریا؟
لقد صرحت لديكم سابقاً انه لا يمكن الجزم بالانسحاب الأميركي، كون الصراع بين النخب الحاكمة في أميركا غير محسوم النتائج، لذلك حتى لو كنا نتمنى الانسحاب الأميركي الا ان الاحتلال التركي او قوات اوروبية او بقاء عدد قليل كما يقولون، حتى لو لم تكن خيارات استراتيجيه فيما يتعلق بسوريا، الا ان التواجد الأميركي في المنطقه والذراع الإسرائيلي في رسم هذا التواجد هو الاستراتيجي وهو بالتاكيد يأخذ اشكال اكثر خطورة من حيث طبيعة المواجهة .
س: کیف تقیم انجازات مؤتمر سوتشي في تسهیل الخطوات نحو تحریر کامل الأراضي السوریة؟
لم تتضح معالم التوافقات ان كانت موجودة، لم يتم تظهير اي خلافات، لكن مجرد اللقاء يعتبر مقبولا الا ان معالم التوافقات يجب ان تظهر في ادلب اما بشكلها السياسي الدبلوماسي او بشكلها العسكري، لا هذا ولا ذاك ومازالت محاولات الاحتواء هي المسيطرة على هندسة العلاقات بين الدول الضامنة وهذا بذاته يرسم العلاقه بين الممكن والمأمول وسيكون جيدا اذا بقيت معايير السيادة هي الحاكمة له كما أعلن عنه في نهايه اللقاء.
س: هل یمکن ان ينشب صراع مباشر بین الصهاینة وقوات المقاومة خاصة في الجولان في حال انسحاب القوات الأميركية من سوريا؟
طبيعه السؤال غير مفهومة، اذ ان هناك فصل بمضمونه بين الأميركي والإسرائيلي وكأن ارادتين تحكمهما وهذا في العمق خطأ، ونظرة احادية لطبيعة الصراع، لو ان العدو الاسرائيلي لم يكن راس حربة لصراع عالمي اوسع لكان الصراع قد انتهى قبل ان يبدأ ، لذلك بتقديري علينا ان ننظر إلى ما يجري بصورة اوسع بكثير وان نفهم طبيعة العلاقه العضوية بين تجليات التآمر الانغليكاني وعلى راْسه أميركا حاليا وعلاقته العضوية بالحركة الصهيونية العالمية وتجليها بالكيان الاسرائيلي./انتهى/
اجرى الحوار: محمد فاطمي زاده