اعتبر عضو مجلس النواب الأردني "طارق خوري"، أن التقارب الطفيف من طرف الاردن لا يعدو مناورة لمناكفة أطراف بالتحالفات التاريخية للأردن وهذا لا ولن يحقق مصلحة الأردن.

وكالة مهر للأنباء - شيرين سمارة: انهارت العلاقات الإيرانية الأردنية بعد سقوط شاه إيران "محمد رضا بهلوي" عام 1979، ووصلت إلى مستوى قطع التمثيل الدبلوماسي كما عادت للتوتر بدعم الأردن للعراق في الحرب الايرانية-العراقية والتي امتدت ثماني سنوات ووقوفه إلى جانب الإمارات بخصوص الجزر الثلاث بينما عادت لتتحسن عام 1989  حينما اغلقت الأردن مكاتب حركة مجاهدي خلق وابعاد مسؤوليها عن اراضيها لتعود وتتعثر العلاقات عام 2000 اثر انتفاضة الاقصى الثانية عندما اعتقد الاردن ان ايران تحاول ايجاد موطئ قدم لها في المنطقة بينما حصل دفء نسبي في العلاقات عام 2003 عندما زار العاهل الأردني طهران والتي كانت الأولى من نوعها بعد سقوط نظام الشاه وعادت وتلبدت سماء العلاقات ابان سقوط بغداد على يد القوات الأميركية بسبب تخوف الأردن من ما اسماه بالاطماع الايرانية. وشهدنا في العامين 2017 و2018 لقاءات على مستوى برلمانيين من البلدين وسفراء وزيارة وفد غرفة صناعة الاردن لإيران وذلك بدعوة رسمية من إيران بالتنسيق مع السفارة الإيرانية في الأردن ودعت إيران الأردن للمشاركة في الدورة ال13 لمؤتمر اتحاد الدول الاعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في طهران العام الماضي 2018. ولكن اليوم تتسم العلاقة بنوع من الخجل ومكتفية بالبرتوكولات التي اقتصرت على التهنئة والتعزية، وقد يكون مرد ذلك الضغط الخليجي الاميركي على الاردن.

للاضاءة اكثر على ما ستؤول إليه العلاقات في المستقبل بين البلدين قامت وكالة مهر باجراء حوار مع عضو مجلس النواب الأردني "طارق خوري"، 

وكان نص الحوار كالتالي:

س: ما الذي يمنع تعزيز العلاقات بين إيران والاردن؟

 بالنسبة لي وللنخبة السياسية ولاغلبية الشعب الأردني وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة لا نجد أي مبرر لهذه العلاقة الخجولة والتي قد تصل إلى المرتجفة من قِبل الحكومة الأردنية وهي للأسف لا تراعي بهذه العلاقة الحذرة مصالح الشعب الأردني  .

س: من أين نشأ الخلاف بين البلدين؟

بعد سقوط الشاه الذي كانت تربطه علاقة حميمة مع الملك حسين اثر الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الامام الخميني الراحل ( رض ) توترت العلاقة بين البلدين وتفجرت أكثر اثر اندلاع الحرب العراقية الإيرانية وانحياز الأردن للعراق بشكل واضح وجلي ورغم أن البلدان حافظا على تبادل دبلوماسي بحدوده الدنيا ورغم محاولات إيران المتكررة لفتح صفحة جديدة إلا أن الأردن له حساباته للأسف مع المعسكر المعادي لإيران دون مراعاة لمصالحه السياسية والاقتصادية كما أن الأردن يتعرض لضغوط شديدة من دول الخليج (الفارسي) التي تناصب العداء لإيران تنفيذاً للأوامر الأمريكية والصهيونية ولا يُخفى على أحد أن أحد أهم الأسباب ألتي جعلت من إيران عدوا مبينا هي إذكاء الروح الطائفية والمذهبية المفتتة للجسم الإسلامي في المنطقة خدمة للكيانات المصطنعة امتداداً لسايكس بيكو واطالة عمر الكيان الصهيوني السرطاني .
  
س: لماذا يتعاطي الجانب الأردني مع الإيراني بخجل وعلاقة لا تتعدى البرتوكولات من خلال برقيات تهنئة او تعزية في مناسبات مختلفة؟

  للأسف أن الدولة الأردنية ترتبط بعلاقات واحلاف معادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وهذا ما يجعل العلاقة في حدها الأدنى وأنني أناشد الحكومة الأردنية أن تعيد النظر بعلاقاتها واحلافها الدولية بما يخدم مصالحها والأخذ بعين الاعتبار الموقف من المسألة الفلسطينية ومصالح دول العمق الاستراتيجي سوريا والعراق ولبنان .


س: ما هو سبب التقارب الطفيف من قبل عمان نحو طهران في الفترة الأخيرة؟

 للأسف أن هذا التقارب لا يعدو مناورة لمناكفة أطراف بالتحالفات التاريخية للأردن وهذا لا ولن يحقق مصلحة الأردن. إن مصلحة البلدان الفقيرة الانفتاح بشكل عام ويفضل البحث عن علاقة ذات مصلحة متبادلة ودول ليس لها أطماع استعمارية بأشكالها المختلفة كالمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ومن يدور بفلكهما.
 

س: هل  تتوقع ان تشهد العلاقات تحسنا افضل في المستقبل القريب؟ 

 الضغط الإقتصادي وسوء الحالة المعيشة قد تضطر الأردن لإعادة النظر بعلاقاتها الدولية ومن ضمنها إيران التي تمد يدها باستمرار ومن هنا سنشهد تطور في العلاقة ومطلوب من الشعب الأردني الضغط على الحكومة بما يتوافق ومصالحه لبث الروح في الإرادة السياسية لاتخاذ قرار جريء بهذا الخصوص.

س: هل سنشهد تمثيل دبلوماسي جديد بين البلدين؟

 زيادة التمثيل الدبلوماسي مرتبط عضوياً بتحسن العلاقات السياسية بين البلدين ولا أرى ضير أن تتخذ الحكومة قرار بهذا الإتجاه لأن من شأن ذلك فتح الآفاق واسعة أمام البلدين لبحث العديد من الملفات التي تحقق المصالح المشتركة.

س: ما هي نتائج وتداعيات التعاون الايراني الاردني على المنطقة في حال تحقيق ذلك؟

 لا شك بأن التعاون الإيراني الأردني سيحقق مصالح كل المنطقة المستهدفة المنهكة بالحروب العسكرية والاقتصادية وسينعكس على شعوب المنطقة بالازدهار ولكنني لست متفائل أن يحدث ذلك بشكل سريع أو قريب بسبب الضغط الذي يتعرض له الأردن من قِبل دول الخليج وأميركا./انتهى/