قال مكتب رئيسة وزراء نيوزيلاندا، جاسيندا أرديرن، إن الأخيرة تلقت رسالة إلكترونية من الأسترالي برينتون تارانت، منفذ الاعتداء الإرهابي على المسجدين في مدينة كرايستشورش، قبل 9 دقائق من تنفيذ جريمته الجمعة.

وأضاف المتحدث باسم رئيسة الوزراء، أندرو كامبل، أن نسخة من بيان تارانت وصلت إلى بريد إلكتروني عام يحتفظ به الموظفون، ولم تطلع عليه أرديرن، حسب الموقع الإلكتروني لصحيفة “نيوزيلاند هيرالد” السبت.

وأوضح كامبل أن “الرسالة لم توضح ما سيقدم على فعله.. صياغتها أفادت بأن الأمر حدث”.

واعتبر أنه “كان من المستحيل منع الاعتداء”، الذي أسقط أكثر من 50 شهيدا وعشرات الجرحى في المسجدين.

وزعم تارانت أن هجومه يأتي في سياق صراع أبناء العرق الأبيض ضد المهاجرين.

وتابع كامبل أن تارانت بعث برسالته إلى قرابة 70 شخصا وجهة، بينهم وسائل إعلام محلية ودولية، وشخصيات سياسية.

وأثارت المجزرة بحق المسلمين إدانات شعبية ورسمية في أرجاء العالم، مع دعوات إلى ضرورة مكافحة “العداء للإسلام”.

وقالت الشرطة النيوزيلنديّة الأحد إنّ اثنين من الذين اعتُقلوا على خلفيّة الاعتداء الذي أسفر عن 50 قتيلاً في مسجدين بنيوزيلندا الجمعة لا علاقة لهما بالمجزرة التي نفّذها يميني متطرّف يُدعى برينتون تارنت (28 عاماً).

وأوضح متحدّث باسم الشرطة أنّ القوى الأمنيّة اعتقلت هذين الشخصين وفي حوزتهما أسلحة، ولكن لا علاقة مباشرة لهما بالاعتداء.

وتابع المتحدّث “في هذه المرحلة، وُجّه الاتّهام إلى شخص واحد على علاقة” بالاعتداء.

وأوضح مسؤول أمني أنّه لدى نقل الجثث خارج المسجدَين، تبيّن أنّ هناك قتيلاً إضافياً.

ومثُل تارنت السبت أمام محكمة وجّهت إليه تهمة القتل غداة تنفيذه المجزرة.

وأشار تارنت بأصابعه بعلامة “تمام” في شكلٍ مقلوب، وهي إشارة تستخدمها جماعات المتطرّفين البيض حول العالم.

وفي السياق، شهدت العاصمة البريطانية لندن والنمساوية فيينا، مظاهرات ضد الإسلاموفوبيا، شارك بها الآلاف، وأعربوا عن احتجاجاهم على مذبحة المسجدين في نيوزيلندا.

وفي لندن شارك حوالي 10 آلاف، في التظاهر ضد الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية والعنصرية، وشارك بها عدد كبير من منظمات المجتمع المدني المسلمة وغير المسلمة.

وتجمع المتظاهرون في الهايد بارك، وساروا حتى مكتب رئاسة الوزراء في 10 داوننغ ستريت، وأعربوا عن إدانتهم لهجوم نيوزيلندا وتضامنهم مع الضحايا.

وكتب منظمو المظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي إن “الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا يعتبر تحذيرا يشير إلى ضرورة التحرك الفوري عالميا لمواجهة العنصرية”.

وفي العاصمة النمساوية فيينا، تظاهر حوالي 20 ألف شخص، ضد السياسات اليمينية المتطرفة، والعنصرية، ومعاداة المسلمين.

ورفع المتظاهرون شعار “أوقفوا العنصرية” وحملوا لافتات كتبوا عليها “لا للنازيين في الحكم”، و”منع الحجاب عنصرية”، و”الإرهاب لا دين له”، و”لا للتحريض ضد المسلمين”.

وقال المتحدثون في المظاهرة إن الخطاب العنصري واليميني المتطرف المنتشر في أوروبا أسفر عن وجهه المرعب في نيوزيلندا، ودعوا إلى وقف السياسات العنصرية والاستفزازية التي تؤثر سلبا على العيش المشترك في النمسا.

والجمعة، شهدت مدينة كرايست تشيرتش النيوزيلندية مجزرة إرهابية بالأسلحة النارية والمتفجرات استهدفت مسجدي “النور” و”لينوود”، ما خلف أكثر من 50 شهيدا وعددا كبيرا من الجرحى، حسب محصلة أولية غير رسمية.

ومثل الإرهابي الأسترالي برينتون هاريسون تارانت (28 عاما)، منفذ المجزرة، أمام محكمة جزئية في كرايست تشيرش، التي أمرت بحبسه إلى حين عرضه على المحكمة العليا في 5 أبريل/ نيسان المقبل./انتهى/