على الرغم من ان حزب العدالة والتنمية حققت نتائج مقبولة نسبياً والفوز الاجمالي في الانتخابات المحلية الا انها خسرت في العاصمتين السياسية والاقتصادية أنقرة واسطنبول.

وكالة مهر للأنباء- وفقاً للنتائج الأولية للإنتخابات البلدية في تركيا يتصدر حزب "العدالة والتنمية" الانتخابات حيث حصل على أكثر من 52 بالمئة من الاصوات بينما خسر في العاصمة أنقرة وفي مدينتي اسطنبول وأزمير في أقوى ضربة يتعرض لها الحزب على مدار 16 عاما.

هذا واستكمل فرز الاصوات في 16 مدينة كبيرة الى جانب  25 مدينة أخرى في تركيا. ووفقًا لمفوضية الانتخابات في تركيا ، فإن حزب الشعب الجمهوري تمكن من احتلال المركز الثاني في الانتخابات ، بعد الحصول على حوالي 31 بالمائة من الأصوات الشعبية.

وبدأت عملية التصويت، في الانتخابات البلدية التي يتنافس فيها مرشحون من 12 حزبا سياسا، الساعة الـ08.00 بالتوقيت المحلي التركية، وانتهت بحلول الساعة الـ17.00 عصرا، لتغلق صناديق الاقتراع في عموم الولايات التركية البالغة 81 ولاية بهذا التوقيت.

 وانتخب المواطنون الأتراك في هذه الانتخابات، التي تتم كل 5 سنوات، رؤساء بلديات المدن والأقضية وأعضاء مجالسها بالإضافة إلى مخاتير الأحياء ولجان الحكماء.

يذكر ان عدد الناخبين المسجلين في الانتخابات المحلية يبلغ أكثر من 57 مليون شخصا. وقالت وكالة أنباء الأناضول الرسيمة إن الإقبال على التصويت بلغ نحو 85 في المئة.

هذا وفي أنقرة فاز منصور يافاس، مرشح حزب الشعب الجمهوري، وذلك من خلال الحصول  على نحو 51 في المئة من الأصوات، بينما حصل محمد أوزاسكي، مرشح حزب العدالة والتنمية على نحو 47 في المئة من الأصوات.

وكانت إسطنبول تحت سيطرة أحزاب على صلة بإردوغان منذ عام 1994، عندما انتُخب كرئيس بلدية للمدينة.

وقالت مفوضية الانتخابات إن إكرام إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري في اسطنبول، متقدم بنحو 28 ألف صوت فقط، ولكنها أضافت أن نتيجة أكثر من 80 صندوقا سيتم الاستشكال فيها.

وبعد خسارة حزب "الدالة والتنمية" في إسطنبول -معقل شعبيته ونفوذه التقليدي إلى جانب العاصمة أنقرة- تصدر الحديث عن معالجة نقاط الضعف لدى الحزب التعليق الأول للرئيس رجب طيب أردوغان على نتائج الانتخابات التي تعد الأولى من نوعها منذ تحول البلاد من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي حيث قال اردوغان في خطاب أمام أنصاره في مقر حزبه في أنقرة: "اعتبارا من صباح الغد سنبدأ العمل على تحديد مكامن الضعف لدينا ومعالجتها".

وأضاف: "أظهرت النتائج أننا، كحزب العدالة والتنمية، برزنا مجددا باعتبارنا الحزب رقم واحد من خلال تحقيق فوز كاسح في هذه الانتخابات، كما كان الحال دائما منذ انتخابات 3 تشرين ثان/نوفمبر 2002".

وتحمل نتائج الانتخابات البلدية ملامح متغيرات جديدة على المشهد السياسي التركي و"تركيا المستقبل" وكذلك لحزب العدالة والتنمية، بعدما ظل يحكم البلد أكثر من ربع قرن، فمنها جاءت قياداته وكوادره التي استطاع تشكيل حكوماته بها.

منافسة تحالفين ومعاقبة اردوغان

وتنافس في الانتخابات 12 حزبا سياسيا غير أن المنافسة الأبرز هي بين تحالف "الجمهور" الذي كسب 52 بالمئة من اصوات الشعب التركي وهو المكون من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وتحالف "الشعب" المكون من حزب الشعب الجمهوري والحزب الصالح، وبدعم من حزب الشعوب الديمقراطي وحزب السعادة.

هذا يعني فاز التحالف الاردوغاني على خصمه بفارق ضئيل وذلك رغم حجم التحشيد والتوظيف الهائل للامكانيات من قبل اردوغان وباغجلي (زعيم حزب الحركة الوطنية) حيث كان من المتوقع ان تحرز ماكينتهما الدعائية 55 بالمئة من الاصوات على الأقل لتهميش حزب الشعب الجمهوري واخرى احزاب معارضة.

وتمكن تحالف الشعب بقيادة كمال كليتشدار أوغلو وميرال أكشنر من فرض نفسهما بعد الحصول على حوالي 38 بالمئة من الأصوات وبالنظر الى نسبة أصوات الاحزاب الأخرى مثل حزب السعادة وحزب الوحدة الكبرى و... لم يكن يتوقع لهذا التحالف نتيجة أفضل من هذا.

وفي ظروف لم يمتلك تحالف "الشعب" عشر الامكانيات الاعلامية والدعائية التي كانت بين يدي تحالف "الجمهور" وكذلك اتهام الأول بالخيانة ودعم الارهاب والتوجهات الانفصالية من قبل أنصار اردوغان يمكن اعتبار هذه النتيجة فوزاً معنوياً للمعارضة التركية.

والأجواء التي أجريت فيها الانتخابات المحلية بدت اختبارا لشعبية الرئيس التركي وحزبه الحاكم، خصوصا أنها أجريت على وقع أزمة اقتصادية من أبرز ملامحها تراجع قيمة الليرة التركية وارتفاع معدلات التضخم والبطالة، الأمر الذي يدفع البعض إلى اعتبار نتيجة تلك الانتخابات "عقابية" للرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي بنى شعبيته التقليدية على تجاوز هذا النوع من الأزمات إبان سنوات صعوده.