أكد عبدالله العودة إبن الداعية السعودي المعتقل سلمان العودة، أن سياسات ولي العهد محمد بن سلمان قد وحدت الشعب السعودي ضده.

ولفت العودة الى أن بن سلمان يفتقد للشرعية الشعبية بسبب الأعمال الوحشية التي إرتكبها منذ صعوده الى هرم السلطة في المملكة، وذلك في إشارة الى حملات الإعتقالات الوحشية التي شنها ضد مختلف مكونات المجتمع السعودي الرافضة لتوجهاته الجديدة وسياساته المتهورة ، حملة صاحبتها إنتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي والقمع والتعذيب والتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب.

وفيما يتعلق بوضع والده المعتقل في السجون السعودية، قال عبدالله العودة إن النيابة العام طالبت بإنزال عقوبة الإعدام على والده بعد أن وجهت اليه اتهامات مبهمة تتعلق بتحدي السلطات. ويشدد العودة الابن على أنه "في حالة لم تتم محاسبة محمد بن سلمان فإنه قد يرتكب كل الأعمال الوحشية التي قد يتصورها المرء".

ووجه نجل العودة رسالة الى المجتمع الغربي وأمريكا طالبهم فيها بعدم وضع كل البيض في سلة بن سلمان كونه ليس مؤهلاً ولا يمثل الشعب ولا الرأي العام السعودي وهو نفسه، أي ولي العهد السعودي، يعرف جيدا بأنه يفتقد للشرعية، وأضاف العودة أن استمرار هذا النوع من الحكام يستلزم دعماً من خارج بلاده، مشدداً على أن السعودية ليست هي محمد بن سلمان، وذلك وفقا لما جاء في تقرير نشرته الجزيرة نت اليوم نقلا عن الموقع البريطاني ميدل ايست آي.

وندد عبدالله العودة، وهو زميل أول بمركز التفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة جورج تاون الأميركية، بتجاهل الدول الغربية لانتهاكات حقوق الإنسان بالمملكة، ومنها حالة والده، ويقول "من المعيب حقا أن نرى صمت الكثير من الناس على ما يجري في السعودية، وأسوأ من ذلك تقديم الغرب الدعم لولي العهد رغم كل ما يجري".

ودعا العودة الإدارة الأميركية لمخاطبة الرأي العام السعودي، والتحدث إلى النشطاء والمفكرين والاقتصاديين وباقي الفئات التي تعمل على النهوض بحقوق الإنسان في المملكة.

ويرى الباحث السعودي أن دعم واشنطن لمحمد بن سلمان يبقى حيوياً لكي يحافظ على السلطة في المملكة، لافتا الى أن ولي العهد يستغل علاقته المقربة مع مسؤولين بالإدارة الأميركية، وخصوصا جاريد كوشنر مستشار وصهر الرئيس دونالد ترامب، لتنفيذ سياساته. ففي آخر أكتوبر 2017 زار كوشنر بشكل سري المملكة والتقى بن سلمان، وبعده هذا اللقاء بأيام شن ولي العهد حملة واسعة من الاعتقالات طالت أمراء ورجال أعمال وعلماء وغيرهم تحت مسمى محاربة الفساد.

وبعد عام من بدء حملة، أجرى صهر ترامب اتصالات بولي العهد السعودي رغم موجة الغضب العالمية على المملكة، وعلى بن سلمان على وجه الخصوص، بسبب تورطه في اغتيال المواطن الصحفي جمال خاشقجي أوائل أكتوبر الماضي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

وأكد عبدالله العودة أن جاريد كوشنر وبن سلمان قريبان من بعضهما البعض، وتربطهم علاقات ومصالح مشتركة، ويستعمل كوشنر هذه العلاقة للترويج للخطة الأميركية لسلام الشرق الأوسط.

ولفت العودة الى أنه على الرغم من استمرار ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في دعم ولي العهد السعودي ، الا أن هناك تصدعات وقعت في علاقة السعودية بباقي المؤسسات الأمريكية، ففي الشهر الحالي مرر الكونغرس قانوناً يدعو لإنهاء الدعم الأميركي للتحالف السعودي الإماراتي في حربه باليمن.

وقبل ذلك بأشهر، صادق أعضاء مجلس الشيوخ بالإجماع على قرار يدعم تقييم وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إي" بأن ولي العهد السعودي هو من أمر باغتيال خاشقجي.