وكالة مهر للأنباء - القسم الثقافي: "أيام تذكرني بسنوات الحرب، كل شيء يمضي بسرعة كشريط سينمائي أمام عيني عليّ أن أتحرك بسرعة لأكون في المشهد وأحفظ تفاصيله الحية، من مدن كلستان شمال شرق الغارقة في السيول إلى لرستان ثم خوزستان قطعت المسافات محاولاً أن أقدم خدمةً للناس والآن أنا في طهران أرتب أعمالي في معرض الكتاب وعليّ أن أعود مرة ثانية إلى مدينة "آق قلا" لكن متى سيأتي السيد إلى المعرض، هل يمكنك ن تخبرني؟ عليّ أن إرسل له رسالة" هذا ما أخبرني به صديقي الناشر معتقداً إنني كصحفي سأعلم قبله بزيارة قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لمعرض كتاب طهران الدولي بنسخته الـ 32، فكعادته سنوياً يأتي لزيارة المعرض متفقداً أوضاع النشر والكتب في البلاد.
صباح اليوم المقرر لزيارة السيد الخامنئي كنت أبحث عن كتاب أقدمه له إذما تمكنت من لقاءه، كل الغرف المشاركة كانت مشغولة إيضاً بالتجهيزات لزيارته التي أعلن عنها قبل ساعات.
وصل السيد علي الخامنئي إلى المعرض رحب به الحضور ليبدأ جولته في غرفة نشر "مراوريد" التي لم يصل مشرفيها بعد، قدم الغرفة وزير الثقافة والارشاد الاسلامي الايراني عباس صالحي، فيما كان القائد يتورق ديوان الشاعر الإيراني أحمد شاملو، الجميع يعرف اهتمامه بالأدب عامة والشعر خاصة، يقرأ قليل من الشعر يتأمل قليلاً ويمضي.
على بعد أمتار يشير القائد إلى كتاب يحمل اسم سيدة كاتبة ويعرب عن سروره لزيادة عدة النساء الكاتبات، يشاهد بالصدفة اسم الكاتب الافغاني خالد حسيني، يقول له وزير الثقافة هذا هو الكاتب الأفغاني صاحب رواية " عداء الطائرة الورقية" ، يكمل القائد نعم ولديه عدة كتب أخرى.
يصل قائد الثورة إلى غرفة دار "مسير الجامعة" للنشر يسأل المسؤولين عن الغرفة هل الدار معنية بنشر الكتب الجامعية؟ يجيب المسؤولون بالنفي، تعرف المسؤولة في الغرفة كتاباً جديداً يضم ديوان "مثنوي معنوي" لمولانا جلال الدين الرومي تتميز هذه النسخة بتشكيل الأشعار، الأمر الذي يثني عليه القائد.
يقف القائد مطولاً عند غرفة دار نشر "مسجد مقدس جمكران"، يعرف المشرفون على الغرفة إصداراتهم الواحدة تلو الأخرى، يتوقف القائد عند أحد الكتب للروائي "صادق كرميار" يقول القائد "لديه رواية جيدة"، يستفسر وزير الثقافة هل تقصد رواية "ناميرا؟" يؤيد القائد ذلك.
يلفت نظر القائد عند عبوره كتاب لجان كيري، يبتسم يقول لمن حوله "هل هذا نفسه جان كيري؟"
ينتقل السيد علي الخامنئي ومن معه إلى غرفة نشر "سروش" يقدم المشرفون هناك توضيحاً عن أنشطة الغرفة ويقدمون كتاب "قانون" لأبو علي سينا الذي وصل للطبعة العشرين، يتعجب القائد فيوضح المشرف إن محبي الطب التقليدي أصبحوا كثر، أضاف وزير الثقافة إن الكتاب أصبح أحد المنابع الدرسية لطلاب الجامعات، يردف مشرف الغرفة إن أكثر الكتب مبيعة هي "فتياب الشمس" الذي وصل لطبعته التاسعة والعشرين.
يكمل قائد الثورة جولته في غرفة نشر "العلمية والثقافية" مطالعاً كتاب "حافظ نامه" لبهاء الدين خرمشاهي، ينظر في عدد نسخ طباعته الكثيرة.
يتوقف القائد ليتحدث عن فقدان معنى أحد الكتب، يقترب الصحفيين لرصد الكتاب وهو لمارسيل بروست، الذي يحظى كل سنة بتعليق من القائد.
يلقي السيد علي الخامنئي التحية على مشرفي غرفة نشر "هرمسي"، يقدم المعنين بالدار تعريفاً بكتبهم، يشير أحدهم إلى كتاب يحمل اسم "معنى العشق" يعلق القائد قائلاً "أخيراً فسرتم معنى العشق"، يلقي القائد نظرة على الكتب الفلسفية المعروضة، يقول "هذه القضايا مهمة جداً، هل يدركها الأصدقاء؟"
يكرر القائد عبارته المشهورة سنوياً "اللهما أعطينا العمر والقدرة لنقرأ كل هذه الكتب الجديدة"، يقدم له أصحاب الدار ثلاثة كتب كهدية "ديوان ملك الشعراي بهار" و"حضور خلوت انس" و "أول الأحلام الإسلامية والعلمانية"، يسرّ القائد لحسن اختيارهم ويقول: "لقد أدركت هواجسنا كلاً على حدا"
تصل جولة القائد إلى غرفة دار نشر "افق" التي تغص بكتب رضا امير خاني، يستفسر السيد الخامنئي عن مبيعات روايات هذا الكاتب المعاصر، يجيب أصحاب الدار بانها الأعلى، من جهة ثانية يعرف المشرفون كتبهم الكلاسيكية المتعلقة هذا العام بالكاتب الامريكي همينغوي، يعلق القائد "لقد فضحوا هذا الكاتب بعد موته"، يشير المسؤول في الدار إلى كتاب "العراب" يعلق القائد بانه قد شاهد الفيلم الماخوذ عنه.
في غرفة دار نشر "فرهنك معاصر" جذب قائد الثورة الإسلامية رواية "العميد" لمحمود دولت آبادي، سأل عن نسب مبيعاتها، ثم ألقى نظرة على كتاب لباولو كويلو كتب عليه رحلة روحانية، فسأل السيد علي "متى كان كويلو من الروحانيين؟ أعماله لا تعكس ذلك"، ثم تناول القائد كتاب "التحقيق مع صدام " وعلق "لقد قرأت الكتاب سابقاً، بالشكل العام يعكس صورة إيجابية عن صدام مهما بدى إنه يحاول إظهار كذبه"
/انتهى/.