وكالة مهر للأنباء- احمد خالد: وفقاً لعدد من الخبراء والصحفيين القائمين في الولايات المتحدة، ومن بينهم ديليمان عبدالقادر وفرهاد خسروي وغيرهم، سيعقد إجتماع ممثلي الأكراد السوريين وبينهم قادة المجموعات الكردية المعادية لبشار الأسد والأحزاب السياسية وزعماء الجماعات المحلية والمنظمات المدنية برعاية الولايات المتحدة 3 مايو المقبل في مدينة عين عيسى شمال مخافظة الرقة. ويُصف الاجتماع في دعوة الاشتراك كـ"المؤتمر الكردي"
ويتضمن جدول أعماله مسائل إضفاء الشرعية على المناطق الكردية في سوريا والتسوية الشاملة في الفترة ما بعد الحرب.
وأضاف المصدر أنه لعب ممثلو السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهما من أهم حلفاء الولايات المتحدة في التحالف الدولي، دوراً هاماً في تنظيم هذا الإجتماع.
ومن المتوقع أن اعتماداً على نتائج المؤتمر سيصدر أعضاءه خطاباً رسمياً متوجهاً إلى الرئيس السوري بشار الأسد ويضم طلب اعتراف السلطة الذاتية الكردية وتقديم لها الصلاحيات الواسعة.
قالت المصادر إن من المفترض أن عند نهاية الإجتماع، سيقوم المشاركون بإصدار خطاباً رسمياً وتوجيهه الى الرئيس السوري بشار الأسد مطالباً بإعتراف الحكم الذاتي وإتاحة الهيئات الإدارية المحلية قدرا أكبر من حرية التصرف في استعمال السلطة.
يمكن الافتراض ردود سلبية من قبل الحكومة السورية في حالة نشر هذا الطلب. منذ بداية الأزمة شدد بشار الأسد مراراً وتكراراً على سعيه بإعادة سيطرته على جميع أنحاء سوريا بلا إستثناء. علاوة على ذلك أثار كل خبر عن الحكم الذاتي الكردي الرد القوي من طرف حكومة وجيش سوريا حتى إعلان بدء العملية العسكرية ضد الفصائل الكردية. من الواضح أن لا يمكن منظمو المؤتمر تجاهل ذلك ما يؤدي إلى تفاقم العلاقات بين دمشق والمناطق الكردية.
وبالإضافة إلى ذلك إذا تم تأكيد المعلومات عن مشاركة السعودية والإمارات العربية المتحدة في هذا الإجتماع فيؤثر ذلك سلبياً على الإتجاه الناشئ نحو إستئناف العلاقات بين الحكومة السورية والدول العربية الأخرى، بما فيها مملكات الخليج الفارسي. ومع ذلك، يجدر بالإشارة إلى أنه يجري التقارب بينها على الرغم من رغبة واشنطن التي يشاهد حلفاؤها تقلص الإمكانيات لدى الولايات المتحدة في تسوية الأزمة السورية ويبدأون بناء العلاقات الثنائية مع دمشق واحداً تلو الأخر.
في الوقت نفسه تهتم الرياض وأبو ظبي بالمشاركة في المؤتمر لأسباب معينة. تمكنت "قسد" من السيطرة على بادية دير الزور بدعم من التحالف الدولي، حيث تقع معظم حقول النفط والغاز السورية. يمكن المملكات الخليجية أن تقترح للأكراد التمويل المستقر والتزويد بالأسلحة في مقابل ضمانات لإستخراج أحجام النفط المحددة من أجل بيعها في الأسواق المحلية والدولية على حد سوا.أما الأكراد فهم يهتمون بنفس الصفقة خاصة على خلفية تراجع النفوذ الأمريكي في سوريا. ولكن الاعتماد على المساواة بين الطرفين في هذه الحالة غير صحيح لأنه توجد المعلومات عن طلب السعودية والإمارات السيطرة على 40 بالمئة أو أكثر من جميع النفط والغاز المستخرجة في مقابل تنازلاتها.
على أي حال، تتكبد تركيا، الحليف الامريكي الأخر في الشرق الأوسط، خسارات جسيمة. ويعتبر تعزيز مواقف الأكراد بفضل دعم الولايات المتحدة أو دول الخليج الفارسي آخر شيء تحتاجه أنقرة في المرحلة الحالية من الأزمة السورية. أثار ظهور الحكم الذاتي الكردي شكوك حول المبادرة التركية بإنشاء "منطقة آمنة" على طول الحدود السورية.
ومع ذلك تطابق تجاهل مصالح الشريك الإقليمي الرئيسي تماماً لطبيعة تطوير العلاقات الأمريكية التركية التي يتم بناءها على اساس التفوق الأمريكي التام في الوقت الأخير. يمكن مشاهدة نفس نموذج التعاون في اطار قضية شراء تركيا منظومات الصاروخية "إس-400" الروسية وفي إجبارها على دعم العقوبات الأمريكية ضد إيران وكذلك في المجالات الاخرى للتعاون الأمريكي التركي.
على هذه الخلفية جدير بالذكر عن التقارير حول تسمم الأكراد وجنود قوات العمليات الخاصة الأمريكية في سوريا والتي ظهرت على الإنترنت منذ الوقت القصير. من الناحية الرسمية لا توجد المعلومات عن هذه الحوادث لم يتم تحديد الأسباب الدقيقة والأشخاص الذين نظموا محاولة الاغتيال. فيمكن التوضيح لعدم نشر المعلومات في وسائل الإعلام بتورط أحد من "شركاء" للاغتيالات ولديه القدرة على فرض الرقابة على المعلومات الحساسة.
كل من القائمة - المملكات العربية وتركيا والأكراد وحتى الأمريكيون - كانت لديهم الأسباب الخاصة لذلك. تستفيد السعودية والإمارات من تفاقم التوتر بين الأكراد والحكومة السورية التي تصبح مشتبهاً بها. وسيسمح هذا التوتر لأنقرة بالتجنب من إحتجاجات دمشق على تصرفات القوات التركية في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا. أما الأكراد فيمكن استخدام هذا الحدث كحجة أخرى لإنشاء منطقة الحكم الذاتي وتأمين الأمن داخل حدودها، ويمكن الأمريكيون استفادة هذا الحدث من أجل تثبيت ضرورة الحفاظ على الوجود العسكري والضغط على الأتراك بشأن القضية الكردية. وليس ثمة شك في أن يهتم كل اللاعبين المذكورين في المنطقة بمواصلة إساءة صورة بشار الأسد وحلفائه من أجل تحقيق مصالحهم النفعية.