فإيران في الوقت الحاضر بلد مختلف اختلافا كبيرا مقارنة بالعراق عام 2003، والطريقة التي قد تخوض بها الحرب شديدة الاختلاف أيضا.
فهي أكبر مساحة من العراق بنحو ثلاثة أضعاف وتفوقه بكثير في عدد السكان، إضافة إلى قوتها البرية والبحرية. والجيش العراقي كان قوامه أقل من 450 ألف فرد عندما بدأ الغزو، بينما لدى إيران حاليا 523 ألف جندي، إضافة إلى 250 ألفا من قوات الاحتياط.
ويضيف الكاتب أن إيران -على عكس العراق- لديها قوة بحرية وحدود مترامية على بحر قزوين إلى الشمال، وعلى الخليج الفارسي وخليج عُمان إلى الجنوب؛ وتشترك في الحدود البرية مع العديد من حلفاء الولايات المتحدة المزعجين، بما في ذلك أفغانستان وباكستان وتركيا والعراق، وقد يؤدي إغلاق مضيق هرمز -الذي تجتازه نحو ثلث ناقلات النفط العالمية- إلى انخفاض صادرات النفط بنحو 30%.
وذكر الكاتب أنه بالرغم من أن إيران أضعف بكثير من الولايات المتحدة من الناحية العسكرية التقليدية، فإنها اتبعت منذ فترة طويلة إستراتيجيات قد تسمح لها بإلحاق أضرار جسيمة بالمصالح الأميركية في المنطقة.
كما أن البحرية الإيرانية لديها ميزة حقيقية تتفوق بها على الولايات المتحدة، إذ إنها لا تحتاج إلى سفن كبيرة أو قوة نيران لإغلاق مضيق هرمز، لكنها -على سبيل المثال- يمكن أن تستخدم الألغام أو الغواصات لإيقاف التجارة فيه.
ثم هناك برنامج صواريخ إيران البالستية الذي يوصف بأنه "أكبر وأكثر ترسانات الصواريخ تنوعا في الشرق الأوسط"، وهذا التهديد من تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية يمتد وراء حدود البلاد أيضا، حيث يعتقد أن حزب الله اللبناني لديه ترسانة تقدر بـ130 ألف صاروخ.
وأشار الكاتب إلى أن الخلاف بين إدارة أميركية بقيادة رئيس جمهوري مثل دونالد ترامب وقوة شرق أوسطية مثل إيران، يذكر العديد من المراقبين بالفترة التي سبقت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، تلك الخطوة التي أدينت على نطاق واسع في السنوات التالية بأنها كانت كارثية لجميع المعنيين.
ويختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن بعض الشخصيات في هذه النسخة الجديدة من "الحرب" هي نفسها: فجون بولتون مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب، هو نفسه الذي لعب دورا رئيسيا في حشد الرئيس السابق جورج دبليو بوش لغزو العراق عندما كان وكيل وزارة الخارجية لمراقبة الأسلحة والأمن الدولي، وهو ما أكسبه آنذاك لقب المتهور.
وهذا ما ألمح إليه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم الثلاثاء، عندما أخبر الصحفيين في نيودلهي أن "شخصيات متطرفة في الإدارة الأميركية" كانت تحاول كذبا لوم إيران على الحوادث التي وقعت في الخليج الفارسي.