وكالة مهر للأنباء - قدمت البشرية عبر الزمن اختراعات عظيمة لخدمة الانسان، ساهمت من خلالها جميع الشعوب في إغناء الحضارة الإنسانية والارتقاء بكوكب الأرض، ومن الشرق مهد الحضارات انطلقت الكثير من الاكتشافات المميزة لتتداولها الشعوب وتستثمر ما صنعه العقل البشري لخدمة الجميع، ولم يكن الانسان الأول محتكراً لما توصل إليه بل منحه لأخيه الانسان، ورغم ذلك شهدت الانسانية خلافات حادة حول بعض الاختراعات فكل شخص يرغب بنسب هذا الاختراع أو ذاك إلى أجداده، حتى يثبت علماء التاريخ والآثار حقيقة الأمر.
لتسجيل الاختراعات والاكتشافات البشرية أهمية تنبع من رسم معالم الماضي وحضارات الامم والتعريف بالحقبات التاريخية وكيف لمعت في منطقة دون أخرى في عصر ما، وعليه وجدت علوم التاريخ والآثار، إلا أن بعض الدول الحديثة التي تشعر بنقص في تاريخها تلجأ لملأ الفراغات عبر السرقة.
أشهر أنواع السرقات التاريخية وميراث الشعوب تعود للكيان الصهيوني الذي تأسس عنوةً منذ سبعين عاما على أرض لا يملكها مختلساً تاريخ فلسطين وحضارات ما بين النهرين عبر قصص وروايات مضحكة يروج لها بالقوة والمال في أنحاء العالم، حتى وصلت به الأمر ليسرق أطعمة بسيطة اشتهرت بها المنطقة منذ آلاف السنين.
على خطي هذا الكيان تمضي الامارات العربية في ترميم نقص تشعر به في حضارتهاـ فالامارات دولة حديثة التأسيس كانت في السابق جزء من الحضارة العربية، إلا إنها لم تكتف بما عرفت به الحضارة العربية بل بدأت تنسب لنفسها حضارات الجيران فنراها تؤسس متاحف مملوءة بآثار مسروقة من دول انهكتها الحروب كالعراق وسوريا وغيرها بالإضافة إلى دفعها أموال طائلة لشراء ما يمكن كسبه من حضارات الجوار.
اسم فارسي ونسب إماراتي!
آخر ما توصلت له الامارات هو ضرورة نسبها أقدم نظام تبريد في التاريخ وهو الملاقف اليزدية المشهورة في المناطق الحارة، والمعروفة باللغة الفارسية باسم "بادگير" اي مسرب الهواء، حيث نقلت هذه الصنعة عن طريق الاحتكاك بين بندر عباس الإيرانية ومناطق الامارات فنقل الاختراع إلى الجيران كما نقل اسمه معه فالاسم المحلي للملاقف في الامارات هو "البراجيل" وهي معربة من الفارسية ويعرف السكان المحليون جيداً اصالة هذا الاختراع الفارسي.
حكومة الامارات تعمل اليوم على الترويج لربط الملاقف التاريخية باسمها فتستعين بلاعب كرة القدم البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو في فيديو لمدينة الفجيرة كخطوة لتسجيلها في منظمة التراث العالمي اليونسكو.
قدمت إيران منذ عشر سنوات طلباً لتسجيل الملاقف الهوائية ضمن لائحة التراث العالمي لكنه لا يزال معلقاً بسبب تدخل بعض الدول لإعاقة هذا الخطوة. على الرغم من أن نتائج بحث كلمة ملاقف الهواء في محركات البحث العالمية على الانترنت يظهر ارتباطاً وثيقاً بهذا المكون الحضاري واسم إيران ومدينة يزد بشكل خاص.
الجدير بالذكر أن يزد مدينة تاريخية تعود إلى آلاف السنين حافظت على بنائها القديم، تتمتع بمزايا خاصة، من أبرز هذه الخصائص التي تميز المشهد العام لمدينة يزد، وجود الملاقف أو أبراج الرياح المتنوعة، التي جعلت يزد تسمى مدينة الملاقف أو لؤلؤة الصحراء. والملاقف (بادكير) هي ابراج متصلة بالمباني تستخدم للتبريد الهواء من خلال سحب الهواء الى الداخل وخلق تيار هوائي من الخارج الى الداخل وإيصال الهواء البارد لمختلف زوايا المبنى. /انتهى/