وكالة مهر للأنباء - أن الحقد الأسود الذي جُبلت عليه قلوب الوهابيين على النبي (ص) وأهل بيته (ع) قادهم إلى ارتكاب جريمة بشعة لا يكاد المسلم المؤمن بالله وبرسوله يسمع بها حتى يقشعر جلده من هولها ! ألا وهي جريمة هدم قبور الأئمة المعصومين من أهل البيت (ع) في البقيع وهدم قبور الصحابة والأولياء وكل آثار الإسلام التي تعد مصدر فخر واعتزاز للمسلمين.
وقد بررّوا لهذا الفعل الإجرامي الجبان بما نتجت لهم ماكنتهم من أحاديث موضوعة مبتدعة وفتاوى ضالة وكاذبة خالفوا بها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وجميع آراء وعقائد المذاهب الإسلامية وانتزعوا اعترافات مشايخ المدينة بالترغيب والترهيب، وكان مضمون فتواهم الضالة أن زيارة هذه القبور هي (شرك بالله)!
فيا أيها المسلمون في مشرق الأرض ومغربها أنصفوا وانتصفوا لدينكم وليسأل المسلم نفسه بغض النظر عن مذهبه، هل يجد لهذا الرأي سنداً في القرآن الكريم أو في السنة الشريفة أو في كتبه الفقهية التي يستقي منها ؟ وهل قال به أحد من علماء المسلمين كافة على اختلاف مذاهبهم عبر أربعة عشر قرناً من تاريخ الإسلام غير الوهابية؟
فليبحث المسلم ويحقق ويدقق ويفحص في الكتب التي يأخذ عنها فقهه ودينه, فهل يجد من قال بهذه البدعة الضالة غير هؤلاء الهمج ؟ أم يجد العكس ؟ حينها فليحكم بنفسه بعد أن تبين له الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الحق.
جواز زيارة القبور في القرآن الكريم
لقد نبذ هؤلاء الضّالون كل المذاهب الإسلامية وكفّروها وقاتلوها وخالفوا القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وكل علماء المسلمين بقولهم هذا، فمخالفتهم للقرآن الكريم واضحة وجلية، فالقرآن أجاز البناء على قبور الأولياء والصالحين بقوله تعالى في سورة الكهف: (إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا)
وقد اتفقت التفاسير على أن المسجد الذي بناه المسلمون على الكهف هو لعبادة الله والتبرك بأهل الكهف يقول الرازي في تفسير هذه الآية: (لنتخذن عليهم مسجداً يعني نعبد الله فيه ونستبقي آثار أصحاب الكهف بسبب ذلك المسجد).
قد أخذ الوهابيون دينهم عن رجل ضال هو ابن تيمية الذي كان منحرفاً في دينه مبتدعاً يضع الضلالات والأكاذيب ويدّعي إنه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل فأفتى بحرمة البناء على القبور وزيارتها مع أن أحمد بن حنبل نفسه كان يزور قبر أبي حنيفة ويتوسّل به، وكان إمام الحنابلة وشيخهم (أبو علي الخلال) الحسن بن إبراهيم يقول: (ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسّلت به إلا سهّل الله تعالى لي ما أحب).
أقوال أئمة الهدى في جواز زيارة القبور
وفضلاً عما جاء في كتب السنة في جواز زيارة القبور فقد وافقتها كتب الشيعة ورواياتهم التي وردت عن أئمة الهدى (ع) حول زيارة القبور وخاصة قبورهم (ع) لما لها من الأجر العظيم عند الله تعالى ننقل بعضاً منها:
ففي الكافي للكليني عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (ع): (ما لمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ قال: (كمن زار الله عزّ وجلّ فوق عرشه)، قال: قلت فما لمن زار أحداً منكم ؟ قال: (كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
مخالفة الوهابيين للقرآن والسنة والإجماع
لقد ترك الوهابيون كل هذه الآيات الشريفة والأحاديث المعتبرة والروايات المسندة واتبعوا شخصاً منحرفاً في عقيدته، مطعوناً في دينه، ضالاً في رأيه، وهو ابن تيمية الحرّاني الذي لقبوه بـ (شيخ الإسلام) !