وأكد ساندرز، في مقال له بصحيفة الغارديان البريطانية، أن الحرب على إيران ستؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وربما بطريقة لا يمكن تصورها، فهي ستخلف حروباً ستستمر لسنوات وتكلف تريليونات الدولارات.
وتابع: "منذ 16 عاماً ارتكبت الولايات المتحدة واحداً من أسوأ أخطاء السياسة الخارجية في تاريخ بلدنا؛ من خلال مهاجمة العراق، ولقد تم تسويق تلك الحرب للشعب الأمريكي بناءً على سلسلة من الأكاذيب حول أسلحة الدمار الشامل".
وأضاف: "وقتها كان جون بولتون أحد كبار المؤيدين لتلك الحرب، والذي شغل منصب عضو في إدارة (الرئيس الأسبق جورج) بوش، وأصبح الآن مستشار الأمن القومي لدونالد ترامب".
واستطرد ساندرز: "بشكل غريب، فإن بولتون اليوم هو واحد من القلائل الباقين في هذا العالم ممن لا يزال يعتقد أن فكرة الحرب على العراق كانت فكرة جيدة".
وأضاف: "أدت حرب العراق إلى مقتل أكثر من 4400 جندي أمريكي، وإصابة عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين، ومقتل مئات الآلاف من المدنيين العراقيين".
وأكد أن "تلك الحرب أطلقت العنان لموجة من التطرف وزعزعة الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، وكانت أكبر كارثة في السياسة الخارجية في التاريخ الأمريكي".
وعلى الرغم من أن ترامب أعلن سعيه للخروج من الحروب التي لا نهاية لها فإن إدارته اتخذت العديد من القرارات التي تمهد الطريق للحرب مع إيران، ومنها القرار المتهور بالانسحاب من الصفقة النووية قبل عام.
كما أنه أعاد فرض العقوبات الصارمة على إيران، على الرغم من أن هذه الخطوة عارضها كبار مسؤولي الأمن، ومن ضمنهم وزير الدفاع السابق، جيمس ماتيس؛ لأنهم كانوا يعلمون أن الاتفاق النووي مع إيران يسير بشكل جيداً، ويمنع إيران من تطوير قدراتها النووية.
ورأى عضو مجلس الشيوخ الأمريكي أن واشنطن بحاجة إلى اتباع سياسة أكثر إنصافاً في الشرق الأوسط، وليس مجرد دعم طرف إقليمي على حساب طرف آخر.
وأشار ساندرز إلى أن العقوبات الأمريكية الصارمة على إيران ساهمت في زيادة التوتر في المنطقة، الأمر الذي وصل إلى تهديد الملاحة في مياه الخليج (الفارسي)، مؤكداً أن "لدى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مصلحة مشتركة في حماية خطوط الشحن الدولية والمجال الجوي".
وأضاف: "لذا فإننا بحاجة إلى العمل متعدد الأطراف للقيام بذلك، ولسوء الحظ فإن الولايات المتحدة تبدو معزولة عن أهم حلفائها في الوقت الحالي بسبب انسحاب ترامب من الصفقة النووية والحملة ضد إيران".
وأكد ساندرز أن الكونغرس يجب عليه بذل كل ما في وسعه لمنع الحرب، فالدستور الأمريكي صريح للغاية في هذه النقطة؛ حيث يشير إلى أن قرار الحرب بيده لا بيد الرئيس، ومن ثم فإنه من الضروري أن يبين الكونغرس ذلك، ويؤكد أن أي قرار بالحرب دون إذن منه سيكون غير دستوري وغير قانوني.