وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظرف صرح في مراسم أقيمت اليوم الثلاثاء لاحياء ذكرى ضحايا الأسلحة الكيميائية: أن أكبر قوة رادعة لدينا في مواجهة القوى العالمية، هو الشعب المقاوم وثقافة التضحية والاستشهاد في هذا البلد، بالإضافة إلى القدرات الدفاعية والقوات المسلحة المضحية الصامدة أمام القوى السلطوية، والتي تمكنت من الصمود لحماية حدود هذا البلد في أسوأ الظروف عندما وقفت جميع قوى العالم ضد هذا الشعب.
وأضاف: بينما نحتفل بتكريم أسر الشهداء والمضحين، فاننا نستذكر تضحيات الشهداء والمعاقين ، وان هذا الشعب يتحمل الضغوط والالام الناجمة من استخدام الاسلحة الكيماوية لكنه لن يتراجع عن مبادئه ولن يرضخ للغطرسة والمهانة.
واشار وزير الخارجية الإيراني، الى استخدام صدام للأسلحة الكيميائية، وقال ان نظام صدام البائد بدأ باستخدام الاسلحة الكيماوية بعد تحرير مدينة خرمشهر وفي عام 1984 على الأقل، وكانت تصل التقارير في ذلك الوقت وبشكل متواصل الى الأمم المتحدة عندما كنت هناك، وقال ظريف، ان الهجوم الكيماوي على سردشت، كان بداية لهجوم نظام صدام على حلبجة، الا ان مجلس الأمن بقى صامتا أمام هذه الجرائم ولم يدينها.
وقال ظريف، ان الامين العام للأمم المتحدة في ذلك الوقت بعث العديد من الهيئات الى ايران رغم العراقيل التي كانت تضعها امريكا . مضيفا ان هذه الوفود زارت سردشت واطلعت على ضحايا الحرب الكيمائية والمصابين. وقدمت التقارير أيضا، التي تؤكد استخدام صدام حسين للأسلحة الكيميائية. أنا في نيويورك استقبلت عدد من ضحايا الاسلحة الكيميائية. هم شاهدوا الأطفال والنساء المصابين جراء استخدام الأسلحة الكيميائية الا انهم التزموا الصامت المطبق ازاء هذه الجرائم .
وقال ظريف: أولئك الذين يقولون اليوم أن استخدام الأسلحة الكيميائية، خط أحمر، بذلوا كل جهودهم لجعل صدام يستخدم الأسلحة الكيميائية دون ان يدفع أدنى ثمن.
وتحدث وزير الخارجية عن فترة توليه ممثلية إيران في نيويورك وقال : كمندوب إيراني يبلغ من العمر 25 عاما في نيويورك، التقيت بسفير فرنسا ، البالغ من العمر 66 عاما، والذي كان رئيسا لمجلس الأمن في ذلك الوقت، أخبرته أن العراق استخدم أسلحة كيميائية ، لكنه قال بإنه غير مسموح له بالتحدث معي. وتسائل ظريف : اليوم انتم تتحدثون عن التصدي للأسلحة الكيميائية، من الذي يصدق مزاعمكم هذه؟
وأكد ظريف: إن من يحق له في العالم التحدث عن عدم استخدام الأسلحة الكيميائية والنووية والبيولوجية، هم من يحمل الجروح و الآلام جراء استخدام الكيمياوي، لدي زملاء في وزارة الخارجية يعانون من أثار الاسلحة الكيماوية مثل السعال والرعشة، هؤلاء من لهم الحق في التحدث ولستم أنتم، الذين لم تتصدوا فحسب ، بل حاولتم أيضا التستر علي هذه الجرائم.
ويذكر ظريف، بمقالة نشرت في صحيفة نيويورك تايمز بعد كارثة حلبجة، والتي تشير إلى أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قد بذلت مجهودا كبيرا، كما أن وزارة الخارجية الأمريكية أمرت جميع ممثلياتها في العالم، بمحاولة تحميل إيران مسؤولية الهجوم الكيميائي على حلبجة.
وصرح ظريف موجه كلامه إلى الأميركيين : هل تريدون أن يصدق العالم أنكم تعارضون استخدام الأسلحة الكيميائية؟ لو وقفتم بوجه صدام حسين في ذلك اليوم ولم تحاولوا إخفاء جريمة الرئيس العراقي، فإن داعش اليوم لما تجرأ على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد السوريين والعراقيين. اليوم، تحاولون تغطية جرائم رفاقكم من خلال إدانة الآخرين.
وأضاف ظريف: لقد أعلنا منذ سنوات عديدة عن أن داعش بات يمتلك الأسلحة الكيميائية وقدمنا الوثائق اللازمة إلى الدول الغربية، موضحا ان هذه الدول وكما أخفت ادلتنا الموثقة حول استخدام صدام للأسلحة الكيماوية ضد العسكريين والمدنيين الإيرانيين في تقارير الأمم المتحدة، اليوم أيضا، يحاولون التغطية على استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أذنابهم.
وأشار وزير الخارجية إلى أننا كنا أول بلد يدمر مكامننا من الاسلحة الكيمياوية المحدودة، والتي أنشأناها في العام الأخير من الحرب بسبب المواجهة مع نظام صدام، ولحسن الحظ لم نستخدمها مطلقا. اليوم وبعد مرور أكثر من 14 عاما منذ اعتماد الاتفاقية الكيميائية ، لم تدمر امريكا أسلحتها الكيميائية. فهل يمكنهم الادعاء بمعارضة أسلحة الدمار الشامل؟
/انتهى/.