اوضح الباحث العراقي "محمد الخاقاني" أن الموقف الموحد للقوى الفلسطينية المختلفة تجاه ورشة البحرين قد يكون من الحالات القليلة لاتفاق السلطة الفلسطينية ومعارضيها حول قضية أو موضوع ما يتعلق بمصير القضية الفلسطينية، مشيراً إلى ان العراق غير معني بنتائج الورشة.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن الباحث العراقي "محمد الخاقاني" لفت إلى أن الاتفاق الحاصل بين هذه القوى حول انعقاد ورشة المنامة، لما له من "تأثيرات مباشرة على تمييع القضية المركزية الأولى، إذ تنطلق اولى مبادرات خطة السلام التي اعلنتها الادارة الامريكية بشأن انهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

وتابع: المؤتمر بصورة عامة تحدد بأبعاد اقتصادية بحتة قد تصل إلى ٥٠ مليار دولار كإستثمارات في الأراضي الفلسطينية، ولذا نجد من الضروري هنا التنبيه بإن تلك الخطوة الامريكية قد تفضي الى احداث تحولات جذرية على صعيد القضية الفلسطينية وعدم المطالبة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحلمه بدولة ذات سيادة عاصمتها القدس.

وأضاف: فاتفقت كلمة السلطة الفلسطينية ومعها فصائل المقاومة الاخرى على رفض مطلق للمؤتمر وبكل ما سيتمخض عنه من نتائج اقتصادية بالدرجة الاساس لفتح المجال امام جلب الاستثمارات في الاراضي الفلسطينية وصولا لحل شامل للصراع الاطول بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

تصفير القضية

وأوضح أن الجانب الرسمي الفلسطيني يرى في ورشة المنامة هي تصفير لقضيتهم وهي اول فعالية امريكية ازاء السلطة الفلسطينية والضغط عليها، وبالتالي تصفيتها بشكل نهائي وصولا لحالة "السلام الدائم"، ولذلك فهي من جانبها تعد تلك الورشة محاولة امريكية وبمساعدة دول عربية لتقديم تنازلات لصالح اسرائيل ومنها وضع مدينة القدس ومسألة عودة اللاجئين الفلسطينيين، وبالتالي فإن اي طرح لحل للقضية الفلسطينية يجب ان يمر بحلول سياسية والمتمثلة بإنهاء الاحتلال وحق الشعب الفلسطيني بإقامة الدولة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين استنادا للقرارات الصادرة من الامم المتحدة. 

وقال: تؤيد فصائل المقاومة الاخرى اتجاه السلطة الرسمية الرافض لاي شكل من اشكال القبول والخضوع للضغوطات من اجل الحصول على تنازلات منها بشأن حسم الصراع مع الطرف الاخر، فهي تؤكد على رفض مقررات الورشة وتعدها بوابة التطبيع مع اسرائيل.
 
البحرين بوابة الولوج نحو العلاقات مع إسرائيل

وأشار إلى أن البحرين لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مستدركاً: "لكنها تعد بوابة الولوج نحو اقامة علاقات مع الدول الخليجية الاخرى في ظل قبول مشاركة وفود اسرائيلية على الاراضي البحرينية واخرها في نيسان المنصرم، فالرفض الشعبي لتواجد التمثيل الاسرائيلي على ارض البحرين يعود الى مناصرة الشعب البحريني لحقوق شقيقه الفلسطيني وبالتالي فهو يمثل موقفا شعبيا رافضا لكل اشكال التطبيع مع اسرائيل قبل انتزاع الحق الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني المتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

وأضاف:  ومن هنا نجد بإن الادارة الامريكية تسعى بكل ثقلها الى فتح باب جديد وهذه المرة عبر البحرين لتطبيع علاقات الدول الخليجية مع اسرائيل في ظل توترات المنطقة وتصاعد الازمة بين الولايات المتحدة الامريكية وايران وما نتج عنه من استهداف ناقلات النفط واسقاط طائرة الاستطلاع الامريكية. لذا نجد بإن البحرين مهيأة للعب مثل ذلك الدور حاليا في ظل اتهامات بحرينية لايران بشأن التدخل في شؤونها الداخلية ودعمها للاحزاب والحركات الدينية فيها،
 
وأوضح أن الورشة التي ستعقد في المنامة هي ذات طابع اقتصادي وقائمة على اساس جلب الاستثمارات في الاراضي الفسطينية من اجل تطوير الاقتصاد الفلسطيني وفسح المجال أمام دخول الشركات الراغبة بالاستثمار وبكافة المجالات، فهذا يعني تحويل في ديناميكية الصراع من مبدأ الأرض مقابل السلام إلى الازدهار من اجل السلام، وبالتالي ستكون الارضية مهيأة اكثر من غيرها هذه المرة لتطبيع كامل بين اطراف النزاع وحسمه

الموقف العراقي تجاه ورشة البحرين مبدئي وثابت

وأكد أن: "الموقف العراقي الرسمي ازاء ورشة البحرين، فهو مبدئي وثابت، فقد عبرت عنه الاوساط السياسية الرسمية برفضها حضور الورشة وما ستنجم عنه من مقررات ولا يمكن تصور قبول التطبيع مع اسرائيل لإن ذلك الموقف هو ثابت ولا يمكن التنازل عنه وان العراق مع حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة ذات سيادة عاصمتها القدس، وهو موقف لا يتغير بتغير الحكومات والعراق غير معني بنتائج الورشة وما ستفرزه من مقررات، وهو مع سعي الشعب الفلسطيني لنيل كامل حقوقه المشروعة التي اقرتها منظمة الامم المتحدة وبما ينسجم مع القانون الدولي".