صرح رئيس دائرة التوجيه العقائدي والسياسي في قيادة القوات المسلحة الايرانية حجة الإسلام سعيدي أن، أمريكا تعلم علم اليقين مدى القدرة الدفاعية الإيرانية، والأوضاع اليوم لا تشجعها على المغامرة في خوض غمار حربٍ ضدنا.

قال رئيس دائرة التوجيه العقائدي والسياسي في قيادة القوات المسلحة الايرانية "حجة الإسلامي سعيدي" في حديث له "لوكالة مهر": إذا ما أمعنتم النظر ودققتم جيداً في تصريحات المسؤولين الامريكيين بما يتعلق بالحرب معنا، ترون التناقض والإنخفاض الملحوظ في حدة الخطاب، وانهم اعترفوا وبشكل واضح أننا لسنا جاهزون لخوض غمار حرب مع إيران.

وفي إشارة منه إلى تنوع الأسباب التي تؤكد عدم جهوزية أمريكا لخوض حرب مع إيران قال: إن قائد الثورة الإيرانية السيد "على خامنئي" قد صرح مسببقاً في هذا السياق، (الحرب لن تقع وأن عقد الإتفاقيات في هذا الوقت بمثابة السم)، فلهذه التصريحات فلسفة مفادها أن الوضع الداخلي والخارجي في "أمريكا" لا يؤهلها للخوض في الحرب، وانها غارقة بالديون والأزمات الداخلية والخارجية حيث وصلت ديونها الخارجية إلى 21 تريليون دولار.

واضاف أن الجيش الأمريكي ليس على إستعداد للخوض بأي حرب، فتجربة العراق وافغانستان مازالا تعكران صفوه ومازالا راسختان في ذاكرة جنوده، حيث أن الجيش الامريكي في العراق خسر ما يعادل 7تريليون دولار وأما عن عدد القتلى في صفوفه فقد وصل إلى ما يقارب 4آلاف قتيل، وبالنهاية لم يحصلوا على أي مكاسب تُذكر. 

وفي اشارة اخرى منه إلى اختلاف الوضع الإيراني عن غيره من البلدان التي تعرضت للهجوم من قبل أمريكا قال: أُضيفُ سبباً آخراً يمنع أمريكا من الحرب معنا ألا وهو عجزها عن تشكيل حلف إستراتيجي ضد إيران، وأن تحالفهم المتمثل ب"الكيان الصهيوني"و"السعودية" ومن معهم  إن كان ذا جدوى فالأجدر به أن ينجح في اليمن، وأن مؤتمر"وارسو" أكبر دليل على ذلك فقد فشل فشلاً ذريعاً.

واضاف أن أمريكا تعلم علم اليقين القدرة الصاروخية والجوية والبحرية لدى الجيش الإيراني وانها لن تتجراً على خوض غمار حرب مع إيران. وأيضاً من العوائق التي تواجههم هي مسألة سعر الوقود فإذا زادت قيمة النفط في امريكا سينفجر الوضع ويتبدل إلى أزمة ساحقة، فالمواطنون في أمريكا لا يحتملون مصاريف المحروقات بين 100إلى 150دولار، وإذا ما بدأت الحرب سيرتفع سعر النفط إلى أكثر من 200 دولار، وأن المجتمع الأمريكي لن يحتمل هذه المصاريف وسيتحول الوضع هناك إلى أزمة داخلية. 

وأكمل قائلاً: ان الأحزاب في أمريكا مقبلون على المنافسة فيما بينهم بما يتعلق بمسألة الرئاسة، وهذا يقتضي هشاشة الوضع الحالي لديهم، مما يمنعهم من ارتكاب اي حماقة سياسية على المستوى الداخلي أو الخارجي، وكل ما صرحوا به من حروب قادمة ما هي إلى "مفرقعات سياسية" الغرض منها إرهاب الخصوم، ومثالاً عليه مسألة فنزويلا، فأمريكا لم تقدم على أي عمل واقعي على أرض الواقع، وكل ما صرحت به كان "مفرقعات سياسية " تحاول بها إرهاب فنزويلا وإخضاعها.

ولوح "حجة الإسلام سعيدي "بما يتعلق بالوضع الإيراني الداخلي ومحاولة البعض نشر الذعر والخوف من الحرب بين الناس قائلاً: قلقنا من الداخل، فهناك أعمال يقوم بها البعض تخدم العدو، كنشر الخوف والذعر من العدو، وأننا علينا توخي الحذر من هؤلاء المرتزقة وأن مواجهتم واجب علينا.

وختم كلامه قائلاً: عقد المعاهدات في هذا الوقت مع امريكا التي لم تلتزم بتعهداتها السابقة، بمثابة الخضوع والتسليم./انتهى/