وكالة مهر للأنباء - فاطمة صالحي: أثار تداول أنباء حول تحركات البعثيين في العراق ضجة إعلامية ضخمة إلی جانب التساؤالات لدی الرأی العام العراقي حول مساعي هذا الحزب المنحل لإعادة حياته في البلاد الذي لايزال یشهد العمليات الإرهابية يوميا من جانب عناصر داعش ما تدق ناقوس الخطر حيال المستقبل السياسي للبلاد وانجازاته السياسية التي تم تحقيقها في ظل تضحيات القوات العراقية وخاصة الحشد الشعبي في عملية سحق تنظيم داعش الارهابي.
هذا وأصدرت شرطة كركوك مذكرة اعتقال بحق "رنا حميد" التي شاركت في الاحتجاجات التي شهدتها مدينة كركوك العراقية يوم الجمعة الماضي، وهي رددت شعارات قائلة "إننا بعثيون وصداميون".
وقال المتحدث باسم شرطة كركوك، "أفراسياو كامل" إن "مذكرة قبض قضائية صدرت بحق رنا حميد بتهمة تمجيد صدام وحزب البعث أثناء التظاهرات التي جرت في محافظة كركوك"، مضيفا أن "القوات الأمنية توجهت إلى منزلها بغرض إلقاء القبض عليها".
ووفقا للدستور العراقي فإنه يحظر على كل من يحرض أو يمهد أو يمجد أو يروج لنظام البعث في العراق ورموزه، وتحت أي مسمى كان. كما قد أعلنت مصادر صحفية بأن قيادات من حزب البعث عقدت اجتماعا في احدي الدول المجاورة للعراق بهدف اسقاط الحكومة العراقية الحالية. کما قد حذر بختيار شاويس عضو مجلس النواب عن کتلة الاتحاد الوطني الکردستاني من مخطط بعثي علی العراق ينطلق من کرکوک.
کما تشير تصريحات النائب العراقي إلی أن الموجة الثالثة من بقايا البعث في حراک وتآمر جديد ويريدون أن يکون مرکز هذا التأمر من کرکوک فکما کانت الموجة الأولی من البعثيين متعاونة مع القاعدة إلی أن وصل الأمر إلی تفجير مرقدي الإمامين العسکريين في شباط 2006 والموجة الثانية تعاونت مع داعش وابي بکر البغدادي للتوغل في الأراضی العراقية والأن أيضا يهدف البعثيون بالتظاهر وتحت مسمي منظمات المجتمع المدني إلی إثارة الفتن والفوضی في کرکوک ويريدون جز الاوضاع نحو التوتر والإقتتال والحرب الأهلية.
وفي هذه الأثناء يبدو أن امريكا تسعی لتحقيق اهدافها السياسية ومخططاتها المشؤومة في العراق عبر استخدام البعثیین كمجرد آلة حيث كشفت لجنة الأمن والدفاع النيابية في العراق، عن مؤامرة تقودها الادارة الاميركية بالتعاون مع ضباط النظام السابق (البعثين) لاغتيال رموز الحشد الشعبي.
من جهة اخرى فان تواجد قوی الحشد الشعبي في صلب المعرکة ضد عناصر داعش وإعادة هيکليته ضمن الأمر الذي أصدره رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي وعدم حله کما توقعت أمريکا تسبّب في قيام واشنطن بحياکة مؤامرات جديدة ضد الحشد الشعبي عبر استخدام البعثيين في ظل تقدم العراق في تحقیق العملية السياسية وبدء العد العکسي لإکمال الحکومة ويبدو أن الکابوس الذی أنشأه صدام المقبور في العراق قبل 13 عاما عاد إلی البلاد لکي يبسط ظله علی حياة العراقيين الذين يأملون أن يرووا بلادهم بعيدا عن الحروب والصراعات يوما ما.
يمکن القول بأن البعثيين يسعون لجص نبض الشارع العراقي والسياسيين في البلاد عبر القيام بالتحرکات البسيطة وغير شاملة وفي حال عدم إتخاذ موقف موحد وحاسم من جانب المجتمع والحکومة سيعودون إلی الشارع من دون الخوف والقلق مما سیجلب تداعيات کارثية علی البلاد بما فيها العمليات الارهابية التي سینفذها عناصر حزب البعث لضرب إستقرار وأمن العراق وإسقاط الحکومة الحالية.
المهم لمواجهة المشروع الامريکي البعثي الجديد ضد العراق هو فرض القانون علی من يريد اتباع الحزب المنحل في مختلف أنحاء البلاد بما فيه المادة 140 من الدستور العراقي ووأد أي محاولة ومؤامرة ضد الشعب العراقي حيث تشکل الاوضاع الحالية في البلاد تحديا لافتا أمام المشرعين والسياسيين والبرلمانيين العراقيين لمواجهة البعثيين الجدد.
ومن الواضح أن امريكا لاتفوت أي فرصة لإضعاف الحشد الشعبي الذي قد صمد أمام مؤامراتها ضد العراق وأحبطها جميعا وهذه المرة تستخدم البعث المنحل لإشعال الصراعات الداخلية في البلاد عبر التوغل داخل المجتمع العراقي وضخ الدم الجديد في جسد حزب البعث. التحركات الأخيرة للبعثيين في العراق تتطلب الوعي الشامل لدی السياسيين والشارع لاخماد النار التي من شأنها أن تبتلع العراق برمته في حال اندلاعها.