وفي حديث متلفز ضمن برنامج "بلا حدود" والذي يبث من التلفزيون الايراني، قال استاذ التاريخ بجامعة بايرو في نيجيريا، يحيى ناهيروها بشأن الضغوط على اتباع أهل البيت في نيجيريا: ان المشكلة هي اعتبار الشيعة فئة جديدة في نيجيريا، في حين انهم كانوا في السابق يعرفون باسم أهل البيت، وكانوا دوما تحت الضغط والتهديد. وبعد الثورة الاسلامية في ايران برزت لديهم الصحوة وأدركوا انهم يمكنهم ان يتناموا وأن يصمدوا ويقاوموا الظلم والجور كما فعل الشعب الايراني.
وفي الحقيقة فإن فكر الثورة الاسلامية اصبح قدوة للحركة الشعبية لاتباع اهل البيت في نيجيريا، حتى انضم اليها مختلف الشرائح الشعبية وبل بعض الاشخاص في الحكومة وفي الجامعات.. انا ادرّس منذ 48 عاما في الجامعة. وقد تشيع العديد من الاساتذة في الجامعة، كما انضم المواطنون العاديون في القرى والمدن الى هذه الحركة.
وأضاف: ان الشعب يريد ان تكون نيجيريا بلدا مستقلا، وهو يعتقد ان الشيعة يمكنهم ان يحققوا هذا الهدف. ونقطة قوة الشيعة في نيجيريا هي انهم صامدون وأوفياء جدا؛ انهم يقاومون ويقتلون لكنهم لا يقتلون احدا. هؤلاء الناس يجتمعون في مناسبات كعاشوراء والاربعين.. انهم فقط يجتمعون بمظلومية، لكنهم يواجهون القتل.
وعن السبب في قتل الشيعة، قال الاستاذ الجامعي ناهيروها: لان الشيعة يرفضون الحكومة الفاسدة في نيجيريا. انهم يريدون إصلاح سلوك الحكومة وأدائها، وان تقوم بمسؤولياتها بدون التبعية للدول الاخرى.. ان الشيعة يعتقدون انه يجب ان يكون وضع الشعب افضل مما هو موجود، وان الحكومة مسؤولة عن تحقيق ذلك، ولكن الحكومة ترفض هذا الامر، وهذا احد اسباب الخلافات.
ولفت ناهيروها وهو من الاساتذة المناضلين من اهل السنة ومن المعارضين للحكومة ولديه علاقات جيدة مع كل التوجهات والطوائف، الى ان عدد الشيعة في نيجيريا يقدر بأكثر من 7 ملايين شخص، وهم يعيشون في جميع ارجاء نيجيريا، ويمثلون جزءا هاما ومؤثرا في المجتمع، حتى انهم أسسوا مدارسهم الخاصة، وهم يختلفون عن سائر المسلمين في بلدنا، فهم يتمتعون بثقافة أرقى، وأطفالهم لا يمارسون الاستجداء في الطرقات، وبشكل عام لديهم وضع مناسب.
وعن الدور السعودي الوهابي في الضغط على الشيعة في نيجيريا، اوضح الاستاذ ناهيروها: ان هذه حقيقة بأن السعودية تستغل اموالها وثروتها لتتمكن من بسط هيمنتها على الدول المسلمة الفقيرة، وفي نيجيريا فإن هناك اشخاص في الحكومة يتسلمون اموالا من السعودية، فهم بسبب الفقر الموجود مستعدون القيام بأي شيء من اجل المال.. ان بعض قادة الجيش والشرطة او حتى بعض الوزراء يتسلمون المال من السعودية وهم عملاء لها. وتقوم السعودية بهذا الامر بشكل علني.. وقد طلبت السعودية من الحكومة النيجيرية ان تمنع انتشار الشيعة في هذا البلد.
وبيّن ان الشيعة يشكلون اكبر مجموعة معارضة في نيجيريا، ويتمتعون بوعي سياسي ملحوظ، وهذاالوعي أثار القلق لدى الحكومة النيجيرية، إذ أن ايا من الاحزاب او المذاهب ليست لديها هذه التشكيلة المنسجمة، ولا يمكنها ان تطلق تجمعات كبيرة. وإن أيا من الاحزاب السياسية ليس لديه قاعدة شعبية مثلما للشيعة، لذلك فإن الحكومة تخشى هذا الوضع.
وتابع: ان الحكومة تخشى من يتنامى الشيعة في المجتمع ويمسكوا بزمام الامور، لان الشيعة لديهم طاقات وامكانيات كبيرة للاتحاد والتضامن. إن الحكومة لديها مخاوف من ان ينهض شخص كالامام الخميني ويمسك السلطة، مثلما حصل في ايران.
وأكد ان الشعب النيجيري بكل طوائفة وتوجهاته يدعم الشيعة والشيخ الزكزاكي (زعيم الشيعة في نيجيريا)، واوضح ان قادة الصوفية وسائر المذاهب السنية المعتدلة يدعمون الشيعة، بل وحتى المسيحيين، ففي الاسابيع الماضية تجمع القادة المسيحيون امام السجن وطالبوا بالافراج عن الشيخ الزكزاكي. وان الفئة الوحيدة التي لا تدعم الشيعة هم الوهابيون الذين يمسكون بالسلطة بدعم من السعودية واميركا، وهم يسيطرون ايضا على القوة العسكرية وقوات الشرطة.
ورأى هذا الاستاذ الجامعي النيجيري، أن على الشيعة ان يواصلوا نضالهم، معربا عن ثقته وتفاؤله بأننا جميعا وجنبا الى جنب سنحقق النصر يوما ما، مبينا ان الشيعة لديهم انتشار واسع وان الشعب يؤمن بهم، داعيا منظمة الامم المتحدة وسائر منظمات حقوق الانسان ان تدعم المعارضة السلمية المشروعة في نيجيريا وان تحول دون استمرار جرائم الحكومة النيجيرية ضد الشعب.