أشار رئيس "السلطة الفلسطينية" إلى إحتمالية إيقاف الإتفاقيات المبرمة مع العدو "الصهيوني"، حيث ان كثيراً من المحللين السياسيين لم يأخذوا هذه التهديدات على محمل الجد.

افادت "وكالة مهر للأنباء" أن القضية الفلسطينية اليوم تمر في أخطر مراحلها، وذلك لما يقدم عليه "الكيان الصهيوني" من أعمال قمع وعنف بحق الفلسطينيين، ومن جهة أخرى الإسراع بعجلة التطبيع من قبل الحكومات العربية الرجعية.

أقدم العدو الصهيوني خلال الأيام الاخيرة على هدم منازل الفلسطينيين في "منطقة وادي الحمص" بقرية "صور ضاهر" في القدس المحتلة، إذ تعتبر هذه العملية الأوسع من نوعها منذ عام 1967 إلى يومنا هذا، وأثارت هذه العملية ردود أفعال واسعة من قبل مجلس الأمن الدولي، والدول الأوروبية وبعض الأحزاب السياسية، ويبرر  "العدو الصهيوني"  أعماله أنه يريد إخراج الفلسطينيين من أراضيهم التي احتلها الفلسطينيين من أجل إقامة مستوطنات عليها.

وترافقت هذه الجرائم، بتسارع عجلة التطبيع من قبل بعض الأنظمة العربية الرجعية، حيث أنهم بتطبيعهم، يعطوا الضوء الاخضر للعدو في الإستمرار بمثل هذه الأعمال، وعمليات الإجرام الأخرى.

وتعتبر عمية هدم المنازل الفلسطينية في القدس استكمالاً لحلقات مخطط تهويد القدس، عن طريق تغيير الطبيعة السكانية للمنطقة، وتعتبر "ورشة البحرين"، التي عقدت من أجل إعمال صفقة القرن بأموال "سعودية"، ضوءاً أخضراً آخر"للعدوالصهيوني" من أجل القيام بمثل هذه الأعمال، اذ يسعى "العدو الصهيوني" من خلال عملية هدم المنازل إلى إخراج تلك القرية من طاولة المفاوضات وجعلها جزئاً من المناطق التابعة له.

سُلَ السيف في وجه الفلسطينيين

يعتر هدم منازل في منطقة "وادي حمص" جزءاً من القوانين التي سنها المحتل من أجل تقليل عدد الفلسطينيين في القدس، حيث يعتبر هذا العمل سيفاً في وجه الفلسطينيين، ومن جهة أخرى يعتبر هذا القانون تنفيذاً لبعض المقترحات الذي جاءت بها "صفقة القرن"، حيث ان هذا القانون ضرب بمعاهدة أوسلو عرض الحائط ولم يكترث لها، ويعتبر ضربة إضافية لجسد "إنفاقية أوسلو" الميت.

ورداً على هذه الإجراءات قال رئيس منظمة التحرير "محمود عباس" عقب جلسة خبرية: (بعد المذاكرات قررنا أن نوقف جميع الإتفاقيات المبرمة مع "إسرائيل"، ونحن لن نستسلم أمام المحاولات التي تهدف إلى تغيير الحقائق الموجودة وبالأخص في القدس المحتلة، ولن نخضع "لصفقة العار" ولن يكون هناك أي سلام في المنطقة مالم يتم إعطاء الحقوق الكاملة  للشعب الفلسطيني).

وقال بعض المحللين العرب تعقيباً على كلام "حمود عباس" أن ما قاله "عباس" مجرد حبر على ورق، وقيل أيضاً أن "عباس" لم يتجاوز مرة مرحلة "الوعد والوعيد" وأنه عُرف بعدم العمل بما يعد ويصرح به.

وقال "عبد الستارقاسم" احد المحللين فيما يتعلق بكلام "عباس": ان محمود عباس وعد مراراً وتكراراً بان يوقف المعاهدات المبرمة مع العدو الصهيوني ولكن لم يقدم إلى حد الآن على أي خطوة عملية، اللجنة المركزية قررت قطع العلاقات مع العدو الصهيوني وإيقاف التنسيق الأمني، إلا أنها لم تقدم على خطوات عملية في هذا الصدد.

واضاف: هذه التصريحات تفتقد للدعم السياسي، وان السلطة الفلسطينية ليس لديها نيّة جدية في إيقاف العلاقات مع العد.

واكد "قاسم"، ان وعود عباس لا تشمل إيقاف التنسيق الأمني، كلام عباس كان مبهماً، نحن لن نصدق هذا الكلام إلا إذا رأينا بأم أعيننا تغيرات سياسية وميدانية في الضفة الغربية، واظن ان الغاية من هذه التصريحات هو امتصاص الغضب الفلسطيني فيما يتعلق بهدم البيوت في قرية "صور باهر"في القدس المحتلة.

 وقال "محمد الصواف"، أحد المحللين العرب: هناك أسئلة عديدة حول ماذا يريد عباس إيقافه بالتحديد؟  

هل يريد "عباس" أن يوقف جميع المعاهدات مع العدو؟ ما هي المعاهدات التي يريد إيقافها؟ هل يريد إيقاف أوسلو؟ هل يريد الرجوع عن الإعتراف الرسمي بالعدو الصهيوني، هل يريد إيقاف التنسيق الأمني؟ وما هي الفترة الزمنية التي وضعها من أجل إجراء تلك الوعود؟

واضاف أن هذا القرار مثل غيره من القرارات المتخذة من قبل "عباس" لن تدخل حيز التنفيذ، وانها ليست أكثر من نوع من أنواع الخداع.

وأضاف "عبد الباري عطوان" المحلل السياسي المعروف، في صحيفة "رأي اليوم"  : لقد سمعنا مراراً وتكراراً مثل هذه التصريحات والتهديدات، وان المنظمة هددت مراراً أنها ستوقف العلاقات مع العدو الصهيوني وانها ستنسحب من التنسيق الأمني والإعتراف الرسمي بالعدو الصهيوني ولكن؟

وأضاف: أن بسبب هذه المسرحيات المضحكة ذهبت هيبة السلطة الفلسطينية، لأنه لم يتم تنفيذ أي من هذه الوعود على أرض الواقع، في الوقت الذي تستمر فيه عمليات هدم البيوت و بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية، وايضاً في الوقت الذي تستمر فيه عمليات العنف ضد شعبنا في فلسطين المحتلة.

واضاف: "العدو الصهيوني" بلع الضفة الغربية، ولديه خطة من أجل ضمها إلى أراضيه.

وقال: أن القادة المرموقين، يحترمون أقوالهم، ويوفون بوعودهم، وأنهم يثبتون للعالم ان كلامهم نبع عن حكمة ومسؤولية، ولكن "السلطة الفلسطينية"؛ التي تعتبر ممثلاً للشعب الفلسطيني، والتي تتكلم باسمهم، لم تنفذ حرفاً واحداً مما صرحت ووعدت وهددت به.

واضاف: نرجوا منكم أن تكونوا على قدر من المسؤولية، التي توازي قدرة الشعب الفلسطيني وفدائه وتضحياته، وصمود عائلاته وتاريخه العريق المشهود له بالمقاومة والتضحية والصمود، وأن لا تقدموا على مثل هذه التهديدات البالية، وإن لم تسطيعوا العمل بما تقولوا، الزموا الصمت.

 و من أراد ان يمثل الشعب الفلسطيني ويحكي باسمه عليه أن يفي بما يعد وعليه أن يقدم على ما ينوي بدون ان يكثر من التهديد والكلام.

على أي حال الشعب الفلسطيني اليوم يحتاج إلى الإيفاء بالوعود، وتلزمه الوحدة لمواجهة مخططات العدو، وأن مشكلاته لن تحلها الشعارات والوعود البالية، وان الشعب الفلسطيني بحاجة لإيقاف المعاهدات المبرمة مع العدو وتوقيف التنسيق الأمني، وأن ما يحتاجه بشكل جدي في هذه الفترة، هو تفعيل خيار المقاومة والسلاح، لان العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوّة والسلاح، واستمرار المعاهدات والإتفاقيات مع العدو الصهيوني لن يجدي نفعا، وأن الخيار الوحيد لردع العدو هو المقاومة وإتخاذ القرارات الجدية الصارمة،

العدو الصهيوني ومن خلفة "دونالد ترامب" يطمح إلى الوصول إلى كل ما رسمه وحلم به، ومواجهة الخبث الصهيوني والمشروع الشيطاني يتطلب الوحدة و المقاومة والثبات والضرب بيد من حديد، ولا يلزمه مزيداً من المفاوضات والمعاهدات البالية. /انتهى/