وكالة مهر للأنباء - شغلت التحولات الأخيرة في سياسات السعودية والإماراتية تجاه ايران عناوين الصحف والمجلات وخاصة العربية منها.
شهدت الآونة الاخيرة، تحولا ملحوظا في المواقف السعودية والإماراتية تجاه إيران، حيث أنه غرد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية "انور قرقاش" المعروف في تصريحاته المعادية لإيران: ابوظبي والرياض تفضل الحوار السياسي مع إيران على الحرب والعداء.
وايضاً تعتبر الجلسة التي عقدت في طهران بين قوات خفر السواحل الإيرانية والإماراتية، تطوراً ملحوظاً في العلاقات بين البلدين، وايضاً نشرت الصحف العربية مؤخراً خبر زيارة مسؤولين إماراتيين إلى طهران وذلك لتعلن أبو ظبي جهوزيتها للتعاون المصرفي مع إيران، وتعتبر هذه الخطوة إشارة مؤثرة ومهمة لإيران على الصعيد الإقتصادي من قبل الإمارات وخاصة في ظل العقوبات المفروضة على ايران.
هذا وقد صرحت بعض المواقع "العبرية" أن الإتصالات الإماراتية والسعودية الإيرانية ازدادت في الآونة الأخيرة، وان السعودية عازمة وبجد على تطوير المحادثات والعلاقات مع إيران.
ويمكن القول ان سبب هذا التحول المفاجئ والسريع في المواقف الإماراتية والسعودية الإيرانية، هو مواقف إيران الصارمة ضد امريكا، والعمليات التي قامت بها إيران في الخليج الفارسي كإسقاط الطائرة الامريكية وإحتجازالسفينة البريطانية، والتي جعلت الإماراتي والسعودي تعيدان حساباتهما فيما يخص العلاقة بإيران.
كانت عملية إسقاط الطائرة الأمريكية بمثابة صدمة قاسية لأمريكا وحلفائها من الانظمة العربية، وبعد تلك العملية دعا مسؤولون كبار في الإمارات إلى عقد جلسة سرية، حضرها ولي العهد الإماراتي "محمد بن زايد آل نهيان" وحاكم دبي "محمد بن راشد آل مكتوم" بالإضافة إلى رئيس الوزراء، حيث أن حاكم دبي انتقد السياسة الخارجية للبلاد، واعترف ولي العهد الاماراتي أنه إذا ما سقط صاروخ واحد من قبل إيران على أراضينا فإن الإمارات سوف تخلوا من رؤوس الأموال العربية وأيضاً ستخلوا من العمال الآسيويين.
وأيضاً تورط الإمارات في الحرب على اليمن والتطور الملحوظ في العمليات العسكرية للمقاومة اليمنية وخوفهم من ان (يصل البل لذقونهم) أدى إلى إعلان الإمارات عن الإنسحاب من اليمن واجبرها على أن تعيد حساباتها مع طهران.
وفي هذا السياق صرحت بعض المصادر أن الإمارات ضمن الإتفاقية الاخيرة مع إيران تعهدت بإعادة تنظيم الأوضاع السياسية في جنوب اليمن وان تعيدها إلى ما كانت عليه، وأيضاً إعادة هيكلية المجلس الإنتقالي في الجنوب، والتعاون الإستخباراتي مع أنصار الله.
وتعتبر الهزيمة السياسية للنظام السعودي في سوريا وتورطها في اليمن والعقوبات على قطر، جميعها دلائل أدت إلى فقدان ثقة النظام "الإماراتي" بالنظام "السعودي".
وعليه فعندما شاهد النظام "السعودي" هرولة الإمارات لإصلاح العلاقات مع إيران، سعت بدورها ان تلحق بالقافلة وترسل إشارات إيجابية لطهران بينما إيران لم تغلق باب الحوار أبداً مع دول المنطقة، ودائماً ما تفضل الدبلوماسية على لغة القوة.
وصرح في هذا الصدد وزير الخارجية الإيراني"محمد جواد ظريف" أن، الإمارات كما السعودية والبحرين، جيراننا، وان المسؤولين في بلادنا يرجحون دائماً إقامة علاقات ودية مع الجوار.
الجدير بالذكر أن بعض المحللين يرون هذا التغيير المفاجئ في السياسات الإماراتية والسعودية ما هو إلا نوع من التكتيك اتبعته تلك الدول بامر من أمريكا وذلك لخفض التوتر الحاصل في المنطقة.
أياً كانت الأسباب فلا يخفى عن الانظار دور إيران في حصول تلك التغيرات وخاصة بعد العمليات الأخيرة التي قامت بها في المنطقة ما أجبرت الجميع على تغير سياساتهم وجلوسهم على طاولة الحوار. /انتهى/