اعتبر الباحث فی التاریخ الاسلامی محمد حسين رجبي دواني الحضارة الإسلامية حضارة جديدة ومختلفة عن كل الحضارات التي شهدتها البشرية، حيث أن منشأها ومبناها وانطلاقتها كانت من مسجد الرسول الأعظم(ص)، ففي السابق كان المسجد مركزاً لإدارة الدولة وتسيير أمور المدن، ولكن اليوم حصل انتقاص في وظيفة المساجد، وانحصرت مهمتها على إقامة العبادات والشعائر.

واشار عضو هيئة التدريس  في جامعة "امام حسين(ع)" خلال حديث له لوكالة مهر للأنباء بمناسبة يوم المسجد العالمي: فيما يتعلق بالجواب على تاريخ المساجد ووظيفتها واسباب محدوديتها اليوم: عندما انتقل الرسول الكريم إلى المدينة وبدأ بتاسيس الحكومة الإسلامية، بدأها ببناء مسجد، حيث كان منطلقاً لجميع أمور الحكومة كالأمور الإجتماعية والسياسية والإقتصادية، فكان المسجد حينها منطلقاً لكل الأمور، وجميعنا يعلم ان الإسلام حضارة جديدة ومختلفة عن جميع الحضارات التي وُجِدت على هذه الأرض، وتلك الحضارة العظيمة إنطلقت من المسجد. وبعدها وبعدما إتسعت رقعة الدولة الإسلامية تم إنشاء مراكز ودواوين خاصة، فمثلاً على زمن الخليفة الثاني "عمر بن الخطاب" تم إنشاء مخيمات عسكرية وأيضاً تم إنشاء ما عرف "بدار العمارة"، وبعدها بدأت وظيفة المسجد تنحصر في العبادات وتلقي العلوم الشرعية، وفي عهد الإمام علي(ع) حاول ان يعيد إلى المساجد رونقها وعمل على إرجاع المساجد إلى وظيفتها، ولكن بعد شهادته وصلح الإمام الحسن مع معاوية قام الأخير بحد وظيفة المساجد وحصرها في أمور خاصة.

وتابع فيما يتعلق بدور الثورة الإسلامية في إحياء وظيفة المساجد، بعد الثورة الإسلامية في إيران أخذ المسجد مكانه الطبيعي وعادت وظيفته في تسيير الأمور العسكرية والإقتصادية والسياسية وهناك شواهد كثيرة على ذلك.

واضاف أن حلف الطاغوت ومن ينادون بالعلمانية يريدون ان تنحصر وظيفة المساجد بالعبادة، وألا تدخل المساجد في الأمور الاخرى هذا مالا نرضاه في بلادنا. /انتهى/