اعتبر كبير قساوسة جورجيا الاب "مالخاص سونكولاشفيلي" أن تجربة السير من النجف إلى كربلاء في ضمن مسيرة الأربعين هي أعمق تجربة معنوية خاضها في حياته، معتبراً مضي العالم نحو أفضل طريق له إعجاز أربعيني.

وكالة مهر للأنباء: استضافت جامعة الامام الصادق (ع) في العاصمة طهران الضيف الجورجي الشهير  كبير قساوسة جورجيا الاب "مالخاص سونكولاشفيلي" أمس الثلاثاء للحديث عن تجربته السنوية في المشاركة بمسيرة الأربعين الحسيني.

حملت الندوة عنوان "الحسين (ع) في الفكر المسيحي"، وشارك فيها عدد من الباحثين الاسلاميين من جامعات ومراكز أبحاث مختلفة في إيران.

أعرب ضيف الندوة  الاب "مالخاص سونكولاشفيلي" عن سعادته لحضور هذه الندوة التي يجتمع فيها محبي الحسين (ع)، بادئاً حديثه بقصة من مدينة روم القديمة، حيث كان يعيش عالم مشغول في إعداد كتبه وأبحاثه الدينية، يقضي أيامه بمطالعة الكتب، وفي إحدى الأيام وهو يعود إلى منزله أخذ يفكر بنص ديني مميز كان قد قرأه للتو، ومضى وهو يفكر بعمق ودون أن ينتبه أخطأ في مسيره ووصل إلى برج قديم من أبراج المدينة، وإذ بجندي يتقدم نحوه ويصرخ من أنت وماذا تفعل هنا، عندها يدرك انه أضاع طريقه.

وأكمل القس مالخاص قصته قائلاً: أن العالم سأل الجندي كم تأخذ أجر على عملك؟ أنا سأعطيك ضعفه لتبقى معي وتصرخ عليّ كلما أضعت طريقي؟ فهذا السؤال مهم للجميع "من نحن وماذا نفعل هنا؟" هل علينا فقط أن نتحارب ونسفك دماء بعضنا الآخر وأن نقول لبعضنا أنت مسيحي وأنت مسلم ونبتعد عن بعض؟ أنا أفكر بطريقة تجعلنا نعيش معاً إلى جانب بعضنا الآخر.

وأضاف القس الجوروي: أنا مسيحي واتبع السيد المسيح عيسى بن مريم (ع)، ولكني اعتقد أن الحسين (ع) الهمني الكثير من الدورس، فلا يمكننا الوقوف صامتين أمام الظلم وعدم العدل. لو إننا في الحقيقة عشاق الحسين (ع)، أو نريد أن نكون عشاقه وأنصاره علينا أن نقف في وجه الكراهية والحقد والفتنة، لذلك أنا أؤمن أن الدين يمكن أن يمضي بنا نحو حياة مسالمة نحو العفو والصفح، لكنها العفو لا يكفي يجب علينا أن نصل إلى السلام والانسجام.

وأردف الاب "مالخاص سونكولاشفيلي" أن من يحمل طفلاً صغيراً عمره ستة أشهر يطلب منه الماء وبدل أن يسقيه يقتله لا يمكن أن يكون شخصاً سوى الشيطان، الإمام الحسين (ع) أمر الأقوياء بمساعدة الضعفاء، ولذلك أرى أن سيرة الامام الحسين (ع) مهمة جداً لنا هذه الأيام.

وتابع القس الجوروي قائلاً: تجربة المسير من النجف إلى كربلاء هي أعمق تجربة معنوية قمت بها في حياتي، تأثير الأربعين كالمعجزة، لقد مضيت في المسير وأن ارتدي زي هذا (الثوب الكنسي) وجميع الناس المشاركين في مسيرة الأربعين تعاملوا معي بلطف وكأني واحد منهم، هذا التعامل اللطيف المليء بالمحبة والصداقة كان بالنسبة إليّ فخر عظيم، شاركني الجميع بما كانوا يملكون واحترم جداً حسن الضيافة والمحبة التي تحملها مسيرة الأربعين بكل أبعادها.

وتسائل الاب "مالخاص سونكولاشفيلي" اذا كان البشر يمكن أن يكونوا لطفاء مع بعضهم الآخر في المسير من النجف إلى كربلاء فلماذا لا يكونون هكذا من طهران إلى تفليس؟.

من جهة ثانية أعرب القس الجوروي عن امتنانه لکل من یساهم في إحياء هذه الذكرى السنوية ونجاحها لتثبيت القيم والعبر التي تحملها ملحمة عاشوراء /انتهى/.