وخلال استقباله حشدا من اصحاب المواكب العراقية في حسينية "الامام الخميني (رض)" بطهران اليوم الاربعاء قال سماحة القائد، انني والشعب الايراني نشكركم من صميم القلب، أنتم اصحاب المواكب الذين اوصلتم الكرامة والمودة الى ذراها وكذلك من الشعب العراقي العظيم والمسؤولين العراقيين الذين وفروا الامن والارضية اللازمة خاصة العلماء الاعلام ومراجع الدين الكبار في العراق الذين وفروا اجواء الزيارة والاخوة بين الشعبين.
وفيما اشاد آية الله خامنئي خلال اللقاء بالخدمات التي يقدمونها لزوار الأربعين، أعرب في الوقت نفسه شكره العميق للمواكب وعلماء الدين والمسؤولين العراقيين لتوفيرهم الأمن والخدمات في هذه الزيارة المليونية.
وأكد قائد الثورة أن تعامل المواكب مع زوار الأربعين لا مثيل له في العالم كما أن مسيرة الأربعين لا نظير لها في كل التاريخ.واضاف، ان ما يُنقل لنا من تعاملكم الكريم ايها الاخوة الاعزاء في المواكب في الطرق بين المدن مع زوار العزاء الحسيني لا نظير له في العالم مثلما لا نظير لزيارة الاربعين في التاريخ.
واعتبر حب الامام الحسين (ع) امرا استثنائيا ولا مثيل له، مخاطبا الحضور قائلا، لقد جسدتم في سلوككم الكرامة الاسلامية والعربية وبحب الحسين (ع) تولون للزوار غاية العناية والاهتمام للتخفيف عنهم عناء السفر الشديد.
واعتبر آية الله الخامنئي مسيرة الاربعين حدثا منقطع النظير، ليس فقط في عهدنا هذا بل لا نجد في التاريخ نظيرا لها وتقام كل عام اكثر حرارة مما سبقه، ولها دورها في توسيع نطاق المعرفة بالامام الحسين (ع) واشار الى ان انظار العالم تتطلع الى هذا الحدث العظيم واضاف، ان هذا التجمع العظيم الذي يجري في العراق كل عام لمناسبة مسيرة الاربعين خاصة في الطريق من النجف الى كربلاء قد اخذ الان ابعادا دولية واصبح الامام الحسين (ع) والمعرفة الحسينية عالمية الطابع.
واضاف، ان عالم اليوم الذي يعاني من الظلم والفساد والانحطاط بحاجة ملحة الى معرفة التحرر الحسيني ولو تم التعريف بالامام الحسين (ع) بصورة صحيحة يكون قد تم التعريف بالاسلام والقرآن في الواقع.
واكد بان منطق ورسالة الامام الحسين (ع) يتمثلان بانقاذ للعالم من هيمنة جبهة الكفر والاستكبار واضاف، ان منطق الامام الحسين (ع) هو منطق الدفاع عن الحق والصمود امام الظلم والطغيان والضلال والاستكبار وان شباب العالم والشعوب الحرة اليوم متعطشة وبحاجة الى هذا المنطق وان مسيرة الاربعين العظيمة يمكنها التعريف بالمعرفة والمنطق الحسيني للعالم.
واكد آية الله الخامنئي بان مسيرة الاربعين تصبح علمية الطابع اكثر فاكثر يوما بعد اخر وتمثل تجسيدا لغليان دماء الامام الحسين (ع) وتبلورا لرسالة عاشوراء بعد 1400 عام واضاف، ان الامام الحسين (ع) ليس مختصا بالشيعة فقط بل هو متعلق بجميع المذاهب الاسلامية سواء الشيعة او السنة وهو متعلق بالانسانية كلها ولهذا السبب نشاهد مشاركة غير المسلمين ايضا في مسيرة الاربعين.
واضاف قائد الثورة، انه وفي الوقت الذي يستخدم فيه اعداء الاسلام كل الادوات والوسائل والامكانيات المالية والمادية لمواجهة الامة الاسلامية ، فقد جعل الباري تعالى فجاة مسيرة الاربعين بهذه العظمة والروعة وجعلها في الواقع آية عظمى ومؤشرا كبيرا للانتصار النهائي لجبهة النهضة الحسينية ضد جبهة الكفر والاستكبار.
واكد قائد الثورة الاسلامية ضرورة الاثراء المعنوي والثقافي لمسيرة الاربعين ودعا اصحاب الفكر والثقافة للتخطيط لهذه النهضة العظيمة واضاف، ان مسيرة الاربعين يمكنها توفير الارضية لتحقيق الهدف النهائي للامة الاسلامية اي "تاسيس الحضارة الاسلامية الحديثة والعظيمة" وبناء عليه لابد من ترسيخ الاواصر في هذه المسيرة بين المسلمين من السنة والشيعة والشعوب والقوميات المختلفة.
واكد آية الله الخامنئي بانه لو تضافرت الطاقات الهائلة للشعوب الاسلامية في غرب آسيا وشمال افريقيا مع بعضها بعضا وتجسدت على ارض الواقع فحينها سيبرز المعنى الحقيقي للعزة الالهية والحضارة الاسلامية العظيمة للعالم.
واشار الى صحوة الشعوب الاسلامية ووصف الشعب العراقي العظيم بانه يحظى بالعزة والثقافة والعزم والارادة العالية واضاف، ان الشباب العراقي قد اظهر قدراته خلال قضايا الاعوام الاخيرة وتمكن في ظل فتوى المرجعية المعظمة في العراق من اجهاض مؤامرة داعش والتكفيريين الكبرى وهم يحرسون بلادهم في مواجهة المؤامرة العالمية المتمثلة باثارة الحرب الاهلية./انتهى/