تابعت وواكبت وسائل الإعلام العبريّة، بشكل مكثف، تفاصيل ما أعلنته ايران عن إحباط استخباراتها لمحاولة اغتيال لقائد فيلق القدس في حرس الثورة الاسلامية، اللواء قاسم سليماني.

 ولم تتوقف وسائل الإعلام، التي تعكس آراء صناع القرار في تل أبيب عند التقارير، بل انتقلت إلى التحليل، الذي يعتمد على مصادر عسكرية وأمنية وسياسية واسعة الاطلاع، وتحت مقص الرقيب العسكري في كيان الاحتلال الإسرائيلي: اللواء سليماني، أجمع المحللون في وسائل الإعلام العبرية يجب أن يختفي عن الساحة في الشرق الأوسط بأسرع وقت ممكن لأنه المسؤول الأول والمباشر عن تمركز إيران في المنطقة، وبالإضافة إلى ذلك هو الذي ينقل الأسلحة الدقيقة وغيرها من إيران إلى سورية ومن ثم إلى حزب الله، ويخطط على مدار الساعة لتنفيذ عمليات “إرهابية” ضد كيان الاحتلال، على حد تعبير المصادر في تل أبيب.

بناء على ما تقدم، يمكن القول الفصل إن "إسرائيل" تُقّر عمليًا بان اللواء قاسم سليماني هو معضلة بدون حل، لأنه يعتبر بنظر الأجهزة الأمنية في كيان الاحتلال رأس الحربة لإيران، التي تعدها اسرائيل العدو رقم واحد، والأخطر مما ذُكِر آنفًا، أنه بحسب المصادر المطلعة فإن قادة كيان الاحتلال يعبِّرون عن إعجابهم الشديد بتصميمه، رغم ان تل ابيب شددت على أن جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجية) أضافه وثلاثة آخرين لقائمة الاغتيالات.

على صلةٍ بما سلف، نشر موقع “مونيتور” تقريرا لمراسله المخضرم بن كاسيبت، والذي يعمل محللاً للشؤون السياسية في صحيفة (معاريف) العبرية، أكد فيه على أنّ "إسرائيل" استهدفت في الغارات الأخيرة على سورية بشكلٍ خاصٍّ فيلق القدس في حرس الثورة الاسلامية، وقائده اللواء قاسم سليماني، علما أنه قبل عدة أشهر صرحت مصادر أمنية رفيعة المستوى في تل أبيب بأن سليماني بات هدفًا “شرعيًا” للاغتيال من قبل كيان الاحتلال، على حد تعبيرها.

بالإضافة إلى ذلك، نقل الموقع عن مصدر إسرائيلي بارز، قوله أن الأمر كله يتعلق بسليماني، وأضاف أن اللواء الإيراني سليماني هو الشخص الرئيسي الذي يقود الحرب ضد إسرائيل بتصميمٍ كبير، والذي لم يفهم بالإشارة، عليه أنْ يفهم أن إسرائيل ستلاحق فيلق القدس في الحرس الثوري، وستعثر عليه في أي زمانٍ ومكانٍ، وتراقب قدراته على التطوير والتهديد المحتمل، وبعبارة أخرى فإن هذه ليست حربًا بين بلدين، أكدت المصادر الإسرائيلية واسعة الاطلاع.

ووجد التقرير أن هذه التصريحات تعبر عن معضلة "إسرائيل" في التعامل مع سليماني، فهو الشخص الذي يقود الجهود لمحاصرة "إسرائيل" من الخليج (الفارسي) إلى البحر المتوسط والأحمر، مشيرا إلى أن قادة الكيان العسكريين يعبرون عن إعجابهم بتصميمه.

وفي خطوة تعبِّر عن المعضلة الإسرائيلية في تعاملها مع إيران بشكلٍ عامٍ، وفيلق القدس بالحرس الثوري وقائده اللواء قاسم سليماني، سارع الناطق العسكري في كيان الاحتلال إلى نشر صور وتفاصيل زعم فيها أنّها تعود لقادة إيرانيين، كانوا يخطّطون لتوجيه ضربةٍ مؤلمة للكيان من سورية عبر الطائرات المسيرة، ورأى المحلِّل للشؤون العسكرية في القناة 12 بالتلفزيون العبري، روني دانيئيل أن هذه رسالةً إسرائيليّةً لهم بأنهم باتوا على بنك الأهداف، أيْ أنّ الاستخبارات الإسرائيلية وضعتهم على قائمة الاغتيالات، على حد تعبيره.

ومن الأهمية بمكان العودة للمقابلة مع رئيس شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية ، الجنرال درور شالوم، التي أجرتها صحيفة “يسرائيل هَيوم”، فقد قال محلِّل الشؤون العسكرية بصحيفة (هآرتس): لقد بدا شالوم متشائمًا للغاية، “الصورة قاتمة جدًا” قال للصحافي يوآف ليمور، وتابع: “في نهاية الأمر، كلُّ شيءٍ يدور حول إيران. على جميع الأصعدة: جهودها للتمركز في سورية والعراق، ومحاولاتها تهريب عتاد قتالي متطور إلى حزب الله. نجد أنفسنا في مواجهة إيران في جولة خطرة، ويجب علينا أنْ نُعزز جيدًا دفاعنا عن أنفسنا، قال شالوم.

كما تحدث شالوم عن بعض السيناريوهات المحتملة المتعلقة بالاتفاق النووي، بينها مفاوضات أمريكية- إيرانية، واستمرار تصعيد عسكري يجر إسرائيل أيضًا إلى المعترك، ومجموعة من الخروق الشديدة للاتفاق النووي من جانب طهران.

وتابعت (هآرتس) قائلةً إنّ رئيس شعبة الأبحاث لمّح إلى أن إيران تنقل إلى سورية والعراق صواريخ بحرية، ووصف “كخيارٍ معقولٍ جدًا” احتمال أنْ تُطلِق إيران صواريخ بحرية، وصواريخ أرض- أرض و طائرات مسيرة غير مأهولة من غرب العراق على "إسرائيل"، انتقامًا للهجمات الأخيرة ضدها، واختتم المحلل العسكري لصحيفة (هآرتس) قائلاً: يبدو هذا تحذيرًا مهمًا.

زهير أندراوس - راي اليوم