أكدت دمشق على لسان نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد في أول موقف رسمي سوري تجاه نية تركيا شن عدوان جديد على أراض سورية في منطقة شرق الفرات، أنها ستدافع عن كل الأراضي السورية، ولن تقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية، ومن يرتمي بأحضان الأجنبي سيرميه الأجنبي بقرف بعيداً عنه.

وافادت وكالة مهر للانباء نقلاً عن صحيفة "الوطن" على هامش حفل وداع للسفير الجزائري وعميد الدبلوماسيين بدمشق صالح بوشه، أقيم أمس في فندق "الداما روز" بدمشق، قال المقداد: إنه في حال شنت تركيا أي عدوان على أراضي البلاد "سندافع عن كل الأراضي السورية، ولن نقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية، لكن على الآخرين وفي هذا المجال، ألا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة، لأننا على استعداد للدفاع عن أرضنا وشعبنا.

وقال المقداد في رده على سؤال حول تخلي الاحتلال الأميركي عن الميليشيات الكردية الانفصالية وبدء الانسحاب الأميركي من المناطق الحدودية: "كل من لا يخلص للوطن ويبيعه بأرخص الأسعار سيجد أنه سيرمى به خارج التاريخ، ونحن حذرنا في الكثير من المرات من هذه المؤامرات على الوطن وعلى الشعب السوري، وقلنا إن من يرتمي بأحضان الأجنبي فسيرميه الأجنبي بقرف بعيداً عنه وهذا ما حصل"، وتابع: "نقول لهؤلاء بأنهم خسروا كل شيء ويجب ألا يخسروا أنفسهم، وفي النهاية الوطن يرحب بكل أبنائه ونحن نريد أن نحل كل المشاكل السورية بطريقة إيجابية وبطريقة بعيدة عن العنف لكن بطريقة تحافظ على كل ذرة تراب من أرض سورية".

تصريحات المقداد، جاءت بعيد إعطاء الولايات المتحدة الضوء الأخضر لتركيا لشن عدوان ضد حلفائها من الميليشيات الكردية، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سلسلة تغريدات على «تويتر»: الأكراد قاتلوا معنا، لكنهم حصلوا على مبالغ طائلة وعتاد هائل لفعل ذلك، إنهم يقاتلون تركيا منذ عقود، وأضاف: "سيتعين الآن على تركيا وأوروبا وسورية وإيران والعراق وروسيا والأكراد تسوية الوضع".

جاء إعلان ترامب بعد تأكيد البيت الأبيض في بيان أنه "قريباً، ستمضي تركيا قدماً في عمليتها التي خططت لها طويلاً في شمال سورية. لن تدعم القوات المسلحة الأميركية العملية ولن تنخرط فيها".

وعقب تصريحات ترامب أمس، قال مسؤول أميركي وفق وكالة «رويترز»: إن "الولايات المتحدة أبلغت قائد قوات سورية الديمقراطية التي يقودها الأكراد صباح (أمس) الإثنين أن القوات الأميركية لن تدافع عنها في مواجهة الهجمات التركية مؤكداً أن القوات الأميركية أخلت موقعين للمراقبة في تل أبيض ورأس العين "في شمال شرق سورية.

في الأثناء، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في لقاء مع الصحفيين، رداً على سؤال حول إذا ما كان الرئيس الروسي على اتصال مع نظيره التركي: «لا، لم يكن الأمر كذلك»، وينبغي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

على صعيد مواز، أكد مراسل التلفزيون السوري قيام الاحتلال التركي بشن عدوان استهدف «تل طويل» بالمالكية بريف محافظة الحسكة الشمالي الشرقي وهو أحد مواقع ميليشيات قسد. /انتهى/