وكالة مهر للأنباء- جواد حيران نيا: أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس الأربعاء بدء العملية العسكرية في شمال سوريا معتبراً أن الهجوم الذي يحمل اسم عملية "نبع السلام" تستهدف أيضا القضاء على التهديدات التي يمثلها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية السورية ومسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وتمكين اللاجئين السوريين في تركيا من العودة إلى ديارهم بعد إقامة "منطقة آمنة"، حسب قوله.
هذا وادانت الخارجية السورية بأشد العبارات ما وصفتها بالتصريحات الهوجاء والنوايا العدوانية للنظام التركي والحشود العسكرية على الحدود السورية معتبرةً أنها تشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي وخرقا سافرا لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تؤكد جميعها على احترام وحدة وسلامة وسيادة سوريا.
واضافت أن "السلوك العدواني لنظام أردوغان يظهر بجلاء الأطماع التوسعية التركية في أراضي الجمهورية العربية السورية ولا يمكن تبريره تحت أي ذريعة وما يدعيه النظام التركي بخصوص أمن الحدود يكذبه إنكار هذا النظام وتجاهله لاتفاق أضنة الذي يمكن في حال احترام والتزام حكومة أردوغان به من تحقيق هذا الشيء".
وحذرت دمشق من نتائج العدوان على الاراضي السورية حيث تضع الحكومة التركية ضمن رعاة الارهاب ومن شانه أن توجه ضربة قاتلة لانجازات محادثات آستانا.
وفي هذا السياق ولتسليط الضوء على اهداف ومبررات اردوغان من شن الهجوم على شمال سوريا اجرت وكالة مهر حوارا مع الاكاديمية الامريكية والاستاذة بجامعة جورج تاون وفيما يلي نص الحوار:
س: هل تعتقدين ان الهجوم التركي على شمال سوريا عدوان وفقا لقرارات الأمم المتحدة؟
الاجراء التركي في شن الهجوم على الاراضي السورية هو عدوان واضح الا ان المشكلة تكمن في ان الحكومة المركزية في سوريا غير قادرة على ممارسة سيادتها على جميع الاراضي السورية وهذا ما شجع تركيا على ارسال قواتها الى شمال سوريا.
س: ما هي اهداف انقرة من غزو المناطق الكردية في شمال سوريا؟
تركيا تشعر بقلق من احتمال اقامة منطقة كردية شبه مستقلة مثل ما حصل في العراق. ولهذا يمكن اعتبار القضية الكردية أكبر تحدي أمني لتركية حيث اصبحت القضية موضوعا أمنيا.
تركيا تسعى لتغيير التوازن العنصري بالقرب من حدودها على الأقل ولهذه الغاية ترغب في إيواء عدد من اللاجئين العرب السنة في هذه المنطقة ولاسيما بعد احتجاجات شعبية على زيادة عدد اللاجئين في الاراضي التركية. وعودة اللاجئين الى الاراضي السورية جزء من اهداف هذه العملية.
والهدف الثالث من شن الهجوم على شمال سوريا هو رغبة تركيا في ان تلعب دورا في تحديد المصير النهائي لسوريا بعد ان فشلت في الاطاحة ببشار الاسد. على سبيل المثال تركيا تريد السيطرة على مناطق حدودية في سورية في حال تقسيم هذا البلد واضاف الى ذلك الاستياء التركي من نفوذ ايران في سوريا وكذلك هناك دوافع طائفية ومذهبية تحض الاتراك على هذا الهجوم.
كما ان اردوغان لديه توجهات ومواقف معادية ضد الشيعة والعلوية الا انه لا يسمح لهذه النزعات ان تظهر في سياسته الخارجية.
س: تركيا قامت باحتلال "عفرين" سابقاً. من هذا المنطلق يبدو ان الاتراك يريدون تطهير المناطق الحدودية من الاكراد و اقامة عمق استراتيجي في هذه المناطق. ما هو تعليقك على ذلك؟
يجب النظر الى مسألة "عفرين" في هذا الاطار العام. تركيا تريد سوريا ضعيفة ولاسيما بعد التوترات التي حدثت في العلاقات الثنائية بين البلدين ولهذا سوريا متشتة وضعيفة تخدم بشكل أفضل مصالح أنقرة.
وكذلك يجب الاخذ بعين الاعتبار طموحات اردوغان ورغبته في استعادة نفوذ تركية على الاراضي التي سيطرت عليها الامبراطورية العثمانية.
س: هل تعتقدين ان تواجد تركيا في شرق الفرات امر مؤقت؟
في نهاية المطاف تركيا لن تستطيع ان تبقى في سوريا بشكل دائم وخروج القوات التركية منالاراضي السورية مسألة وقت. بتقديري الجيش التركي سيستمر في تواجده في اجزاء من الاراضي السورية لم يتم تحديد مصير هذا البلد بشكل نهائي.
بطبيعة الحال فان ردة فعل المجتمع الدولي بما في ذلك روسيا والدول الاوروبية ستكون مؤثرا في هذا الصدد.