بيّن قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، اليوم الأحد، أن "الاختلاف بين الشعب الإيراني والإدارة الأميركية يعود إلى انقلاب 1953" حيث عمدت وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" إلى الإطاحة بالحكومة الشرعية لحكومة "محمد مصدق" في 19 أغسطس 1953.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي استقبل اليوم الأحد، حشدا كبيرا من طلاب المدارس والجامعات، على أعتاب اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار ويوم الطالب في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في حسينية الإمام الخميني (قدس).

وفي مستهل اللقاء اكد قائد الثورة الاسلامية بان عداء اميركا للشعب الايراني كان قائما على الدوام وان الخلاف بين الجانبين يعود لما قبل السيطرة على وكر التجسس الاميركي (السفارة الاميركية السابقة في طهران)، معتبرا اميركا بانها اليوم اضعف مما كانت عليه لكنها اكثر وحشية ووقاحة.

ولفت سماحته إلى أن البعض يحرف حقائق التاريخ ويعتبر ان الخلاف مع امريكا يعود الى تسخير وكر التجسس الامريكي، فيما ان الخلاف بين الشعب الإيراني والحكومة الأمريكية يمتد الى مؤامرة 1953 وما قبلها، حيث انهم فرضوا نظام فاسد وعميل على الشعب الإيراني.

وشدد آية الله الخامنئي على أن الولايات المتحدة الأميركية كانت دائماً معادية للشعب الإيراني، حتى في نظام الطاغوت (النظام الشاهنشاهي البائد) ما قبل الثورة، حيث أطاحت بالحكومة الوطنية، بالطبع، تلك الحكومة كانت مخطئة أيضا بسبب ثقتها بأمريكا.

وقال سماحته: بعد الثورة، وحتى اليوم، فان السياسات الامريكية تجاه إيران كانت تتسم جميعها بفرض العقوبات والتهديدات والتصريحات الوقحة وإثارة المشاكل والتدخل.

واستطرد آية الله الخامنئي قائلا: لقد فعلت أمريكا كل ما في وسعها في السنوات الـ41 الماضية، من العداء ضد الشعب الإيراني المتمثلة بالحظر والتهديد والاساءة واختلاق المشاكل والسعي للتغلغل واضاف، ان اهم رد لنا امام عداء اميركا هو قطع الطريق امام تغلغلها السياسي من جديد.   

كما نوه قائد الثورة الإسلامية إلى أن إحدى طرق منع النفوذ الأمريكي هي منع المفاوضات، هذا بالطبع، صعب للغاية بالنسبة لأمريكا، أمريكا المتغطرسة، التي تمن على قادة الدول الاخرى بالجلوس معهم والتحدث اليهم، تصر منذ سنوات على التفاوض مع قادة الجمهورية الإسلامية، والجمهورية الإسلامية تمتنع، هذا يعني أن هناك أمة ودولة في العالم لا تخضع للقوة الديكتاتورية الأمريكية.

وأكد آية الله الخامنئي، ان منع التفاوض هو منطق سليم يغلق الأبواب امام نفوذ العدو ويظهر قوة الجمهورية الاسلامية للعالم ويظهر للعالم عظمة أمريكا المزعومة.

وذكر سماحته أن البعض يظن بأن التفاوض يحل مشاكل البلاد، مبينا أن "هذا التفكير خاطئ إلى أبعد حدود، ان الجانب الآخر يعتبر قبول ايران التفاوض بمعنى استسلام الجمهورية الاسلامية ويريد اثبات ان سياسة الضغوط القصوى قد آتت أكلها ومن ثم لن يقوم الجانب الآخر بتقديم أي تنازل.

واضاف سماحته أن البعض يعتقد أن التفاوض يحل مشاكل البلاد، هذا خطأ كبير؛ إنه خطأ مائة بالمائة.

وأشار إلى محاولات امريكا العقيمة للقضاء على القوة الدفاعية الصاروخية الإيرانية أو الحد منها، أضاف قائد الثورة الاسلامية : نمتلك اليوم وبفضل الباري تعالى وبجهود شبابنا، صواريخ دقيقة يصل مداها إلى 2000 كيلومتر يمكنها ضرب أي هدف بخطأ بسيط جدا متر واحد فقط.

وأردف سماحته بالقول: لو قبلنا بالمفاوضات، لطرح الأمريكيون موضوع الصواريخ ولقالوا، على سبيل المثال، إن الصواريخ الإيرانية يجب أن يبلغ مداها 150 كم كحد أقصى، ولو قبل المسؤولون الايرانيون ذلك، لكان تدميرا لبلدنا، واذا لم يوافقوا فاننا سوف لن نحصل على أي شيء أي العودة الى المربع الأول.

ووصف قائد الثورة المفاوضات الفاشلة لكوبا وكوريا الشمالية مع الولايات المتحدة، بالتجارب التي يمكن الاتعاظ منها، وقال إن المسؤولين الأمريكيين والكوريين الشماليين كانوا متعاطفين بشكل متبادل، لكن الأميركيين، وفي نهاية المطاف، وبناء على مسارهم في التفاوض، لم يترجعوا ولم يقدموا أي تنازلات ./انتهى/