صرحّت مواقع الأخبارأن أعضاء في الكونغرس أرسلوا خطابا للرئيس التنفيذي "لتويتر" الشهر الماضي، لإزالة محتويات وحسابات ما يسمونها "منظمات إرهابية" كحماس وحزب الله على حد زعمهم، من بينها قناة المنار باللغة الإنجليزية، ابتداء من أول نوفمبر.

في تسعينات هذا القرن دخلت شبكات الإنترنت إلى الشرق الاوسط، ففي البداية تحفظت بعض الحكومات على فتحه امام العوام، إلا انه ومع مرور الوقت أصبح ضرورة حياتية.

انبهر الناس في البداية بذاك المولود الجديد وتم استخدامه شيئاً فشيئاً في مجالات العمل والحياة كافة ليصبح فيما بعد ضرورة لا غناء عنها وعلامة على تقدم الدول.

لم يقتصر الامر على شبكات الإنترنت ووسائل التواصل البدائية، فمع تقدم الزمن وبشكل متسارع تم ترويج تطبيقات كثيرة ك"اليوتيوب" و"الفيسبوك" و"التويتر" وغيرها من البرامج، التي نقلت البشرية من الحياة الإجتماعية الصحيحة والسليمة إلى الحياة الوهمية الكاذبة.

فأصبحت تلك التطبيقات ملاذاً ومكاناً لكل من أراد أن يبرز علمه او فنه ولكل من أراد إبراز نفسه ولا يملك الجرأة أن يفصح بما لديه امام الناس وجهاً لوجه، يمكننا القول بأن تلك التطبيقات ساعدتنا على الكذب ولبس الوجوه.

ليس هذا وحسب فقد استخدمت تلك التطبيقات للأعمال التجسسية والإغتيالات وساعدت على تغيير ثقافات الشعوب وإبعاد الشباب عن ثقافتهم ومورثهم الديني والأخلاقي و...إلخ.

اثارت هذه النهضة العلمية الإنترنتية السريعة إنتقاد الكثير من العلماء، لعل أشهرهم هربرت شيلر (5 نوفمبر 1919 - 29 يناير 2000)، عالم الاجتماع والمؤلف والناقد والباحث، والحاصل على الدكتوراه من جامعة نيويورك عام 1960.

 يرى "شيلر" أن عصر الإنفتاح اليوم وعولمة المجتمعات الذي يتم بالإستعانة بالإنترنت هو امتداد لعصر "الرأس مالية والإقطاعية القديمة" ولكن بحلة جديدة، ومن الأسباب التي يستشهد بها لدعم كلامه هو ارتباط الإنترنت بوزارة الدفاع الامريكية وغيرها من الأسباب التي تثبت أن ذلك الإختراع البريء الذي ولد بمباركة أمريكية بريطانية فرنسية لم يكن بتلك البراءة، وأن مواقع التواصل اليوم إضافة إلى أنها متلفة للوقت هي أداة يستعملها صناعها في الحروب.

فالمتابع لليوتيوب والفيس والتويتر يرى في الآونة الأخيرة حذف الكثير من المقاطع أو الصور أو البوستات التي يتم تحميلها، وذلك بحجة مخالفتها لقوانين مجتمعهم "مجتمع تلك التطبيقات"

نعم فإذا كانت الفيديوهات تكشف حقائق وتدين امريكا وغيرها من الطواغيت فإنها سوف تكون عرضة للحذف فهي تخالف قوانين مجتمعهم.

ولكن إذا كانت الفيديوهات تنشر الإلحاد والدعارة والمجون والتي تسيء إلى مشاعر أكثر من مليار مسلم والتي تجرح مشاعر المؤمنين من أصحاب الديانات الأخرى، فعندها تكون تلك الفيديوهات حرية شخصية،

وكذلك الحال مع حسابات قناة المنار فقد قامت شركة تويتر بحظر معظم حسابات قناة المنار  التابعة لحزب الله على موقع التواصل الاجتماعي..

و ضمن الحسابات التي طالها الحظر حساب القناة الرئيسي باللغة العربية، وباللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية ، وتضم حسابات المنار "أكثر من مليون متابع"، حسبما قالت القناة، في بيان لها.

يذكر أن مجموعة من أعضاء الكونغرس كانت قد أرسلت خطابا للرئيس التنفيذي لتويتر الشهر الماضي، لإزالة محتويات وحسابات "منظمات إرهابية" كحماس وحزب الله على كما يزعمون، من بينها قناة المنار باللغة الإنجليزية، ابتداء من أول نوفمبر

هكذا وبدون سابق إنذار تم إيقاف حسابات قناة المنار، وحجتهم كانت ان منشورات القنات تنتهك قوانين تويتر.

لم يكن غريباً ما فعلوه، فهذه هي أدوات حلف الطاغوت وتلك برامجه التي أدمناها، فإذا استخدمناها كما أرادوا لإتلاف الوقت والإنسلاخ من اخلاقنا وقيمنا، نكون موافقين لسياساتهم وقوانينهم  ولكن عندما يتم إستخدامها لكشف الحقائق وإظهار المخفي وكشف المؤامرات، يتم عندها إتهامنا بالإرهاب وبمخالفة قوانينهم ويتم حظرنا بدون سابق إنذا وكأن شيئاً لم يكن.

كثيراً هي محاولاتهم لإخماد صوت الحق، فكما حاول شياطين الجن و الإنس إخماد صوت الرسول وإطفاء نور الله ولم يفلحوا، يحاول شياطين الجن والإنس في هذه الأيام إخماد صوت الحق، ولن يفلحوا أيضاً

فالله متم نوره ولو كره الكافرون. /انتهى/

/خضر المهاجر/