صرحت صحيفة "يدعوت أحرونوت" بأن الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، بالإضافة إلى سوريّة وحزب الله طوّروا قدرات وقلّصوا فجوات في مقابل الكيان الصهيوني، رغم كل جهود الكبح التي يقدم عليها الكيان.

عن صحيفة رأي اليوم: زهير أندراوس: يُلاحَظ في الآونة الأخيرة أنّ الأعلام العبريّ، الذي يعتاش على تسريبات المؤسسة الأمنيّة في كيان الاحتلال، يُلاحَظ بأنّه يُركِّز بصورة لافتةٍ للعيان جُلّ جهوده من أجل عرض ترسانة حزب الله اللبنانيّ، والتأكيد في الوقت عينه على أنّ الحزب تعاظم كمًا ونوعًا، وبات يُشكِّل خطرًا إستراتيجيًا على "الدولة العبريّة"، مع التشديد على أنّ كلّ بُقعةٍ في فلسطين المحتلة باتت في مرمى صواريخ المُقاومة الإسلاميّة في لبنان. هذا التوجّه ليس وليد الصدفة بل هو خطوة من خطوات الحرب النفسيّة التي تقودها دولة الاحتلال ضدّ حزب الله، ولكن بالمُقابل نرى جليًا وواضِحًا أنّ الرسائل المُوجهة من إعلام الكيان ومؤسساته الأمنيّة والسياسيّة تستهدِف المستوطنين في الكيان، الذين باتوا يخشون من صواريخ حزب الله بشكلٍ كبيرٍ، وتحديدًا لأنّ قادتهم يعودون ويؤكّدون مرّةً تلو الأخرى، أنّ صواريخ المُقاومة من قطاع غزّة هي بمثابة لعبة أولادٍ صغارٍ، مُقارنةً مع الصواريخ التي يملكها حزب الله، والتي تشمل بحسب ماكينة الدعاية الصهيونيّة الصواريخ الدقيقة جدًا، والتي تسلّمها الحزب من الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.

وفي هذا السياق نستعرِض فيما يلي عددًا من التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام العبريّة في الأسبوع الأخير: صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، الأوسع انتشارًا في كيان الاحتلال نشرت تقريرًا، اعتمدت فيه على مصادر عليمةٍ ورفيعةٍ في تل أبيب حول استعراض عديد حزب الله، لافِتةً في الوقت عينه إلى أنّ عدد مُقاتلي حزب الله زاد من ألفيْ عنصرٍ في تسعينيات القرن الماضي إلى ما يزيد على 45 ألفًا باتوا منتشرين بالوقت الحالي في مواجهة إسرائيل بعد إنهاء المهمّة في سوريّة، مُضيفةً أنّ الحزب راكم الخبرات والقدرات خلال حربه في سوريّة، وتحديدًا لأنّه حارب إلى جانب الجيش العربيّ السوريّ، والروسيّ والإيرانيّ، على حدّ تعبير المصادر في تل أبيب.

وفي تقريرٍ آخرٍ للصحيفة نفسها نشر مُراسِل الشؤون العسكريّة، يوسي يهوشواع، تقدير الوضع في الجيش الإسرائيليّ، الذي أشار، بحسب المصادر واسعة الاطلاع بالمنظومة الأمنيّة بدولة الاحتلال، إلى أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، بالإضافة إلى سوريّة وحزب الله طوّروا قدرات وقلّصوا فجوات في مقابل إسرائيل، رغم كل جهود الكبح الإسرائيليّة، الأمر الذي دفع عددًا من الخبراء والمُحلِّلين إلى القول إنّ الاعتداءات الإسرائيليّة على ما تزعم بأنّها أهدافٍ ومواقع وقواعد للحرس الثوريّ الإيرانيّ في بلاد الشام قد استنفذت نفسها، وأنّه عوضًا عن وقف التمركز الإيرانيّ بسوريّة، فإنّه يزداد وبوتيرةٍ عاليّة، كما أكّدت المصادر الأمنيّة للصحيفة العبريّة.

في سياق مُتصّلٍ، نشرت صحيفة (هآرتس) العبريّة تقريرًا مُوسّعًا ومُفصلاً عما أسمته (كوماندوس) حزب الله على الحدود، ناقلةً عن المصادر الأمنيّة في تل أبيب أنّهم عادوا إلى الحدود مع إسرائيل، وهم مسلّحون بعنصر المفاجأة بعد خمس سنوات من استهلاك معظم قوّة وجهود حزب الله في سوريّة، ولفتت الصحيفة في الوقت ذاته إلى أنّ تقديرات الجيش الإسرائيليّ تشير إلى رغبة حزب الله وإيران في تحدّي إسرائيل، لكن من دون التدحرج إلى حربٍ واسعة النطاق. وتابعت الصحيفة العبريّة، نقلاً عن نفس المصادر، تابعت قائلةً، إلّا أنّ الخشية من زيادة فرصة الحسابات الخاطئة، وسوء التقدير الذي يُفضي إلى إساءة فهم ما أسمته المصادر بتل أبيب بـ”عتبة الحرب” الخاصة بالمنافس، يُمكِّن حزب الله، والأمر يتعلق أيضًا بإسرائيل، أنْ يبدأ باستفزازٍ ما، هو في رأيه لا يبرر نشوب حرب، لكن إسرائيل قد تُفكِّر بشكلٍ مختلفٍ وتتفاعل بقوّةٍ، الأمر الذي سيؤدّي حتمًا إلى تقرّب الجانبين من الحرب نفسها، كما قالت المصادر لصحيفة (هآرتس).

أمّا النقطة الأهّم بالنسبة للكيان، والتي يُحذّر منها أقطاب الدولة العبريّة، وفي مُقدّمتهم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فهي تتعلّق بسلاح حزب الله الدقيق،كعامل تفجيرٍ: وبحسب المُحلِّل للشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، وهو أحد الأبناء المُدللين جدًا في المنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة، بحسبه فإنّ مصدرًا آخر للخطر يتمثل في “مشروع الدقة” لدى حزب الله، حيث يؤكد الكيان المحتل على لسان قاداته السياسيين والأمنيين أنّه حتى الآن أحبط معظم التحركات الإيرانيّة لتحسين دقة صواريخ حزب الله، مؤكّدةً في الوقت عينه على أنّه تمّ ذلك بواسطة مُهاجمة قوافل تهريب الأسلحة في سوريّة، إلى جانب الضغط الشعبيّ الذي أدّى إلى إخلاء مواقع إنتاج الصواريخ وتحديثها في لبنان، لكن إيران، أضافت المصادر عينها في تل أبيب، لم تتخلّ عن هذا النشاط، لذا فمن المتوقع عاجلاً أو آجلاً حدوث صدامٍ مع الكيان المحتل، بسبب خطوط إنتاج جديدةٍ في لبنان، كما أكّدت المصادر لصحيفة (هآرتس) العبريّة. /انتهى/