أفادت وكالة مهر للأنباء أن وزير الخارجية الإيراني،قال خلال كلمته في منتدى الدوحة إنه لا يمكن لفكرة جيدة أو اتفاق جيد ان ينفذ من طرف واحد، مشيرا الى انه من المهم التوصل لمقاربة إقليمية جديدة تقوم على الحوار.
واقترح ظريف إقامة فرق عمل مشتركة لإيجاد حلول لنزاعات المنطقة معتبرا ان المحادثات بين السعودية وقطر في مصلحة المنطقة.
وقال ظريف ان غرب اسيا يعاني من فوضى شديدة واضاف انه يرى بان السبب الجذري للازمات المتعددة والمزمنة التي نواجهها هو اضطراب ادراكي : اضطراب لا يؤثر فقط على بلدان المنطقة بل ان القوى العالمية ايضا تتاثر به .
ووصف وزير الخارجية الايراني منتدى الدوحة بأنه فرصة فريدة لمراجعة الفرضيات وإعادة بنائها والتناغم فكريا حول مخرج من المحنة الإقليمية الراهنة .
واعتبر ظريف فكرة "حاصل الجمع صفر" بانها اول واعمق خلل معرفي وقال ان البعض مازال يتصور انه حتى في عالمنا المعاصر كل شيء مرتبط ومتصل ببعضه البعض وان طرفا واحدا بامكانه ان ينتفع على حساب الاخرين وبامكانه ان يحقق الامن لنفسه عبر حرمان جيرانه من الامن وان هذا النهج لم ولن ينجح ابدا وان الامن اشبه بالتغييرات الاقليمية لا يعرف الحدود ولا يقبل التقسيم.
وتابع ان القضية لاتنتهي عند هذه النقطة فان تباين القوة والابعاد الجغرافية والموارد الطبيعية والبشرية وما الى ذلك بين بلدان منطقتنا قادت الى نتائج كارثية .
واوضح ان بعض اللاعبين الدوليين يرون انعدام التجانس هذا والمنافسة المستمرة في المنطقة بمثابة فرصة وقال انهم في الواقع ، يعتبرون المنطقة قاعدة خصبة لتوسيع تواجدهم العسكري وتسويق المزيد من الأسلحة لجميع الأطراف تقريبًا. لكن هذا التواجد الاجنبي لم يؤد الى تعزيز أمن اللاعبين الاجانب ولا أمن المنطقة وفي الواقع ، لم يؤد ذلك سوى الى وقوع الكارثة ، فمن اسقاط طائرة الايرباص المدنية الايرانية من قبل البارجة "يو اس اس فينسنس" الاميركية في عام 1988 وحتى ظهور التطرف كنتيجة طبيعية للتواجد الأميركي في العراق وأفغانستان كانت افرازات كنا نتوقعها منذ بداية العام 2001 .
وقال ظريف ان واردات الاسلحة في منطقة الخليج الفارسي بين العامين 2014 و2018 بلغت ربع اجمالي واردات الاسلحة بالعالم كما ان حجم وارداتها من الاسلحة خلال هذه الفترة بلغت ضعف ما كانت عليه قبلها بخمس سنوات واضاف انه ليس من المستغرب ان معظم هذه الاسلحة الفتاكة تم شراؤها من الولايات المتحدة الاميركية . ولكن السؤال الحقيقي هو: هل ان هذا الحجم الهائل من مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى المنطقة قد عوض حتى جزءا من 7 الاف مليار دولار التي فقدتها اميركا وباعتراف الرئيس ترامب في المنطقة منذ عام 2001 ؟ ولكي نكون منصفين ، لا يقتصر هذا الضعف في الحسابات على القوى العالمية. إنه في الحقيقة لا يقتصر على أي شخص .
وتابع ان بعض اللاعبين الإقليميين ينظرون الى انعدام التجانس بانه فرصة لتحقيق الهيمنة الإقليمية. وقال ان عدوان صدام حسين على إيران والكويت ، والحصار الذي فرضته السعودية على قطر ، والعدوان على اليمن ، ماهي الا نماذج على خطا الحسابات الكارثية في استغلال الفرص القائمة على حسابات خاطئة لبسط الهيمنة الإقليمية.
وقال وزير الخارجية إن معظم دول المنطقة ، بفضل دولارات النفط ، تتصور أن كل شيء يمكن شراؤه واضاف إن أسلحة بعض الدول وحتى "السياسة الخارجية" يمكن شراؤها بالمال ، ولكن "هل يمكن شراء الأمن أيضًا؟ هل يمكن كذلك شراء الاستقرار الإقليمي؟ "
واشار ظريف الى ان الوضع الراهن لايخدم احدا وقال نحن في إيران – نشبه إلى حد كبير أصدقائنا القطريين - نعتقد أننا بحاجة إلى تغيير جذري في اطرنا الفكرية ، تغيير على أساس الإصلاح المعرفي وآلية التعاون تحت مظلة الأمم المتحدة. وهذه ليست قضية جديدة: وفي الواقع لقد قدمنا هذا المقترح منذ العام 1985.
ووصف الاقتراح الأخير للرئيس الإيراني حسن روحاني ، الذي أطلق عليه مبادرة هرمز للسلام (HOPE) ، بأنه استمرار "لتعهد ايران القديم " بضرورة ايجاد إطار إقليمي شامل للتعاطي البناء ، وقال إن هذه المبادرة تسعى إلى الاعتراف رسميا بمسؤولية جميع اللاعبين بالمنطقة وصولا الى ضمان السلام والاستقرار والازدهار في منطقتنا والاستمتاع به. وان هذا الامر يتوقف على ان هذه المنطقة والعالم لديهم مصلحة مشتركة وحيوية في الحفاظ على حرية الحركة والطاقة للجميع".
وكان ظريف الذي يزور قطر قد التقى في وقت سابق نظيره القطري ورئيس وزراء قطر كما التقى نظيره البولندي ومستشار الامن القومي العراقي فالح الفياض .