تناول الإعلام الغربي والأجنبي بشكل موسع موضوع المناورات البحرية التي تجريها ايران مع روسيا والصين في شمال المحيط الهندي وبحر عمان، ذلك بالنظر إلى ان المحيط الهندي ثالث اكبر محيطات العالم، وتتواجد فيه ثلاثة مضائق هي باب المندب ومالاغا والاهم مضيق هرمز.

اجمع مسؤولون ايرانيون وأجانب على أهمية المناوارت البحرية المشتركة التي انطلقت امس الجمعة بين ايران وروسيا والصين وتستمر لمدّة أربعة أيام شمالي المحيط الهندي وبحر عمان.

وأكد المسؤولون والخبراء في معرض تعليقهم على المناورات على أهميتها لضمان أمن الملاحة في الممرات المائية الحيوية، معتبرين أنها مبادرة مهمة جدا لتعزيز استقرار المنطقة خاصة في هذه الظروف التي تصاعدت فيها التوترات المختلفة من قبل اميركا خلال الاشهر الاخيرة.

تأكيد على التزام ايران تجاه امن الممرات المائية المهمة

في هذا السياق اكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف استعداد ايران للتعاون مع جيرانها من اجل ضمان امن الخليج الفارسي ، معتبرا المناورات المشتركة مع روسيا والصين بانها تثبت التزام ايران تجاه امن الممرات المائية المهمة.

وفي تغريدة له في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" كتب ظريف الجمعة: ان ايران اعلنت منذ امد طويل استعدادها للتعاون مع جيرانها من اجل ضمان امن الخليج الفارسي، وان مبادرة هرمز للسلام هي الان مطروحة على الطاولة.

واضاف: ان مناوراتنا العسكرية المشتركة في بحر عمان والمحيط الهندي مع شركائنا الروس والصينيين تثبت التزامنا الاوسع للحفاظ على امن الممرات المائية المهمة.


 

من جانبه تحدث الناطق باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي عن المناورات البحرية بين الدول الثلاث ايران وروسيا والصين.

وفي تغريدة له في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، اشار موسوي الى المناورات البحرية المشتركة بين ايران وروسيا والصين وكتب: انه كما قال ظريف، ففي الواقع انه في ظل المرحلة الانتقالية الحالية لا كل الاحداث تقع في الغرب ولا الغرب هو من يحددها بل الواقع هو إننا نعيش في عالم ما بعد الغرب والذي يشارك فيه الجميع.

خبير روسي: المناورات تعزز استقرار المنطقة

على صعيد متصل اكد رئيس اكاديمية الدراسات الجيوسياسية والنقيب البحري المتقاعد كنستانتين سيوكوف بان المناورات البحرية المشتركة بين ايران وروسيا والصين تعزز استقرار المنطقة.

وقال سيوكوف في تصريح ادلى به الجمعة ان المناورات البحرية المشتركة بين ايران وروسيا والصين مبادرة مهمة جدا تعزز استقرار المنطقة خاصة في هذه الظروف التي تصاعدت فيها التوترات المختلفة من قبل اميركا خلال الاشهر الاخيرة.

واضاف، ان هذه المناورات المشتركة المقامة تحت عنوان "الحزام الامني البحري" غير مسبوقة اذ لم تجر الدول الثلاث مناورات مشتركة بهذا المستوى لغاية الان.

وتابع الخبير الروسي، ان روسيا والصين تقيمان مناورات مشتركة كل عام الا ان مشاركة ايران معهما مؤشر لمستوى التعاون بين الدول الثلاث ومن شان ذلك رفع مكانة ايران في المنطقة.

واعتبر اجراءات ايران بانها مدروسة ومحسوبة الا ان اميركا تستغل كل الظروف لاثارة التوتر في بحر عمان والخليج الفارسي وتسعى لايجاد تحالف دولي في مياه الخليج الفارسي وبحر عمان لمواجهة ايران.


 

واكد رئيس اكاديمية الدراسات الجيوسياسية الروسية، ان المناورات المشتركة بين ايران وروسيا والصين ليست ضد اي دولة اخرى اذ انها تقيم هذه المناورات بهدف تطوير هيكلية التعاون الامني وتعزيز الامن في المحيط الهندي ومكافحة الارهابيين.

واوضح بان المناورات المشتركة بين الدول الثلاث تمهد للتعاون فيما بينها مستقبلا في هذا المجال ومن المحتمل بعد تقييم النتائج استمرار هذا التعاون ولربما تشارك دول اخرى ايضا منها الهند.

الصين: المناورات لضمان السلام الدولي
الجانب الصيني المشارك على أعلى المستويات في المناورات اعتبر عرض القدرة لضمان السلام الدولي من اهم اهداف المناورات المشتركة بين الصين وايران وروسيا التي انطلقت اليوم الجمعة في المحيط الهندي وبحر عمان.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني الصينية "وو تشيان"، خلال مؤتمر صحفي نقلته وكالة "شينخوا" ان القوة البحرية الصينية سترسل "شينينغ" مدمرة الصواريخ الموجهة، إلى المناورة المشتركة، التي تهدف إلى تعميق التبادلات والتعاون بين القوات البحرية من الدول الثلاث، وعرض حُسن النية والقدرة من الجوانب الثلاثة لضمان السلام الدولي بشكل مشترك والأمن البحري، وبناء مجتمع بحري ذي مستقبل مشترك.

وذكر وو أن المناورة المشتركة تعتبر ترتيبا عاديا للتبادل العسكري بين الدول الثلاث، ويتوافق مع القوانين والممارسات الدولية ذات الصلة، وليس له ارتباط مع الوضع الإقليمي الحالي.

محلل بريطاني: رسالة المناورات تفيد بان النفوذ الاميركي يتضاءل

من جهته رأى جوناثان إيال، المدير المساعد في المعهد الملكي لدراسات الدفاع والامن أن المناورة البحرية نفّذتها الدول الثلاث ايران وروسيا والصين لإرسال رسالة تفيد بأن النفوذ الأمريكي في المنطقة يتضاءل.

وقال إيال في تصريح لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن المناورة نفّذتها الدول الثلاث لإرسال رسالة تفيد بأن النفوذ الأمريكي في المنطقة يتضاءل.

واضاف المحلل البريطاني :"هذا التمرين محسوب بعناية ولكل طرف من المشاركين الثلاثة مكاسب. إيران تقول أنها قوة إقليمية ، وروسيا تُظهر دورها كفاعل رئيسي في الشرق الأوسط ، ويمكن للصين أن تُظهر أنها قوة بحرية عالمية".

واعتبر إيال أن الرسالة الإستراتيجية من هذه المناورات هي أن هذه هي البلدان التي تشكل الأحداث في الشرق الأوسط"./انتهى/