وكالة مهر للأنباء عبادة عزت أمين: كانت الأيام القليلة الماضية حافلة بالأحداث، من استهداف القادة في العراق إلى الرد الإيراني الذي دك العمق الامريكي داخل العراق إلى ردود فعل شعوب المنطقة والعالم أجمع وغيرها من الاحداث الحافلة التي طويت بطي الأيام التي ذهبت إلا ان أثرها ووقعها لازال مستمراً، بنائاً على ما سبق أجرت وكالة مهر للانباء لقاءاً صحفياً مع رئيس الهيئة الإستشارية والناطق الرسمي لمجلس علماء فلسطين الدكتور الشيخ" محمد الموعد" وأطلعنا بدوره على الاحداث من وجهة نظره.
إليكم نص المقابلة:
1. شاهدنا جميعاً في الفترة الاخيرة الاحداث الكبيرة المنصرمة باستهداف قامات جهادية مرموقة. لماذا بنظركم سيدي أقدمت أمريكا على هذه الخطوة الجريئة في هذا الوقت في التحديد؟
بداية نعزي أنفسنا ونعزي الجمهورية الإسلامية قيادة وشعباً باستشهاد القائد الكبير الشهيد الفريق"قاسم سليماني" كما نعزي الشعب العراقي باستشهاد القائد الكبير"أبو مهدي المهندس" طبعاً أمريكا عندما استهدفت القائدين كانت على دراية تماماً بما قدم الشهيد قاسم سليماني من أعمال لصالح محور المقاومة خاصة ان له باع طويل في دعم المقاومة في لبنان وفي القضاء على داعش وانه كان دائماً يرفع شعار العزة للأمة الإسلامية ويقف بوجه المستكبرين والطغاة وعلى رأسهم أمريكا والعدو الصهيوني، فكان إذاً بالنسبة لأمريكا لابد من تصفيته، هذا من ناحية ومن ناحية ثانية على مستوى المجنون ترامب، كان يريد ان يقدم صيد ثمين يستثمره من أجل أن يكون ورقة في رفع منسوبه الإنتخابي وهذا الامر سيعود على امريكا بالوبال وسيكون نصر لمحور المقاومة إن شاء الله تعالى.
2. نتائج تلك العملية هل كانت لصالح "ترامب" وحزبه ومن أيده أم كانت عليهم؟
ما قام به ترامب سيكون عليه وبالٌ إن شاء الله وأن السحر سينقلب عليه إن شاء الله كما يقول المثل " إن السحر سينقلب على الساحر". كان يظن هو ان إيران لا تستطيع ان ترد وان الكل سيسكت لكن لما وجد أن هناك رد من إيران وتم ضرب قاعدة عين الأسد ومنطقة مطار أربيل كما ان محور المقاومة كان على جهوزية كاملة، شعر ترامب انه إذا فُتحِت الجبهانت فأنه سيخسر كل شيئ ولكن في نفس الوقت هذا الأمر عاد على ترامب بالهزيمة وأن رصيده الإنتخابي اعتقد انه انتهى وانه سيفشل في الإنتخابات القادمة بعد 10 أشهر وطبعاً هذه الدماء الزكية لا تضيع سدى وأن ترامب الآن أصبح يتخبط وأُخِذَت قرارات كثيرة من الإدارة الامريكية على ان لا يكون قرار الحرب والسلم بيده كما فعل هو الذي يقرر وهو الذي يعطي الأوامر وفي المناسبة في تاريخ أمريكا وفي تاريخ العالم لم نجد ان رئيس جمهورية يوقع على عمليات إغتيال دون ان يراجع احد أو أن يعرض هذا الامر بشكل مباشر على المعنيين وخاصة في امريكا على الكونغرس الأمريكي ومجلس الشيوخ، حقيقةً تصرفات هذا الرجل تصرفات واحد مجنون لكن بسبب الرد بما يعني من تحدي لأمريكا وجهوزية إيران ومحور المقاومة إنكفأ ترامب على نفسه وأصبح الآن يشعر بانه عاجزاً وأنه خسر الكثير من رصيده الإنتخابي وهذا سيسقطه إن شاء الله في الإنتخابات القادمة.
3. نريد ان نسالكم عن شخصية الشهيد قاسم سليماني وما سر هذه الشعبية الكبيرة بين المقاومين الشرفاء؟ ما الذي قدمه الشهيد قاسم سليماني للمقاومة والمقاومين حتى حاز على قلوبهم؟
القائد الفريق "قاسم سليماني" رحمه الله أولاً شخصيته شخصية محبوبة لأنه إنسان متواضع إنسان عملي، ميداني، من جبهة إلى جبهة ومن محور إلى محور لايكل ولا يمل ولا ينام يعمل ليلاً ونهاراً رجل يعمل على الأرض المقاومون يحبون هكذا شخصية من يعمل معهم من يشاركهم من يقف بجانبهم من يكون متواضعاً. فإنخرط في صفوف المقاومة في لبنان لما استلم فيلق القدس عام 1998 جاء زائراً إلى جنوب لبنان هو الذي طلب أن يقف ويشاهد ويتعرف على المقاومين في لبنان وهذا ماحصل، أحبوه جميعاً وجدوا في شخصيته الكثير من الصفات الطيبة، الاخلاق، الايمان، الإلتزام رجل بكاء من خشية الله متواضع محب متسامح، زاهد في الدنيا، لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد، وهذا ما يحبه الإنسان المقاوم، فهو إنسان مقاوم ذو خبرة، ناضج، واعي، عندعه استراتيجية في موضوع الحرب يعرف كيف يضع الخطط غير متهور وفي نفس الوقت مقدام. هذه الصفات تجعله محبوب عند الجميع وأيضاً عند السيد حسن نصر الله محبوب جداً وعند كل القيادة في المقاومة الفلسطينية محبوب جداً وعند المقاومة اللبنانية الإسلامية محبوب جداً في العراق محبوب جداً عند الحشد الشعبي ورأيناه كيف يتنقل من متراس إلى متراس ومن دشمة إلى دشمة وينام في الصحاري يفترش الارض ويلتحف السماء وينام ويأكل مع المقاومين والمجاهدي وفي إيران رجل تعتمد عليه القيادة يقدم ما يقوم به بشكل دقيق وصادق وكان عنده إنجازات دحر داعش والمشروع التكفيري اوقف المشروع الامريكي والصهيوني في المنطقة ودعم المقاومة في فلسطين بشكل قوي جداً وعزز قوى المقاومة في غزة وأيضاً في لبنان إلى ان اليوم المقاومة وما هي عليه من قوة وصلابة وتحدي للكيان الصهيوني كان اولاً بفضل الله سبحانه وتعالى وأيضاً بفضل هذا الرجل المجاهد الشهيد الكبير القائد الفريق "قاسم سليماني" رحمه الله.
4. للأسف سمعنا بعض الأصوات الرجعية، فرحت لاستشهاد القائد ووفصفه بعضهم بأوصاف لا تليق بالفريق سليماني "كقاتل السنة مثلاً" نقول من وراء هذه الأمور؟ ولماذا هذه الأشخاص على هذه الدرجة من السطحية والسذاجة إذ انهم يؤيدون العدو الأول للأمة الإسلامية على استهداف مجاهد بحجم الشهيد قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس وغيرهم ممن قضوا نحبهم؟ مع العلم أنه إذا نظرنا للخريطة نجد وللأسف أغلب الدول التي تحيط بإيران يوجد على أراضيها قواعد او قوات امريكية إلا إيران، كيف تقرأون هذه الامور؟
الشهيد "قاسم سليماني" قام بواجبه، وواجبه يقتضي عليه ما قام به من مقاومة وجهاد هذه فرية ان يتهم القائد سليماني بأنه قتل اهل السنة. داعش لا تمثل أهل السنة والتكفيريون لا يمثلون أهل السنة وكما تكلمنا مراراً وتكراراً أن هؤلاء أصحاب مشروع صهيوامريكي جاؤوا إلى المنطقة لضرب مشروع المقاومة واضح للقاسي والداني ولكل إنسان مثقف، لا يوجد في صفوف داعش علماء، هم همج تسلقوا على إسم الإسلام ورفعوا شعار إسلامي الإسلام براء منهم، أفعالهم وأعمالهم تدل على انهم بعيدبن كل البعدعن الإسلام، بقتلون الناس جزافاً من غير محاكمة والقتل عندهم كشربة الماء ويكفرون الناس جميعاً قتلوا من أهل السنة قبل أن يقتلوا من الشيعة، شعارهم تفريق الأمة، إختلفوا فيما بينهم، قتّلوا بعضهم بعضا بوحشيى ودبحوا بعضهم البعض، هذا يدل ان مشروعهم مشروع قتل وتدمير وتشويه للإسلام المحمدي الأصيل، هكذا تريد أمريكا عبر التاريخ، أمريكا تأتي بأذناب لها وتدعم هؤلاء وتشوه الإسلام باسمهم وهم بيدها وشاهدنا كيف قامت بحمايتهم هنا وهناك تتصرف بهم كيف تشاء. اما من يشمت بالقائد سليماني نحن نقول هؤلاء لا يمثلون إلا انفسهم، وجدنا أبواق تتكلم عن فلسطين كلام سيئ يقولون أن فلسطين ليست للفلسطينيين وهي للعدو الصهيوني ووجدنا أبواق تقول أن القدس لا معنى له وأي مسجد في العالم يساوي القدس بل أفضل، هؤلاء حقيقة عملاء جهلة خون اليوم وبوجود وسائل التواصل الإجتماعي يصل الخبر بشكل سريع ولكن أأسف على الفضائيات التي تنقل أخبار هؤلاء الزناديق إن صح التعبير، نحن نطلق عليهم فسقة هؤلاء ناس سيئين على المستوى الخلق لا أخلاق يفترون يكذبون يشوهون يعتمدون على الإشاعات عملاء لأمريكة والعدو الصهيوني الاجندة عندهم واضحة جداً، تخريب اي عمل يدعم المقاومة وهؤلاء بعيدين عن الإسلام ولا يمثلون أصلاً أي جهة نحن شعارنا واضح جداً وخاصة في مجلس علماء فلسطين ودائماً نؤكد عليه أن السنة والشيعة مسلمون وهم جناحي هذه الأمة وأن الامة لا تقوم إلا بجناحيها وأن الشهيد قاسم سليماني شهيد القدس وشهيد فلسطين وشهيد المقاومة وشهيد محور المقاومة وشهيد إيران وشهيد الأمة وشهيد المستضعفين في الأرض وشهيد أحرار العالم وشهيد كل إنسان مظلوم وهو انتصر بدمه على هؤلاء الظالمين وأن هناك تاريخ جديد سيزهر بدماء الشهيد الفريق البطل القائد "قاسم سليماني رحمه الله".
5. توعد الجميع بالرد بنظركم ما هي آليات الرد والخيارات المتوفرة لدى القيادة في إيران التي يمكن أن تكون هدفاً في المستقبل؟
الكل يعرف ان إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية غيرت كل السياسة الخارجية رأساً على عقب وتحولت إيران من دولة في عهد الشاه حليفة لأمريكا _وكانت القواعد الامريكية موجودة داخل إيران في عهد الطاغية الشاه_ إلى دولة أخرجت أمريكا وطردت الصهاينة من السفارة التي كانوا فيها وجعلتها سفارة لدولة فلسطين، أول دولة رفعت علم فلسطين وجعلت سفارة للفلسطينيين هي إيران والإمام الخميني رفع شعارات واضحة جداً من جيش القدس إلى فيلق القدس إلى يوم القدس العالمي ودفع الخمس إلى الفلسطينيين والعمل الذي كان دائماً يصب في خدمة القضية الفلسطينية والشعارات التي رفعت كالعدو الصهيوني غدة صرطانية ينبغي استئصاله من الوجود وحتى محاضرات الإمام الخميني ان هذا الكيان لو الامة اجتمعت ورمو عليه دلو من الماء لغرق هذا الكيان وخرج من منطقتنا، إذا امريكا والكيان الصهيوني وجدوا ان الثورة الإسلامية ضدهم وهذه حقيقة فنحن نعتبر الثورة الإسلامية ثورة من أجل القدس، تم حصار إيران أكثر من أربعين سنة إلى يومنا والمؤامرة المستمرة على إيران ورغم كل ذلك مالبثت إيران وهي تدعم المقاومة واستمرت بدعم المقاومة ورفضت كل الإغراءات وكل العروض فقط من أجل وقف دعم مشروع المقاومة في المنطقة والتخلي عن معاداة الكيامن الصهيوني لكن إيران رفضت. نعم هناك قواعد أمريكية تحيط بإيران من كل الجهات، ومن هنا إيران حقيقة لما هددت وقالت بشكل واضح انها ستضرب، امريكا لم تتوقع ان إيران سوف تضرب وترد لما ردت إيران على قاعدة عين الاسد هذا كان رد واضح والمسافة تزيد عن 800كيلو متر هي قالت بشكل واضح أن هناك كثير من القواعد الامريكية المحيطة بإيران المسافة قد تكون أقل من 800 كم أو أكثر وعندنا صواريخ ثانية تطال كل القواعد الامريكية فكان هذا نوع من جس نبض الامريكان ضربت إيران قاعدة عين الاسد وحققت إنتصار معنوي وتحدي لأمريكا فمنذ عام 1945الحرب العالمية الثانية حتى اليوم لم يتجرأ أحد على ضرب القاعدة الأمريكية هي بمثابة سفارة والكل يعرف ان السفارة تعتبر جزؤ من أمريكا وهذه القواعد تعتبر جزء من أمريكا اي ان الضربة كانت في عقر دارهم وإيران كانت مستعدة وهددت قبل الضربة وبعد الضربة إذا سيكون هناك رد ثاني سندمر الكيان الصهيوني وكانت مستعدة إيران بالكامل من أجل الرد وهذا ما حصل بإصابة الطائرة خطأ ؛ونحن نعزي أهالي الشهداء الذين سقطوا في الطائرة التي أصيبت خطأ وأهل الشهداء الذين استشهدوا في كرمان أثناء تشيع الشهيد قاسم سليماني؛ هذا يدل ان إيران والحرس الثوري كان على اتم الجهوزية وكان يتوقع أن تكون حرب وكان مستعد لقصف كل القواعد الامريكية في المنطقة وإذا فتحت الحرب على مصراعيها هو كان جاهز من أجل ذلك حتى ان كل المقاومين في محور المقاومة كانوا ينتظرون ساعة الصفر فإذا فتحت المعركة على مصراعيها فالكل سيكون جاهز للرد. وكلنا يعلم أن كل ما يدور في المنطقة من حصار وظلم وقتل وإجرام ونهب للخيرات وللثروات وللنفط والمياه وكل المأساة في المنطقة كرمة للكيان الصهيوني وللحفاظ عليه فينبغي الرد على هذا الكيان من محور المقاومة من غزة من لبنان من اليمن من العراق من طهران، فلذلك فكرت أمريكا ملياً وحسبت الف حساب، لكن نحن في الحقيقة نريد من إيران أن تحقق إنتصار وتبقى قوية ونرفض الحرب الآن، لماذا؟ نحن جقيقة في مجلس علماء فلسطين عندنا بعد إستراتيجي مهم جداً دائماً هذا البعد نفكر فيه بمصلحة الامة قلنا ما الهدف من الرد على الامريكان؟ هو هزيمة امريكا معنوياً وضرب الهيبة الامريكية، وهذا حصل في العملية وهذا حقيقة هز الهيبة الأمريكة وأخاف العدو الصهيوني وأعطى قوة معنوية لمحور المقاومة. فالحرب ليست الآن الحرب نحن نعتبرها في تحرير فلسطين إن شاء الله وكلنا يعلم ان إيران ستكون على رأس المحررين لفلسطيني بقدها وقديدها وهذه المعركة ننتظرها إن شاء الله تعالى، اما المناوشات الثانوية نحن نريد ان تبقى إيران قوية مستعدة وأن تبني قدراتها العسكرية وكل قدراتها وما عندها من طاقة وأن تبقى داعمة للمقاومة لأن إيران هي الوحيدة الآن في المنطقة التي تدعم المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن وتدعم المستضعفين بشكل عام. فنحن نريد ان نحافظ على إيران ونحافظ على قوتها وأن لا تذهب بأي معركة مع المحافظة ع عزتها وكرامتها ومكانتها وأن إيران لن ترضخ، فإيران أسقطت قبل فترة طائرة أمريكية وإسقطتها وإعتقلت بارجة امريكية اخترقت المياه الإقليمية الإيرانية واعتقلت كل من فيها ولما فعلت بريطانيا فعلتها بتوقيف سفينة نفط ردت عليها إيران بتوقيف سفينة ولما قامت امريكا بعدة محاولات في كثير من الاماكن كانت ترد إيران فوراً وأخيراً لما قامت امريكا باغتيال الشهيدين القائدين الكبيرين ردت إيران في عقر دار أمريكا وضربت قاعدة عين الأسد هذا كله يدل أن إيران قوية وعزيزة ولن ترضخ مع حكمتها وتقديرها ودراستها القوية لكل ما يدور في المنطقة ومن حولها والبعد الإستراتيجي وبعد النظر عندها هي تستطيع أن تحافظ على هيبتا وقوتها. /انتهى/