ليست صدفة أن تشتعل الشوارع العراقيّة مجدداً قبل بضعة أيام من المظاهرة المليونيّة المندّدة بالوجود الأمريكي في العراق،الذي يشهد اليوم جولة جديدة من العنف والخراب والإعتداء على الأملاك العامة والخاصة تحت شعارات مطلبية.

 وكالة مهر للأنباء - حسين عبّاس: المليونية التي دعت إليها فصائل المقاومة العراقية كافة وعلى رأسها الزعيم الشيعي السيد مقتدى الصدر، تشكل عائقاً يصعب تجاوزه من قبل السلطات الأمريكية في ظل عدم مبالاتها لقرار مجلس النواب العراقي الذي حظي بدعم السلطة التنفيذية التي أقرّت بضرورة إنهاء الإنتشار الأمريكي على طول الأراضي العراقيّة. القرار الذي سيلقى دعماً شعبياً غير مسبوق في الأيام المقبلة، سيقطع الشك باليقين لدى بعض الدول الخليجية التي تحاول أن تصورّه على أنه ردة فعل عادية بعد التوتر الأمريكي ـ الإيراني عقب إغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.

التوتر الحاصل اليوم في الشارع العراقي هو محاولة واضحة لإفشال "مليونية الحريّة"، وطبعاً تحت إشراف أمريكي ـ خليجي عبر سياسيين وأصحاب نفوذ إجتماعي اعتادوا أن يكونوا من أوائل المناصرين لهمجية الإحتلال وغطرسته. هذا التوتر الذي يهدف إلى خلق شارع مواجه لفصائل المقاومة، تصاعد مساء الأمس في العاصمة بغداد بالتزامن مع انتشار دعوات لاحتجاجات جديدة ضد الحكومة، حيث عمد المتظاهرون إلى تحطيم المرافق العامة والخاصة وإطلاق الشعارات الطائفية وإشعال الإطارات وإحراق عدد من المقرات الحزبية، الأمر الذي استدعى تدخلاً من قبل قوات الأمن العراقية للحد من الفوضى الصاخبة عبر اعتقالات ومداهمات استمرت حتى فجر اليوم.

هذه المناورة الأمريكية قابلها الزعيم مقتدى الصدر بتغريدة على موقع "تويتر" دعا من خلالها إلى عدم الزج بمقاتلي "الحشد الشعبي" في مواجهة "المخربين" و"مثيري الشغب" في الحراك الشعبي، محذرا المتظاهرين من جر البلد إلى "حرب أهلية". تغريدة الصدر جاءت أيضاً في ظل اتهامات من قبل المتظاهرين باغتيال واختطاف ناشطين في الحراك، وهو ما تنفيه فصائل المقاومة العراقيّة.

مع اقتراب ساعة الصفر لأكبر تجمع إحتجاجي عراقي ضد الإحتلال الأمريكي، هل ستشهد الشوارع العراقية إفراطاً جديداً في العنف والهمجية التي يعتمدها المحتجون؟ وما هي الأساليب الجديدة التي ستلجأ لها الإدارة الأمريكية في حال فشلها في ضرب الحشد المليوني المندد لها بشارع آخر؟.