وكالة مهر للأنباء-فاطمة صالحي: من المقرر أن يكشف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال أيام معدودة تفاصيل الخطة الأميركية لتصفية الحقوق الفلسطينية المعروفة بـ"صفقة القرن" في ظل توجيه الدعوة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلی واشنطن.
واللافت أن تجاهل الإدارة الأميركية الكامل للطرف الفلسطيني، الذي يجري اطلاعه على تفاصيل الخطة، ولم توجه إليه دعوة لزيارة البيت الأبيض، وهو ما يؤكد أن الصفقة تعول على تجاوز القيادة الفلسطينية والتعويل على دور قادة دول عربية، للضغط على القيادة الفلسطينية للتعامل مع الخطة الأميركية.
وفي شأن قيام دونالد ترامب بإعلان صفقة القرن أكد الدكتور أمل أبو زيد مستشار الرئيس اللبناني ونائب سابق في البرلمان في حواره الخاص مع وكالة مهر للأنباء أنه "لا شك ان محاولات الرئيس الاميركي دونالد ترامب المستمرة لحل القضية الفلسطينية ، تنطلق من مبدأ أساسي يتركز على عدم الإقرار بحق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة معترف بها دوليًا حسب القرارات الدولية .وما دعوة رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو الى واشنطن الا محاولة من الرئيس الاميركي لحرف الأنظار عما يجري في مجلس الشيوخ من محاولة لعزل الرئيس الاميركي من منصبه من جهة ، ومحاولة جادة لكسب تأييد اللوبي الصهيوني- اليهودي في اميركا".
وفي شأن موقف لبنان حيال صفقة القرن صرح امل ابوزيد بأنه "مجرد الحديث عن " صفقة القرن" من قبل الإدارة الاميركية يشكل تهديداً مباشرة للوضع في لبنان يتمثل في الخوف من التوطين الفلسطيني الذي لا يصب في مصلحة لبنان ويقضي على حق العودة الذي يتمسك به الأشقاء الفلسطينيون".
وتابع "أن الإصرار الاميركي على المضي بصفقة القرن ينطلق من معرفة الاميركيين بوضع معظم الدول العربية المنقسمة على نفسها سياسياً والتي تنوء تحت مشاكل اقتصادية، سياسية واجتماعية كثيرة بحيث ضاع الموقف العربي الواحد الجامع الذي يؤيد الحق الفلسطيني بدولة مستقلة اساسها حق العودة. أما بالنسبة للأردن فمن المعروف ان صفقة القرن قد تؤدي الى نوع من تغيير في جغرافيا الأردن لجهة ضم بعض الأراضي الفلسطينية ووضعها تحت السلطة الأردنية الأمر الذي قد يهدد الوضع الأردني مستقبلاً".
وفي شأن مدی إمكانية نجاح الصفقة أكد النائب السابق في البرلمان اللبناني علی" ان نجاح اميركا في وضع صفقة القرن حيز التطبيق ، يتطلب أولا موافقة السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بممثليه السياسيين ومنظماته الأساسية وهذا شرط أساسي لنجاح هذه الخطة لان من غير الجائز نجاحها إذا كان الطرف المعني مباشرة يرفضها وسوف يقوم بممارسة جميع الوسائل السياسية لمواجهة القضاء على الحق الفلسطيني اضافة للجوء الى حق مقاومة هذه المحاولة المشبوهة بجميع الوسائل المشروعة والضرورية".