وأفادت وكالة مهر للأنباء نقلاً عن "فلسطين اليوم" أن عطايا قال:"إن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يفكر بمنطق رجل الدولة، إنما بعقلية تجاريّة وبمنطق رجل الأعمال، لذلك هو لا يراهن على نجاح صفقة القرن، بقدر ما يراهن على فرضها كأمر واقع، والاستفادة الشخصيّة من إعلانها".
ولفت إلى أن "ترامب يريد من إعادة إحياء صفقته المشؤومة، إعطاء جرعة انتخابيّة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وفرض صيغة "سلام" على الطريقة الصهيونية، أي شرعنة الاحتلال، وتصفية القضية الفلسطينيّة بشكل كامل".
ورأى عطايا أن "حضور ممثلين عن بعض الدول العربية في المؤتمر الصحفي لإعلان صفقة ترامب يعتبر خيانة لفلسطين ولمقدساتها، ومباركة بعض الدول الأخرى أو سكوتها، على الرغم من الرفض الفلسطيني للصفقة، يعتبر تخليًّا عن تحمل المسؤولية تجاه القضية الفلسطينية.
وأشار إلى "أننا "نتطلع إلى خروج الشعوب العربيّة إلى الشوارع للتعبير عن موقف رافض لهذه المؤامرة الخطيرة التي سينتج عنها تصفية قضية فلسطين، وعدم ترك الشعب الفلسطيني يواجه مصيره بمفرده".
وإذ حيّا الدول العربيّة التي عبّرت بشكل صريح عن رفضها لهذه الصفقة، أمل عطايا، من الدول التي صمتت حتى الآن أن تخرج عن صمتها، وتعلن موقفها بشكل واضح، لأنّ مستقبل فلسطين اليوم في خطر حقيقي غير مسبوق، ولا يجوز الوقوف موقف المتفرج أمام ما يحدث لها، منوها بموقف إيران وتركيا الرافض لهذه الصفقة.
وشدّد عطايا، على أن "الرفض الفلسطيني لهذه الصفقة على كل المستويات هو أمر سيعيق بالتأكيد تمريرها، ولكن لا بد من المسارعة إلى عقد لقاء على مستوى القيادات الفلسطينية يجمع كل القوى والفصائل، لاتخاذ موقف تاريخي جريء، ووضع خطة وطنية للتعامل مع هذه المؤامرة وإفشالها، وإحياء انتفاضة جماهيرية واسعة في الداخل الفلسطيني رفضًا للمساس بمقدساتنا وبحقوقنا التاريخية".
واعتبر أن "المطلوب اليوم من السلطة الفلسطينية أن تتبنى خيار المقاومة بكل أشكالها، وأن تتخلى عن الحلم بتسوية مع العدو الصهيوني، وتقتنع بأن مسار المفاوضات مع هذا العدو لا ينتج عنه إلا ضياع مزيد من الأرض والحقوق الفلسطينية، ولا يؤدي إلا إلى الفشل، واتفاقية أوسلو أكبر شاهد على ذلك.
ونوه إلى أن "خيارات السلطة اليوم بعد موقفها الرافض لصفقة ترامب، يجب أن يكون فك كل الارتباط الناتج عن اتفاقية أوسلو، وإيقاف التنسيق الأمني، وإعلان المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية مناطق محتلة، وإعلان الكفاح من أجل تحرير فلسطين".
ودعا عطايا "كل الشعوب العربية إلى التحرك السريع قبل فوات الأوان، فالقدس وكل المقدسات في خطر داهم، وعلى شعوب أمتنا في هذه اللحظة التاريخية المفصلية مسؤولية كبرى تجاه القضية الفلسطينية، وعليها مساندة الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته حتى إفشال كل المؤامرات وتحرير كامل التراب الفلسطيني، كما على الشعب الفلسطيني في الداخل إحياء انتفاضة شاملة تواجه الاحتلال، ولا تتوقف حتى طرد المحتل من أرضنا، بالإضافة إلى تفعيل العمليات ضد الجنود الإسرائيليين".
وأضاف: "أما الشعب الفلسطيني في الشتات فهو مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز العمل المشترك لتثبيت حقه في تحرير أرضه والعودة إليها، ولرفض كل أشكال التوطين أو التذويب التي تستهدفه خارج أرضه المحتلّة".
وأوضح عطايا أن "من بين بنود صفقة ترامب ما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين في الشتات، ولبنان جزء من الاستهداف كونه يستضيف عددًا لا بأس به منهم، وهو شريك في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي عانى منه طويلاً وما زالت جزء من أرضه محتلة، وما يحدث من ضغوط اقتصادية هائلة ليس بعيدًا عن هذا الاستهداف".
واعتبر، أن "تصريح أكثر من مسؤول في الإدارة الأميركية بأن على الدول المضيفة أن تستوعب اللاجئين فيها، يؤكد بشكل واضح على النية المبيتة للتوطين، والتخلص من عبئهم كعقبة أمام استقرار الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، وكذلك الإغراءات المالية للدول المضيفة، أيضًا حاضرة في خطابات الرئيس الأميركي، إلا أن الموقف الرافض للتوطين من قبل اللاجئين الفلسطينيين، ومن قبل لبنان، على حد سواء، سيمنع تحقيق هذا الجزء من المؤامرة على قضيتنا وعلى هويتنا الوطنية. ولن تستطيع قوة في العالم أن تنزع منا حق العودة إلى ديارنا، وحقنا في المقاومة من أجل تحرير أرضنا".
من جهة أخرى، لفت عطايا إلى أن "ما صدر عن الخارجيّة السعودية بأن الإسرائيليين غير مرحب بهم في السعودية كلام إيجابي، ولكن لا بدّ من استتباعه بخطوات عمليّة تعيد المملكة إلى الموقع الطبيعي في أمتنا العربية والإسلامية، وأولى هذه الخطوات وقف الحرب على اليمن، وتوجيه البوصلة نحو فلسطين والمقدسات فيها لتحريرها، وكذلك وضع كل الإمكانيات في خدمة المشروع العربي والإسلامي لمواجهة المشروع الأميركي-الإسرائيلي، وتقديم كل الدعم لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني".
واشار عطايا إلى أنه "منذ اللحظات الأولى لإعلان ترامب عن صفقته في نهاية العام 2017، وإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني آنذاك، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن هذا الإعلان هو بمثابة إعلان حرب على الفلسطينيين، وأن الإدارة الأميركية عدوة لفلسطين كما الكيان الصهيوني تمامًا، وقد عبرت عن رفضها القاطع لهذه الصفقة بشكل واضح، ودعت إلى تحشيد القوى لمواجهتها وإسقاطها، وما مسيرات العودة إلا إحدى الوسائل الفاعلة التي ساهمت في تعثرها، وأعاقت تمريرها على النحو المرسوم لها".
واعتبر أن "الموقف الفلسطيني الموحد الرافض لهذه الصفقة ساعد بشكل كبير على تأخير الإعلان عن تفاصيلها حتى أول من أمس".
وشدد، على أن "إعلان ترامب عن تفاصيل صفقته لن يغير من الواقع شيئا، فلن نسمح لها بأن تمر، وشعبنا الفلسطيني في الداخل وفي الشتات سيبقى متمسكًا بكل حقوقه، وسيناضل للتحرير والعودة إلى دياره، ولن يقبل التوطين أو التهجير أو محاولة تذويبه في أماكن تواجده، لأن المقاومة حاضرة بكل قوتها، وحاضنتها الجماهيرية الواسعة خير سند لها، وقد اعتبرنا أن هذا الإعلان من طرف واحد يدل على مدى الصلف الأميركي، والاستخفاف بقضايا الأمة وشعوبها وقياداتها". /انتهى/