وأفادت وكالة مهر للأنباء أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف قال خلال مراسم افتتاح الاتحاد العلمي الدبلوماسي الايراني في مكتب الدراسات السياسية والدولية لوزارة الخارجية اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة الأمريكية اعترفت بأنها أنفقت تريليونين دولار على جيشها وأدركت أنها بدأت تضعف بسبب اغتيال الفريق سليماني وأن نجمها قد بدأ بالأفول.
وقال ظريف إن أدوات القوة في عالمنا المعاصر متنوعة ولا يمكن أن تكون القوة مجرد أداة مادية واضاف إنه عندما تكون الأداة الوحيدة للقوة هي الحرب والقوة العسكرية ، وأصبحت القدرة على استخدام أدوات العنف المنظم واحدة من ضرورات الدولة.
ولفت ظريف الى تضاعفت مصادر القوة تدريجياً ، وعندما برزت القوة الاقتصادية ، نمت الدبلوماسية الاقتصادية و ظهرت القوة الثقافية ، وشهدنا الدبلوماسية الثقافية وكانت إحدى الوسائل التي استخدمتها الولايات المتحدة في التعامل مع الاتحاد السوفيتي في سبعينيات القرن الماضي كانت الدبلوماسية الثقافية .
وقال ظريف ان هذا يعني أن الجيش الأمريكي ينفق الكثير من المال للتغلب على القلوب والأدمغة. وان التدريب الذي يتلقاه الجندي الأمريكي على الصعيد الثقافي مهم جدا وهذا يعكس حقيقة أن العالم قد اقر بان أدوات وموارد القوة متنوعة.
وقال "دبلوماسية اليوم ليست مجرد أداة لإضفاء الطابع المؤسسي على مكاسب السلطة وتقليل تكاليف الهزيمة ، بل باتت عنصر قوة أي أنه بدون الدبلوماسية لا يمكنك إضفاء الطابع المؤسسي على مكاسب القوة.
وقال وزير الخارجية انه علاوة على ذلك ، لا يمكنك أن تكون قوياً من دون الدبلوماسية و تحتاج إلى الدبلوماسية لتحقيق إنجاز ميداني ، وهذا لا يعني الاستسلام ولا قبول الهيمنة ولا قبول آراء الآخرين.
وأضاف ظريف ان هذه الحقيقة تعني أنه حتى الدول الأقل قوة يمكن أن تكون أكثر نشاطًا في العالم باستخدام أدوات لا تتطلب طاقة مادية.
وافاد ظريف انه إذا كان الانفاق العسكري مناطا لتحديد دور الدول لكانت السعودية التي تنفق 76 مليار دور اقوى من ايران التي تنفق 6 مليارات دولار .
وتابع ظريف إن اداة قوتنا تكمن في اعتمادنا على الشعب وقال أن يكون لدينا شخص مثل أخي العزيز الشهيد الفريق قاسم سليماني ، الذي كان تاثيره بعد شهادته أكبر مما كان قبل استشهاده ورغم ان سليماني كان فعالًا جدًا وفريدًا في حياته ولكن بعد شهادته ، أصبح فريدًا اكثر ما يبرهن ان الوسائل المادية ليست وحدها مصدرا للقوة .
واوضح انه اذا قبلنا بان الشهادة بامكانها ان تمنح القوة فلماذا لا نقبل بأن الدبلوماسية ايضا يمكن أن تمنح القوة . وهذا يكشف ان ادوات القوة قد تضاعفت .