وأضاف كمال خرازي في اجتماع مع الصحفيين والمحلليين العربيين البارزين سركيس نعوم وناصر قنديل: أن رؤية الاساليب المغايرة تشكل استراتيجية محور المقاومة، لأن الدبلوماسية التقليدية المتبعة من خلال المنظمات الدولية أو الحوار مع القوى العالمية غير فعالة .
وفي اللقاء، أجاب خرازي على أسئلة الصحفيين اللبنانيين البارزين حول التطورات في المنطقة ، وخاصة بعد اغتيال امريكا الفريق الشهيد قاسم سليماني ، موضحا موقف الشعب الإيراني ومحور المقاومة وعزمهما على الصمود امام المؤامرات الأمريكية والكيان الصهيوني وبعض الأنظمة العربية الرجعية، معتبرا مشاركة الحشود المليونية في تشييع جثمان الشهيد سليماني، يعكس جيدا مدى تاثير الشهادة في تعبئة الشعب.
وقال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية ، في إشارة إلى رد إيران الحازم على العمل الإرهابي الأمريكي واستهداف قاعدة عين الأسد في العراق، والتي كانت القاعدة الأمريكية الرئيسية، قال: ان الضربة الايرانية لم يسبق لها مثيل، لأنه حتى الآن لم يجرؤ أي بلد على استهداف قاعدة أمريكية بشكل مباشر انتقاما للعمل الإرهابي الأمريكي.
واضاف خرازي إن الأحداث الأخيرة أوضحت الفرق بين إيران المستقلة وبعض الأنظمة العربية التابعة، قائلا إنه على عكس بعض الدول في المنطقة التي أصبحت بقرة حلوب لامريكا، فان إيران حافظت على استقلالها واعتمدت على الشعب، ولن تستسلم امام اي قوة.
وأكد خرازي على ان هذا النهج مسمتد من الثورة التي تحققت قبل أكثر من أربعة عقود بقيادة الإمام الخميني (رض) في إيران وسنحتفل بذكراها الأسبوع المقبل.
كما أكد رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية على المبادئ الفكرية للجمهورية الإسلامية فيما يتعلق بالتصدي للظلم وحماية المضطهدين والمستضعفين، مشددا على أن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة التي تدعم هذا الكيان ، يعتبران إيران تهديدا لهما ، وبالتالي يخططان لشتى انواع المؤامرات ضد إيران وأصدقائها في المنطقة.
واستشهد خرازي ببعض المؤامرات مثل محاولة الإطاحة بالحكومتين السورية والعراقية بمساعدة داعش، وقال: لو لم يسارع حزب الله اللبناني في مساعدة سوريا ، لكان لبنان اليوم يحارب داعش داخل حدوده .
وبالإشارة إلى اجراءات إيران لمواجهة المؤامرات الأمريكية والكيان الصهيوني ، شدد على: إن الهدف الاستراتيجي طويل الأمد للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو اخراج الأمريكيين من المنطقة، منوها الى ان تحقيق هذا الهدف يعتمد بطبيعة الحال، على إرادة دول المنطقة، وخاصة العراق وسوريا، وقال ان البرلمان العراقي أكد هذا القرار.
وفي الوقت نفسه ، أكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية على وجهة نظر إيران في الحفاظ على أمن المنطقة من قبل دول المنطقة وعدم تدخل الأجانب، قائلا: لقد كنا دائما على استعداد للتفاوض مع السعودية، لكن مع الاسف، إن القرار ليس بيد حكامها، وانما المصالح الأمريكية لها كلمة الفصل، يحاول الأمريكيون الاصطياد بالماء العكر، لذلك لا يسمحون لحكام السعودية باتخاذ قرارات مستقلة.
وأكد خرازي على ضرورة تغيير السياسات العدوانية للسعودية والإمارات، خاصة في الحرب ضد اليمن، وقال: أثبتت الحرب التي استمرت أكثر من أربع سنوات ضد اليمن أن الحرب لا يمكن أن تحل مشاكل السعودية والإمارات، ولكنها تحتاج وبدون تدخل أجنبي. الى الاعتراف بحق الشعب اليمني وتشكيل حكومة ديمقراطية تستند على إرادة الشعب في هذا البلد.