وكالة مهر للأنباء: شهدت ايران منذ بداية الثورة الاسلامية حتى انتهاء العقد الرابع من تاريخ تأسيس الجمهورية الاسلامية تطورا ملحوظا من حيث الكمية والنوعية، اذ تعتبر الفترة التي نمضي بها الآن نقطة تحول مهمة في التاريخ العلمي لايران، والخطوة التي نقطعها حاليا تشكل تحولا كبيرا لنمط التطور العلمي في البلاد، حيث تمكنت ايران من الإرتقاء في وجودة الانتاج العلمي بعد التطور في كمية هذا الانتاج.
وبالنظر الى حصة ايران في الانتاج العلمي التي تصل الى 2 في المئة عالميا وايضا حصتها في الإستشهاد المرجعي العلمي الذي يبلغ نحو 3 في المئة عالميا، نستطيع القول ان الجمهورية الاسلامية باتت في مرحلة انتاج العمي عالي الجودة، وتمهد الارضية للعب دور فعال بمجال التقنيات الحديثة على المستوى العالمي واكمال سلسلة الإبداع حتى التوصل الى الانتاج العلمي عبر الشركات المعرفية.
وأجرت وكالة مهر للأنباء حوارا حصريا مع مشرف موقع الاستشهاد العلمي للعالم الاسلامي ورئيس المركز الاقليمي للإعلام العلمي والتقني الدكتور "محمدجواد دهقاني"، حيث قدم خلاله شرحا عن نمط التحولات العملية في ايران وأهمية هذا الموضوع.
وقال دهقاني: انطلقت حركة علمية منذ 20 عام في ايران في الجامعات الايرانية والمراكز البحثية، ما أفسح المجال أمامها للحصول على مكانة علمية وتقنية خاصة في العالم الاسلامي والمنطقة والعالم بأسره، مضيفا: وفقا لموقع web of science العالمي للاستشهاد العلمي، أن الجمهورية الاسلامية قدمت حتى عام ،2000 الف ومئة وثيقة علمية، بينما وصل هذا العدد حتى عام 2019 وحسب آخر الاحصائيات الموجودة، الى 58 الف وثيقة علمية.
أضاف: لحسن الحظ أن ايران الى جانب رفع مستوى انتاجها العلمي، شهدت تطورا ملحوظا في مجال الوثائق العلمية ، ووفقا لموقع Web of Science شهدت نموا بنسبة 10 أضعاف في مجال حجم المقالات العلمية كثيرة الاستشهاد، خلال الاعوام العشرة الماضية والمعدل السنوي لنمو الاستشهاد العلمي خلال هذه لاعوام وصل الى 24،7 في المئة، وبشكل عام تصل حصة ايران في استشهاد العلمي على مستوى العالم الى 3 في المئة.
مركز ايران من حيث جودة الانتاج العلمي
وصرح ورئيس المركز الاقليمي للإعلام العلمي والتقني أنه حسب موقع web of science العالمي للإستشهاد العلمي فأن ايران باتت تحتل المركز الـ17 عالميا، وحصتها بين البلدان الاسلامية تصل الى 30 في المئة في مجال الانتاج العلمي ذات الجودة العالية، بينما تستحوذ ايران الى 22 في المئة من حجم الانتاج العلمي (من حيث الكمية) بين البلدان الاسلامية.
واشار: هذه الارقام والاحصائيات تدل على ان الجمهورية الاسلامية تمكنت خلال الاعوام العشرين الماضية من تحقيق قفزة كبيرة في مجال الانتاج العلمي من حيث الكمية وايضا في مجال مشاركة العلماء الايرانيين على المستوى الدولي وزد على ذلك جانب جودة الانتاج العلمي.
كم يقدر حجم الانتاج العلمي في ايران في العهد الملكي
وقال دهقاني: لم يتجاوز عدد المقالات العملية في ايران في عام 1979 (عام انتصار الثورة الاسلامية) عدد الـ500 بينما وصل هذا العدد في العام الأربعين من انتصار الثورة الاسلامية الى 58 الف.
40 جامعة إيرانية بين أفضل الجامعات على مستوى العالم
وأضاف: في العام 2016 جاء حسب التصنيف الدولي للتايمز 8 جامعات إيرانية ضمن أفضل الجامعات على مستوى العالم وفي العام 2017 نحو 18 جامعة وفي العام 2019 حوالي 29 جامعة وفي الترتيب الأخير في العام 2020 نحو 40 جامعة.
وأوضح رئيس مؤسسة قاعدة بيانات مراجع علوم العالم الإسلامي (ISC) محمد جواد دهقاني، أن هناك حوالي 3 جامعات إيرانية كانت تندرج ضمن تصنيف Leiden Ranking الذي تقوم به جامعة لايدن بهولندا في مركز العلوم والتكنولوجيا، مبينا أنه في الوقت الحاضر هناك 26 جامعة إيرانية في التصنيف، وفي نفس الوقت في تصنيفات QS ، تقدمنا من جامعتين خلال العام 2016 إلى 6 جامعات عام 2020.
تقدم مكانة إيران في مجال الإبداع العلمي
وقال رئيس المركز الاقليمي للإعلام العلمي والتقني "الشيء المهم هو أنه يجب أن تكون لدينا رؤية شاملة للتطور العلمي. لا يمكننا أن نستجمع كل شيء في وقت محدود، بدأ نمو إيران العلمي وتطويرها من البعد الكمي للإنتاج العلمي إلى تأهيل الإنتاج العلمي وهو يتجه نحو التكنولوجيا وتسويق العلوم والتكنولوجيا، تستند هذه الدورة والنظام الإيكولوجي للتطور العلمي في البلد إلى إطار عمل".
ولفت دهقاني إلى أنه كان ترتيب إيران في مؤشر الابتكار العالميGII ، في عام 2015 بالمرحلة 120، وفي عام 2019 إلى المركز 61، في الواقع، فإن مؤشرات التطور العلمي في البلاد مترابطة. لا يمكن للمرء أن يتوقع النمو في قطاع واحد وتراجعا في القطاع الآخر.
الهندسة الرائدة في النمو العلمي للبلاد
ونوه رئيس مؤسسة قاعدة بيانات مراجع علوم العالم الإسلامي (ISC) إلى النمو العلمي في مختلف مجالات العلوم، وقال إن الهندسة كانت المتصدرة والرائدة في النمو العلمي للبلاد.
كما بيّن رئيس المركز الاقليمي للإعلام العلمي والتقني أن النمو العلمي الإيراني في مختلف مجالات العلوم كان ملحوظًا أيضًا في السنوات الخمس الماضية. تقسم قواعد بيانات الاستشهادات العلمية حول العالم المجالات العلمية المختلفة إلى 22 موضوعا. يختلف أداء هذه المجالات عن بعضها البعض، مع توقع اختلاف العلوم الأساسية عن تلك التي تمت الاشارة اليها في مجال الزراعة. في إيران، تمتلك الهندسة أعلى حصة من النمو العلمي، وبعد الهندسة يأتي مجال الطب.
مكانة اللغة الفارسية في عالم العلم
وتطرق دهقاني في ختام حديثه إلى مكانة اللغة الفارسية، وذكر أنه "في غضون ذلك يجب أن نذكر مقدار النشاط العلمي في الفارسية. على المستوى الدولي، نمت جميع المجالات العلمية للعلوم الفارسية بشكل جيد. في العام 2019 بين لغات العلوم ال 60 في العالم، احتلت الفارسية المرتبة السادسة عشرة، وهو نمو جيد جدًا مقارنة بالمركز السابع والأربعين الذي كانت عليه قبل اربعين سنة، لذلك ، فإن تأثير اللغة الفارسية كلغة علمية هو أحد اهتمامات صناع السياسة العلمية والتكنولوجية في البلاد./انتهى/