عانت العقود الآجلة لنفط برنت ثاني أسوأ تراجع لها الإطلاق بمستهل الجلسة الآسيوية، وكان أسوأ انخفاض على الإطلاق خلال حرب الخليج في 1991. وتراجعت العقود الآجلة القياسية للسلعة إلى 30.23 دولار للبرميل عند كتابة التقرير، وحذرت جولدمان ساكس من الانهيار القريب لـ 20. وتوقعنا في التحليل الفني لبداية الأسبوع إعادة اختبار النفط انخفاض 27 دولار للبرميل، وفق النماذج الفنية المتشكلة حالياً.
وتردد أصداء هذا الانهيار في جنبات صناعة الطاقة، فرأينا اليوم شركة أرامكو السعودي تفتح على 27.00 ريال للسهم، وشركات عملاقة أخرى مثل إكسون موبيل، وشركات الحفر الصخري في الولايات المتحدة ستتعرض لضربة عنيفة.
وكذلك الميزانيات ستكون تحت الأذى من العراق إلى نيجريا، مما يعيد تشكيل السياسة الدولية. وبتراجع أسعار النفط لتلك المستويات تزيد الجاذبية نحو الاستثمار وبالفعل ستزيد الشركات الآسيوية من مشتريات النفط لنهاية أبريل، مما سيكون له تأثيرات مناخية قاسية ومناخات اقتصادية جيدة.
يقول الخبير آندي ليبو: إن ما يحدث غير معقول، فالسوق كان متأثر بعنف حيال موجة البيع عند الافتتاح أي أن انخراط السعودية في حرب سعرية للمحافظة على حصتها السوقية، كان مفاجئًا للأسواق.
وكانت أسواق النفط تعاني تراجعًا في الطلب، وتوقعات قاتمة منذ انتشار فيروس كورونا، ومخاوف انهيار الإمداد. وخفضت السعودية الأسعار الرسمية بأعنف درجة في 20 عام خلال عطلة نهاية الأسبوع، كما أعربت عن نوايا غمر السوق. في حين قالت روسيا إنها ستضخ النفط بكل ما تستطيع من قوة.
وانهار يوم الجمعة ائتلاف أوبك+ بعد رفض روسيا تعميق تخفيضات الإنتاج، وفشل الأطراف في الاتفاق على تمديد التخفيض القائم بالفعل بقيمة 2.1 مليون برميل يوميًا. وكان هذا الائتلاف هو ما يحمي أسعار النفط من الانهيارات العنيفة التي اختبرتها في السابق.
صرحت شركة أرامكو السعودية أنها تخطط لزيادة الإنتاج لما فوق 10 مليون برميل يوميًا خلال الشهر المقبل، وربما تصل لرقمها القياسي المسجل عند 12 مليون برميل يوميًا، وفق مصادر مطلعة بالمحادثات لبلومبرج.
ويقول رئيس باحثي السلع في جولدمان ساكل، جيفري كوري: "مع تراجع الطلب على النفط، والتأثيرات الاقتصادية لفيروس كورونا، يتوقع المتداولون تراجعًا أعمق للسعر." "يواجه السوق الآن صدمتين سلبيتين وبهما حالة عالية من عدم اليقين، مع نتيجة واحدة وهي التصفية."
وإذا نظرنا لحدة الانهيار من نواحي الفوارق الزمنية، وعقود الخيارات، والتذبذب في السوق، سنرى أن هذا الانخفاض شديد الحدة. فاتسع هيكل السعر لـ 3 شهور لخام برنت، مع انهيار السعر. وتظهر على السوق علامات التشاؤم، وتراكم المعروض، مما يجعله أكثر ربحية للمتداولين لشراء النفط الخام في المخازن، سواء كان هذا في الخزانات الراسية، أو الخزانات البحرية.
كما أن الفارق السعري ما بين خام غرب تكساس الوسيط وبرنت هو الأدنى في سنوات.
ويرعب المتداولون فكرة حرب سعرية جديدة، تذكرهم بانهيار 2014، عندما ازدهرت صناعة النفط الصخرية، واتجهت أوبك لمحاربتها.
ولكن هذه المرة سيكون الأمر أعنف، مع زيادة تطور تكنولوجيات استخراج النفط الصخري، ووصول الإنتاج الأمريكي من النفط الخام لمستويات قياسية جديدة.
ويقول إد مورس، من سيتي جروب: "هذه المرة الأولى التي أتذكر فيها أنه يمكن أن يكون هناك فائض معروض، وصدمة طلب في الوقت ذاته." "تلك التركيبة غير طبيعية، وتزيد صعوبة عملنا في النفط الصخري.
hglw]v: v,djv. - كولدمان ساكس