وكالة مهر للأنباء: يصادف اليوم الاثنين (30 مارس / آذار) الذكرى الـ44 لـ"يوم الأرض"، حيث تطلق هذه التسمية على أحداث جرت في 30 مارس/آذار 1976، استشهد فيها 6 فلسطينيين خلال احتجاجات على مصادرة سلطات الاحتلال 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب.
ويختلف هذا العام عن ماسلفه قبل 2020، مع تزايد الاستيطان الإسرائيلي وتفشي فيروس كورونا.
ويحيي الفلسطسنيون وسط مخاوف من خطوات الضم الإسرائيلية لأجزاء واسعة من الضفة الغربية واستمرار الاحتلال للقدس الشرقية، وانتشار الوباء العالمي "كورونا" الذي أصاب 84 فلسطينيا وقتل آخر، وسط تحذيرات من قادم "أسوأ".
وفيما كانت الإجراءات الفلسطينية وصلت حد فرض حالة الطوارئ منعاً لتفشي الوباء، فإن الممارسات الإسرائيلية من مصادرة الأراضي والانتهاكات بحق الفلسطينيين شهدت تصاعداً ملموساً، إذ زاد المستعمرون الإسرائيليون من وتيرة اعتداءاتهم بحق الفلسطينيين، في ظل وضع الطوارئ الذي ألزم مئات آلاف الفلسطينيين بيوتهم. ويأتي كل ذلك في ظل غياب سياسة فلسطينية للتصدي للمستعمرين والمستعمرات التي تتوسع يومياً على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بحيث لم يتبق على هذه الأرض ما يمكّن الفلسطينيين من إقامة دولتهم عليه.
وفرض تفشي وباء كورونا على الفلسطينيين إحياء الذكرى الرابعة والأربعين ليوم الأرض، بشكل رمزي، عبر تظاهرات رقمية ونشاط افتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما سيغيبون عن الميدان ضماناً للسلامة العامة مع انتشار الوباء.
ودعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، "الشعب الفلسطيني كل، لإحياء يوم الأرض، بسلسلة نشاطات رقمية ومنزلية، بسبب الظروف الصحية الخطيرة القاهرة، الناشئة في أعقاب انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقالت المتابعة في بيانها، الذي صدر يوم الجمعة، إن هذه الخطوة تأتي "من أجل الحفاظ على ديمومة إحياء الذكرى الخالدة ليوم الأرض، وفي ذات الوقت الحفاظ على سلامة الجمهور العام".
وقال عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير، واصل أبو يوسف، في تصريح له، إن اليوم سيكون فرصة لتجديد العهد والتواصل الفلسطيني في كل مكان في فلسطين المحتلة عام 1948 والشتات، للتأكيد على أهمية يوم الأرض لكل فلسطيني.
وتابع: "بسبب ظروف انتشار كورونا لن تكون هناك فعاليات ميدانية، وحفاظاً على السلامة ستكون هذه الفعاليات رمزية عبر رفع العلم الفلسطيني على المنازل، والنشاط الرقمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي". ولفت إلى "أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين استغلوا فرصة انشغال العالم بكورونا وكثّفوا من نشاطاتهم الاستيطانية ومصادرة الأراضي والاعتداءات على الفلسطينيين".
وأصدر جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، أمس، ورقة حقائق بمناسبة إحياء يوم الأرض، أشار فيها إلى أن عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية نهاية عام 2018 في الضفة الغربية بلغ 448 موقعاً، منها 150 مستعمرة و26 بؤرة مأهولة، تم اعتبارها كأحياء تابعة لمستعمرات قائمة، و128 بؤرة استعمارية.
وفي ما يتعلق بعدد المستعمرين في الضفة الغربية، أشار جهاز الإحصاء إلى أنه بلغ 671007 مستعمرين نهاية عام 2018، بمعدل نمو سكاني يصل إلى نحو 2.7 في المائة، ويشكّل استقدام اليهود من الخارج أكثر من ثلث صافي معدل النمو السكاني في دولة الاحتلال، ويتضح من البيانات أن حوالي 47 في المائة من المستعمرين يسكنون في محافظة القدس، إذ بلغ عددهم 311462 مستعمراً، منهم 228614 مستعمراً في القدس (ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمه الاحتلال الإسرائيلي إليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية في عام 1967).
ومن جهة أخري اعلن مدير مركز أبحاث الأراضي في القدس جمال طلب في تصريح له إن "الضفة الغربية اليوم عبارة عن كانتونات ممزقة بفعل الحواجز الإسرائيلية التي تفتح وتغلق تبعاً للمزاج العسكري الإسرائيلي، فضلاً عن الشوارع الالتفافية والاستيطان، لكن في المرحلة المقبلة سنعيش وضع المعازل الممزقة بشكل نهائي"، وتفيد مصادر متطابقة بوجود نحو 140 حاجزاً إسرائيلياً عسكرياً ثابتاً ومتحركاً يمزق الضفة الغربية المحتلة.
وأضاف الاخير: "حتى في ظل الوضع العالمي لتفشي وباء كورونا، هناك تصاعد في اعتداءات المستوطنين وانتهاكاتهم واعتداءاتهم على الفلسطينيين وأراضيهم ومواشيهم بشكل يومي، ما يعني أنهم ماضون في مخططاتهم للاستيلاء على الأرض، بغض النظر عن أي مرض أو حالة طوارئ محلية أو عالمية، في استغلال واضح لهذا الظرف الإنساني الذي يمر به الجميع، أي تفشي الوباء".
ويذكر أن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وأمين سرها، صائب عريقات، ذكر في تصريح صحفي له أن "الاستيطان قد زادت كثافته بنسبة 25 في المائة سنوياً منذ بداية رئاسة ترامب"، مضيفا: "تكثيف النشاطات الاستعمارية الاستيطانية الإسرائيلية، يعتبر جزءاً لا يتجزأ من خطة الضم والاستيطان لترامب ونتنياهو، وهدفهما الأساسي الآن هو تأكيد موقفهما بالادعاء أن الاستيطان لا يتعارض مع القانون الدولي، استمرارا في محاولاتهما شرعنة الاستيطان والضم والابرتهايد، وبالتوازي يتنكران للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني".
وفي السياق، جددت الجامعة العربية، في بيان أصدره قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة أمس، بمناسبة الذكرى الـ44 ليوم الأرض، اعتزازها بصمود ونضالات الشعب الفلسطيني وتضحياته، ودعمها المطلق لهذا النضال الباسل لاستعادة الحقوق الوطنية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. كما أكد دعمه ووقوفه إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة وداخل الخط الأخضر، وتقدير نضالاتهم دفاعاً عن وجودهم وحقوقهم وأرضهم وهويتهم، تلك الحقوق الثابتة التي يضمنها القانون والشرعية الدولية.
ولفت إلى إن هذه الممارسات والانتهاكات، في ظل الإجراءات لمواجهة فيروس «كورونا»، تستغلها سلطات الاحتلال لمواصلة تنفيذ مخططاتها لمصادرة الأرض وتهويدها، والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني.
وعد البيان أن هذه الذكرى شكلت واحدة من محطات النضال الوطني الفلسطيني في الداخل المحتل منذ 1948، دفاعاً عن الوجود والحقوق في الأرض والهوية، مؤكداً: «وتستذكر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية هذه المناسبة الوطنية الخالدة، حين هبت جموع الشعب الفلسطيني للتصدي لمخطط المصادرة والتهويد للأرض العربية الفلسطينية بصدورها العارية أمام آلة البطش والقمع العسكرية الإسرائيلية، ليسقط عشرات الشهداء والجرحى»، مشدداً على أن يوم الأرض سيبقى ذكرى خالدة في تاريخ الشعب الفلسطيني، تلهم الأجيال لموصلة التضحيات والنضال من أجل الحرية والاستقلال، كما سيبقى عنواناً للتضامن مع النضال العادل للشعب الفلسطيني على طريق الحرية وإنهاء الاحتلال.
/انتهى/.