يشعر الصهاينة برعب شديد، وانعدام الأمن في ظل البيئة الإسرائيلية، إلى جانب عدم الاستقرار السياسي الداخلي وغياب تشكيل الحكومة والاختلاف بين التيارات السياسية، وها الآن قد أضيف إليها فيروس كورونا الأمر الذي زاد من تعقيد الأوضاع لدى العدو المحتل.

وكالة مهر للأنباء، مهدي عزيزي: إلى الآن، لم تأتِ أي من الإجراءات الأمنية والسياسية وحتى الرياضية للكيان الصهيوني أُكُلها للحصول على الشرعية الدولية والإقليمية. وجل ما تم الحصول عليه هو تسريع عملية تطبيع علاقات هذا الكيان ليس مع الشعوب العربية بل مع النظام السياسي العربي.

كان من المفترض أن يكون الوضع الحالي وقت تكريس وتثبيت الصهيونية وفرض معادلتها الأمنية على المنطقة، وكذلك تقدم وهم أرض الموعد، وليس وقت الهزائم الميدانية وإفلاس الهوية.

الحقيقة هي أن إسرائيل لا تزال تعاني من أزمة الهوية السياسية والأمنية ، ولا سيما الهوية الاجتماعية. تُنفق ميزانية النظام بالكامل عسكريًا لضمان ثقة المجتمع اليهودي.

كيان لم يستجب في السابق لأي منظمة أو حزب وارتكب جميع أنواع الاغتيالات دون الشعور بالخوف حتى من أدنى رد فعل ورقي من الدول العربية والإسلامية.

من اجل فهم معنى هذه الهزيمة، يجب على المرء أن ينظر إلى العنصر الرئيسي الذي يحافظ على المجتمع الصهيوني، أي قوته وتفوقه العسكري. على وجه الخصوص، لا يقوم المجتمع الصهيوني، مثل المجتمعات البشرية الأخرى، على مكونات السلطة الوطنية والدعم التاريخي والثقافي والشعبي.

مبدئيا يتم تشكيل قوة عسكرية على أساس الدعم الغربي ومن ثم، بالاعتماد على نفس القوة العسكرية، تقوم بتهجير باقي اليهود الآخرين، ومع ذلك، تتم هذه الهجرة بوسائل مختلفة من الاغراءات والحوافز الاقتصادية، والتهرب الضريبي والايهام بارض الميعاد والتي تقوم بدعم وهم الجيش الأسطوري الذي لا يقهر.

داخل إسرائيل، كذلك زادت الانقسامات بعمق نتيجة للسياسات العنصرية، حيث يعيش اليهود الأفارقة في أسوأ الظروف وأحلكها.

بعد كل هذه الإخفاقات، حان الوقت الآن لفيروس لتحطيم آماني أرض الميعاد. وقد قيل حتى أن بعض الفلسطينيين من عام 1948 (المناطق التي احتلتها إسرائيل في عام 1948) هم الآن على الخط ضد الفيروس التاجي بدلاً من الأطباء الإسرائيليين، وبعبارة أخرى، من المفترض أن يصابوا بدلاً من الإسرائيليين.

يشعر الإسرائيليون برعب شديد. وان إن الهزائم المتلاحقة في ظل البيئة الإسرائيلية، إلى جانب عدم الاستقرار السياسي الداخلي وغياب تشكيل الحكومة والاختلافات بين التيارات السياسية والسمة العنصرية على مختلف فئات الجالية الصهيونية المهاجرة، لم تكن صغيرة، وها الآن قد أضيف إليها فيروس كورونا الأمر الذي زاد من تعقيد الأوضاع لدى العدو المحتل.

الحقيقة هي أنه على عكس مزاعم التقدم الطبي للكيان وجهود وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن المجتمع الإسرائيلي برمته اليوم مرعوب. المجتمع الذي كان يأمل في الازدهار الكامل في أرض الميعاد يفكر الآن في العودة. لذلك في الأشهر الأخيرة، ازداد اتجاه الهجرة العكسية ولم يعد أحد يرغب في البقاء في فلسطين. لأنه في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يرى الإسرائيليون أن كل شيء، بما في ذلك الهوية والثقة بالنفس، يعتمد على قوة الجيش./انتهى/