لطالما حاولت الليبرالية الغربية والانظمة الحديثة تقديم نفسها كحل مثيل ونظام حكم مناسب، إلا أن كورونا الصغيرأسقط مزاعمهم وعرّاهم ليكشف سوأآتهم وضعفهم.

وکالة مهر للانباء- مهدي عزيزي: يمكننا القول بدون شك وتردد بأننا في المرحلة الجديدة التي نعيشها في عصرنا هذا، تحكمنا قوانين وضوابط عالمية جديدة، تلك التي تُدار وفقاً لمفاهيم وأدبيات سياسية حديثة، وأثبتت أزمة "كورونا" في الآونة الأخيرة وخاصة في الأشهر القليلة الماضية عجز وإنكسار النماذج الغربية في إدارة الحكومات.

من المؤكد أن يحمل هذا العصر الجديد الذي نعيشه تغييرات على مختلف أصعدة السياسة الدولية، وثقافة إدارة العالم.

في العشرينات السابقة اعتبرت المناسبات الإسلامية كمناسبة النصف من شعبان ويوم القدس العالمي وإلخ... مناسبات مرتبطة بالمسلمين والشيعة، وفي العقود الماضية تم السعي والعمل على اقتصار هذه المناسبات وحصرها لتصبح مناسبات داخل الحدود المذهبية والجغرافية فحسب، ولكن جميع الأحداث والمتغيرات السياسية والثقافية العالمية تحركت بنحوٍ حوّلت من هذه المناسبات إلى قناعات وإيديولوجيات هامة لرسم مستقبل الشعوب.

ولاحظنا كيف أن مناسبة ك"يوم القدس العالمي" غيّرت الكثير من المناسبات على مستوى المنطقة والعالم وكانت سبباً في أن أصبحت القدس أولولية إسلامية في جميع معادلات المنطقة والعالم.

وعليه فقد سعت الثورة الإسلامية الإيرانية إلى تحويل الفهم السطحي للمناسبات الدينية ومفاهيم أهل البيت (ع) إلى خطاب إسلامي ذي أهمية وتأثير على جميع المعادلات السياسية والإجتماعية والثقافية.

بالحقيقة ما فعلته الثورة الإسلامية هو عرض تعريف جديد عن الإسلام السياسي المقاوم والعملي والذي توسع حتى شمل المسائل الدولية.

خطاب قائد الثورة اليوم كان في غاية الأهمية وخاصة انه ركز على التحولات الأخيرة الناتجة عن أزمة "كورونا" وعدم قدرة الغرب وأمريكا على مواجهة هذا الفايروس.

مفوهوم العدل العالمي والإنتظار ومفهوم العودة، مفاهيم أصبحت عالمية حيث نجدها في جميع الأديان مع وجود إختلاف في الجزئيات فالجميع يعتقد بضرورة عودة او قدوم مخلص لإنقاذ الناس.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسح، لماذا هذا المفهون نشط في الأيام والأشهر والسنوات الأخيرة؟ لأن جميع البشر والنماذج الموضوعة لإدارة البشرية أثبتت فشلها وعدم فعاليتها.

البشر اليوم ابتعدوا عن فطرتهم الدينية والإنسانية، فالنماذج الغربية الليبرالية الإلحادية لم تستطيع أن تنقذ البشر مما هم فيه.

وحتى بعض الحركات الإسلامية أو المتأسلمة التي ادعت انها تريد إعادة البشرية إلى الدين الحنيف فشلت في ذلك ك"داعش مثلاً".

ومن هذا المنطلق يمكننا القول أن جميع الأحداث الأخيرة التي حصلت في المنطقة في السنوات القليلة الماضية نتجت عن قلق الغرب من توفق النموذج الإسلامي الحقيقي من إدارة الدولة والحكومة.

ومن جهة أخرى يعتبر إستناد العلماء الی التجربة التاريخية الاوروبية على أساس الأخطاء التاريخية في القرون الوسطى والإعتماد على عصر النهضة، من أهم عناصر وأسباب فهم الإنسان الغربي للمجريات الدينية.

الإنسان الغربي لا يعلم أن الأشخاص الذين أوجدوا ماسمي ب"عصر النهضة" هم نفسهم الذين ساهموا في إيجاد ماسمي ب"عصر الظلام" خلال القرون الوسطى.

الحقيقة أن لا علاقة للدين في إيجاد الظلام خلال القرون الوسطى، كما انه لاعلاقة للإلحاد بإيجاد التطور الصناعي والعلمي.

كانت فترة العصور الوسطى وعصر النهضة حجة "للمثقفين" وللمنظرين الغربيين لكي يتخلوا عن الدين قدر المستطاع، وحاولوا بعدها الإهتمام بالجوانب الإقتصادية والسياسية، وعملوا على تصدير وترويج هذا الفكر بين شعوب الدول النامية.

على أي حال بات واضحا للجميع عجز النماذج الغربية وضعف المؤسسات الدولية والعالمية وأيضاً برز ضعف أساس هذه المؤسسات على جميع النواحي في مواجهة "كورونا".

وأيضاً هناك موضوع في غاية الأهمية، في ظل تفشي أزمة "كورونا" وعلينا ألا ننسى ظلم الغرب وأمريكا والكيان الصهيوني بحق الشعوب، هذا الأمر الذي تسعى له القنوات الغربية، فهم يحاولون في إستغلال أزمة كورونا للتقليل من أهمية ووحشية جرائمهم.

في النهاية يجب القول أن البشرية اليوم وأكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى العدالة العالمية وبحاجة إلى مخلص عادل يخلصها من الضياع والجهل والفساد الأخلاقي. /انتهى/