وكالة مهر للأنباء -مجد الشاهين: في زيارة خاطفة للأضواء وفي ظل انتشار فيروس "كورونا" في العالم، زار وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" دمشق، أمس الاثنين، حيث استقبله الرئيس السوري، بشار الأسد، لدى وصوله العاصمة السورية، وسط إجراءات احترازية، تجنبا لانتقال عدوى فيروس كورونا.
ونقلت الوكالة السورية الرسمية للأنباء "سانا" عن الأسد قوله أنَّ "أزمة كورونا فضحت فشل الأنظمة الغربية أولاً، وأخلاقيتها ثانياً، لأن هذا الوباء أظهر أن هذه الأنظمة موجودة لخدمة فئة معينة من أصحاب المصالح وليس لخدمة شعوبها".
وأضافت "سانا" أنَّ هذا اللقاء تناول آخر مستجدات المسار السياسي ومن بينها اللجنة الدستورية وعملية أستانا وتطورات الأوضاع في الشمال السوري .
وبين الرئيس السوري أن "تصرفات تركيا على الأرض تفضح حقيقة النوايا التركية من خلال عدم التزامها بالاتفاقات التي أبرمتها سواء في استانا أو في سوتشي والتي تنص جميعها على الاعتراف بسيادة ووحدة الأراضي السورية".
في غضون ذلك، شجب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المحاولات الغربية الجديدة، لإعادة استثمار موضوع " الأسلحة الكيميائية" في سوريا، معتبراً أن السلوك الغربي كان مخزياً، حيث يعاد استخدام هذه الذريعة في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع، ورغم كل ما شاب هذا الموضوع من تشكيكات وثغرات خلال الفترات المنصرمة .
وتجدر الإشارة إلى أن الزيارة استمرت يوماً واحداً لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، وآخر التطورات في المنطقة، والتقدم الميداني في سوريا .
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت في وقت سابق أن زيارات "ظريف" الخارجية ستقتصر على الرحلات "الهامة والمصيرية " ، ما يعكس أهمية هذه الزيارة الاستثنائية، في ظل الظروف الحالية، مع انتشار وباء كورونا في المنطقة والعالم، والتي أوقفت الأنشطة الدبلوماسية بشكل كامل تقريباً .
أما عن أجندة الزيارة، فذكر المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، "عباس موسوي" بأنها ستتمحور حول "العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، وآخر المستجدات السياسية والميدانية" في سوريا.
وتأتي زيارة ظريف لدمشق في خضم التطورات الساخنة التي شهدتها محافظة إدلب خلال الفترة الماضية، ما يؤكد أن هذا الملف كان حاضراً بقوة في لقاء ظريف والأسد .
وبحسب مانقله التلفزيون المحلي الإيراني على لسان المحلل السياسي الإيراني "حسن عابديني"، فإن الزيارة تأتي بهدف التباحث حول أوضاع إدلب، وموضوع صياغة الدستور والانتخابات السورية، مشيراً إلى أنَّ طهران تعد أحد الحلفاء الأساسيين لدمشق، وأنَّ الحكومة السورية تتشاور معها دائماً .
وأضاف أن هذه الزيارات تعزز استراتيجية محور المقاومة في المنطقة، مشيراً إلى أنها تأتي في ضوء معطيات ميدانية جديدة في سوريا، بعد استعادة السيطرة على 90 % من أراضي الجمهورية العربية السورية، وعودة الهدوء والأمان إليها، مبيناً أن الوضع الحالي يتطلب المزيد من المشاورات بين دمشق و طهران.
وفي سياق متصل، نقل موقع قناة الميادين الإلكتروني، عن وزارة الخارجية الإيرانية أن زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى دمشق جاءت لبحث أبرز القضايا الدولية مع المسؤولين السوريين وخصوصاً قمة "أستانا" .
فيما قال مصدر دبلوماسي أجنبي في دمشق لـ"الوطن"، أنَّ الزيارة تهدف إلى التشاور مع المسؤولين السوريين قبل الاجتماع المقرر لوزراء خارجية الدول الضامنة لعملية أستانا (روسيا و إيران وتركيا) الأربعاء المقبل، حيث أوضح المصدر أن هذا الاجتماع سيعقد عن بعد "عبر الفيديو".
وكان وزير الخارجية الإيراني قد التقى خلال زيارته، نظيره السوري وليد المعلم.
وتُعد إيران، إلى جانب روسيا، من أكبر داعمي الدولة السورية في حربها على الإرهاب .
وفيما يتعلق بالتغطية الإعلامية لهذا الحدث البارز والهام، قامت بعض وسائل الإعلام العربية بفبركة تقارير لا صحة لها حول دوافع هذه الزيارة، حيث ادعت وسائل الإعلام تلك وجود علاقة بين زيارة ظريف إلی سوريا والاتصال الأخير الذي أجراه ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، مع الرئيس السوري بشار الأسد، کما زعمت بأن إيران تعارض وقف إطلاق النار في إدلب.
ونظراً إلى ما سبق، يمكن القول أن الزيارات المتبادلة بين إيران وسوريا أمر طبيعي للغاية، نتيجة لعمق ومتانة العلاقات بين البلدين، وأنَّ الزيارة الاستثنائية الأخيرة في ظل تفشي وباء کورونا، تأكيد جديد على حرص كل من سوريا وإيران علی تعزيز التعاون الثنائي والعلاقات الاستراتيجية المشترکة .