تحتفل ايران باليوم الوطني للخليج الفارسي في جميع أرجائها احياءً لذكرى الـ 29 من نيسان وذلك بمناسبة طرد المحتلين البرتغاليين من جزيرة هرمز وتحرير الخليج الفارسي على يد القوات الايرانية عام 1622 ميلادي.

  وكالة مهر للأنباء:  يصادف اليوم العاشر من ارديبهشت (الشهر الثاني في التقويم الإيراني) ، اليوم الوطني للخليج الفارسي وهي ذكرى  النصر التاريخي لايران ضد المحتلين البرتغاليين في مياهها الجنوبية حيث تذكر الجميع بأن اسم الخليج الفارسي سيبقى خالدا الى الابد.

وفي هذا اليوم  طرد "امام قلي خان" احد امراء العهد الصفوي، البرتغاليين من مضيق هرمز وحرّر جزيرة هرمز من إحتلال الأجانب  وبهذه المناسبة قامت الحكومة الايرانية في تموز/يوليو 2005 بتأكيد هذه التسمية.

ولطالما كان الخليج الفارسي مبعث فخر وشرف للإيرانيين منذ آلاف السنين حيث كان هذا الخليج تحت سيطرة ايران وحكومتها على مرّ التاريخ وذلك باعتباره تاقطع و ممرّ مائي دولي وميراث يمتد الى 2500 سنة وفقاً لما ورد في الوثائق التاريخية.

وبالإضافة إلى الموارد الهائلة من الطاقة التي تحمل في قلبه وأهميتها الاقتصادية يتمتع الخليج الفارسي بتاريخ وثقافة عريقة وفريدة من نوعها تبلورت في سكان عاشوا بجواره وحملوا هوية ثقافية وفنية نادرةيجب الحفاظ عليها والترويج لها ونقلها الى الأجيال القادمة.

تاريخ الخليج الفارسي

قد أشار المؤرخون والوثائق القديمة إلى هذا الخليج على أنه "فارسي" منذ قيام الإمبراطورية الأخمينية (550 قبل الميلاد) في "بلاد فارس "او ما يسمى اليوم بجدولة ايران.

ووفقاً لما جاء في كتاب "وثائق عن تسمية الخليج الفارسي؛ تراث خالد من العهد القديم "فقد تم استخدام عنوان الخليج الفارسي وما يعادله بشكل مستمر منذ أقدم من 400 قبل الميلاد في جميع اللغات ، وخاصة في اللغة العربية

ووفقًا لكتاب "وثائق باسم الخليج الفارسي ، والتراث الأبدي للعصر القديم" ، فقد تم استخدام مصطلح الخليج الفارسي وما يعادله بشكل مستمر منذ أقدم من 400 قبل الميلاد في جميع اللغات ، وخاصة في اللغة العربية.

على سبيل المثال اشار ابن بطوطة في كتابه "رحلة" الى اسم "بحر فارس" قائلا: "ووصلنا لعد اربعة ايام الى بلدة مأجول، على وزن فاعول، وجيمها معقودة وهي صغيرة على ساحل الخليج الذي ذكرنا أنه يخرج من بحر فارس، وأرضها سبخة... ".

هذا وعلى جميع الخرائط المطبوعة قبل عام 1960، وفي معظم المعاهدات والوثائق والخرائط الدولية الحديثة ، يُعرف هذا المسطح المائي باسم "الخليج الفارسي".

 كما ان السعودية لديها خارطة يعود تاريخها الى سنة 1952 تؤكد ان المملكة العربية السعودية كانت تستخدم في وثائقها التاريخية اسم الخليج الفارسي خلافا لادعاءات بعض المسؤولين العرب اليوم.

ومع ذلك ، منذ منتصف القرن التاسع عشر ، تحاول بعض الدول المطلة على الخليج الفارسي وبالتعاون مع حلفائها الغربية وخاصة الولايات المتحدة ، تغيير الاسم التاريخي للخليج الفارسي في وسائل الإعلام وترويج الاسامي المزيفة وذلك بدوافع سياسية.

ورداً على هذه المزاعم أعلنت ايران اليوم ال29 من نيسان/ ابريل اليوم الوطني للخليج الفارسي لتذكير الجميع بأن الاسم الحقيقي لهذا المسطح المائي سيبقى الخليج الفارسي الى الأبد.

ويصادف هذا اليوم ذكرى دحر الاحتلال البرتغالي من المياه الايرانية على يد الشاه عباس الأول، المعروف أيضاً بعباس الأكبر، أحد أنجح حكام الدولة الصفوية عندما تم طرد البحرية البرتغالية من مضيق هرمز.

وفي حرب اندلعت بين  ايران او ما يسمى  ببلاد "فارس" آنذاك والبرتغال تمكن الجيش الصفوي بقيادة امام قلي خان من اخراج البرتغاليين من البحرين بينما استولت الامبراطورية البرتغالية على مدينة "جمرون" واستبدلت اسم المدينة ب"قمر" الا ان عباس الأول أستعاد المدينة بعد عامين وذلك خلال معركة بحرية ضد القوات البرتغالية وأطلق اسم "بندر عباس" على المدينة.

وفي عام 1622 ، تمكن الشاه عباس من استعادة مضيق هرمز واحكام سيطرته عليه  بشكل كامل.

الجغرافيا السياسية

بقي الخليج الفارسي في مرتكز دائرة الضوء لأهميته الجيوسياسية على أطوار وأزمان طويلة، ويمتد الخليج الفارسي على مساحة 250،000 كيلومتر مربع، ويحده نهر "اروند" في الشمال، والذي يشكل الحدود بين إيران والعراق، ومضيق هرمز في الجنوب ، الذي يربط الخليج الفارسي ببحر عمان والمحيط الهندي.

تشترك في الحدود مع الدول المطلة على شواطئ الخليج الفارسي كل من عمان والعراق والكويت والمملكة العربية السعودية والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة، كما يربط مضيق هرمز الخليج الفارسي بخليج عمان.

يربط الشرق الأوسط بإفريقيا والهند والصين، ذلك فضلا عن ان الخليج الفارسي يعدّ من أهم الممرات المائية والمناطق الاستراتيجية في العالم.

وقع أول اكتشاف للنفط في الشرق الأوسط في مدينة "مسجد سليمان" في محافظة خوزستان جنوب غرب البلاد في أوائل القرن التاسع عشر، الأمر الذي زاد من الوزن الجيوسياسي لمنطقة الخليج الفارسي، حيث أفضت بداية موجة من الاستكشافات والاستخراج والاستغلال إلى تغيير تاريخ المنطقة والعالم.

هذا وتنتقل حوالي 50 ألف سفينة عبر هذا الممر المائي سنويًا، منها 17 ألف ناقلة نفط تتجه إلى الدول الآسيوية.

في الوقت الحاضر يعد الخليج الفارسي قطبا عالميا للطاقة. يتم شحن ما يقرب من 20 مليون برميل من الخام ومكثفات الغاز الطبيعي من الخليج الفارسي وعبر مضيق هرمز الاستراتيجي بشكل يومي. مع الاستهلاك العالمي العادي للنفط الذي يصل إلى حوالي 100 مليون برميل في اليوم، فإن هذا يعني أن ما يقرب من خمس الطلب العالمي يمر عبر المضيق الاستراتيجي.

وعلى هذا المنحى، فإن العوامل الجيوسياسية المتغيرة في الخليج الفارسي لا تتوقف على النفط وحسب. في الأمر الواقع، إن فترات مختلفة من التاريخ ألقت بظلالها وتركت تأثيرات مختلفة على الجسم المائي الاستراتيجي.

مع ذلك، كانت منطقة الخليج الفارسي مسرحًا لتوترات شديدة بين القوى الإقليمية وغير الإقليمية على طول العقود الماضية.

كما ان الحروب العديدة بين الدول الجارة في العقود الماضية والأنشطة العسكرية المتزايدة من قبل الدول الإقليمية وغير الإقليمية، مثل القيام بالمناورات والتدريبات البحرية وإنشاء قواعد عسكرية في الدول العربية في الخليج الفارسي، هي من بين العوامل الأخرى على الأهمية التي لا يمكن إنكارها من الجسم المائي الاستراتيجي للجميع.

أخيرا وليس آخرا فان الخبراء يذهبون الى ان عدم الحفاظ على الأمن في منطقة الخليج الفارسي وكذلك مضيق هرمز سيترك آثارا سلبية ضخمة على الاقتصادات في جميع أنحاء المعمورة نظرًا لارتباطهما الوثيق./انتهى/