قال الصحفي الشهير "عبد الباري عطوان" فيما يتعلق بمسلسلات رمضان هذا العام التي تتناول مسألة التطبيع: "هناك شخصيات مطبعة في دول الخليج تتصرف بطريقة صبيانية"، مشيراً إلى أن "الأمة محصنة من الثقافة الاستسلامية التي يروَّج لها عبر المسلسلات التلفزيونية.

 وكالة مهر للأنباء، عبادة عزت أمين: تفرّدت مجموعة ال" ام بي سي" لصاحبها السعودي "وليد الإبراهيمي" _الذي درس الإعلام في أمريكا_ والتي بدأت بثها من "لندن" عام 1991، بالبرامج العالمية المعربة، كبرامج المواهب العالمية والغناء والأفلام الاجنبية المترجمة وغيرها من الأعمال التي تسعى لصبغ المواطن العربي بصبة غربية ونزعه من ثوبه ومبادئه وموروثه الثقافي والأخلاقي والقومي والديني. وكعادتها كانت تفاجئنا كثيراً بالبرامج والمواد التي تطرحها، ها هي اليوم وفي رمضان هذا العام 2020 تعرض قناة ال"إم بي سي" مسلسلاً بعنوان "إم هارون" يسرد قصة طبيبة يهودية في أربعينات القرن الماضي ويعرض "التحديات" التي واجهتها الجالية اليهودية في دول الخليج، في محاولة من المؤلف والقائمين على المسلسل لقلب الحقائق إذ يعتبر خطوة جريئة ومتقدمة على سلم التطبيع كما هو الأمر أيضاً في مسلسل "مخرج7" الذي عرض على القناة نفسها .

إم هارون يثير سخط الشرفاء وفرح العملاء

لم يمر مسلسل إم هارون مرور الكرام حيث أثار موجة إنتقادات واسعة في أول أيام عرضه، واعتبره المغردون تمهيداً للتطبيع مع الكيان الصهيوني وتدليساً وتشويهاً للحقائق.

ووصف الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني " عبد الباري عطوان" في غريدة له المسلسل بانه أخطر حلقات التطبيع مشيراً إلى أنه يشرع عودة اليهود إلى الجزيرة العربية وإلى خيبر بالذات.

وفي تصريح له لجريدة "الميادين" اللبنانية، يقول عبد الباري عطوان إن "دول الخليج وتحديداً السعودية هي أول من سيتضرر من المسلسلات التي تروج للتطبيع"، لافتاً إلى أنها "ليست المرة الأولى التي يتم الإساءة فيها للشعب الفلسطيني من قبل المطبعين في دول الخليج

وتابع: "هناك شخصيات مطبعة في دول الخليج تتصرف بطريقة صبيانية"، مشيراً إلى أن "الأمة محصنة من الثقافة الاستسلامية التي يروَّج لها عبر المسلسلات التلفزيونية.

واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" "صلاح البردويل"، أن ما حدث في مسلسلي "أم هارون و مخرج 7"، وما تساوق معهما من تصريحات شاذة، لعدد من الشخصيات المحسوبة على الأمة العربية؛ امتداد لعملية غسيل المخ والضمير والاستلاب النفسي والفكري والثقافي التي غذّاها الاستعمار.

وقال البردويل في تصريح صحفي "إننا ندين هذا السلوك الشاذ، وندعو كل عربي حر شريف إلى نبذ هذه الأشياء وعزلها، ومواجهتها، حتى القضاء عليها، هذه العملية أنجبت هياكل إنسانية عربية مفرغة من الشخصية العربية والإسلامية، ومعبأة بأغاليط وأوهام حضارية زائفة

ووصف القيادي الفلسطيني باسم نعيم المسلسل بـ"العدوان الثقافي" تحت وسم #التطبيع_خيانة ، كما طالب بمقاطعته

ومن جانبه قال عماد الإفرنجي في "فلسطين اليوم" دور قناة "إم بي سي"،قائلاً : "الأمر أخطر من مجرد مسلسل وتطبيع. إنها تمجد الكيان الصهيوني وتعده صديقا، وتصور الفلسطيني عدواً. تزوّر التاريخ وتقلب الحقائق. إنها تبث ثقافة جديدة عنوانها كراهية الفلسطيني الصامد المقاوم".

ويضيف: "لم يُسجّل لهذه القناة يوماً إنتاجها مسلسلا ًيجسد معاناة الشعب الفلسطيني، أو فيلماً يمجد مقاومة الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، أو برنامجاً يكشف الإرهاب الصهيوني، ولا تلقى فلسطين وشعبها اهتماماً في برامجها ومجالها الإعلامي، وإن وجدت فهي للإساءة والتشويه".

وفي السياق نفسه يقول أحمد القطامين في "رأي اليوم"  "إن ما يحدث في الخليج شيطنة للشعب الفلسطيني وتلميع لقيم الاحتلال والظلم، وذلك عن طريق بث مسلسلات درامية رمضانية ومقابلات تلفزيونية تمجد الكيان وتثني على تحضره وقوته في المنطقة وفي فلسطين".

ويضيف: "مجموعة من الأشخاص محدودي العدد من سياسيين وإعلاميين في منطقة الخليج دأبوا منذ سنوات على تنفيذ مخطط أعد بأحكام للتأثير نفسياً على شعوبهم، بهدف إخضاعها لتقبل فكرة الاعتراف بإسرائيل، ليس فقط الاعتراف باغتصاب إسرائيل لفلسطين بل التغاضي التام عن حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه فلسطين، ليس ذلك فحسب بل شيطنته أيضاً".

وعلى الجانب الآخر، لاقى المسلسل قبولاً من قبل الإحتلال الصهيوني ومن هم في صفه وسبق أن ذكر المتحدث باسم جيش الإحتلال أفيخاي أدرعي إنه "مهتم" بالمسلسل، وعبر عن إعجابه بتصريحات بطلة المسلسل حياة الفهد، حينما اعترفت بتواجد اليهود في كل مكان. 

من خلال موجات الغضب والجدال الطويل الذي أثارته مسلسلات رمضان لهذا العام، يطفو سؤالاً على السطح، هل ستؤتي تلك المسلسلات أكلها وتتمكن من حرف البوصلة، أم أنها ستعود على أصحابها بالضرر والخزي والخسران ككثير من الأعمال والقرارات السابقة؟