وكالة مهر للأـنباء - عبادة أمين: أيام قليلة تفصلنا عن ذكرى نكبة الفلسطينيين حيث تم اقتلاع شعب بأكمله من وطنه وتدمير كيانه وتهجيره ظلمًا وعدوانًا ، على مرأى ومسمع من العالم الذي يدعي الديمقراطية والحضارة والإنسانية ، النكبة التي فرضت على الشعب الفلسطيني وجعلته يسكن المخيمات ويعيش حياة اللجوء والهجرة ، يعيش حياة البؤس والفقر والحرمان والمرض ، وحرمانه من هويته الوطنية.
لم يكن تاريخ الخامس عشر من أيار/مايو 1948، والذي يعرف باسم يوم "النكبة" لدى الفلسطينيين، سوى ترجمة لسنوات طويلة سبقته، من التخطيط "الصهيوني" والبريطاني، لطرد الفلسطينيين من أرضهم، وإقامة الدولة اليهودية عليها.
لقد رأى العالم خلال اثنين وسبعين عاماً أن هذا الشعب الأبي لايمكن أن يقبل بهذا الهوان والظلم الذي أصابه ولم يسقط وطننا ولم تسقط قضيتنا الفلسطينية كما أراد لها الطامعون والمحتلون وأذناب الاحتلال والمطبعون.
وفي هذا السياق اجرى مراسل وكالة مهر للأنياء حوارا مع ممثل حركة "الجهاد الاسلامي" في طهران ناصر ابوشريف اكد فيه ان العرب الفلسطينيين داخل الكيان والذين يشكلون اكثر من عشرين بالمئة ، وهم ايضا موزعون ما بين مسلمين ومسيحيين ودروز وبدو وكل له مشاكله وصراعه مع الدولة المركزية التي تحكم دولة الكيان.
واضاف ابوشريف ان هناك المجموعات العرقية اليهودية من اليهود الشرقيين وهم ايضا متنوعون ، وكذلك يهود الفلاشا ، واليهود الروس والحريديم ، وفي ظل جنوح اليمين الصهيوني نحو السيطرة على الضفة الغربية سوف يضاف للكيان مشكلة ثنائية القومية التي تجعل من دولة الكيان اكبر دولة فصل عنصري في العالم ...
واشار الى الانتخابات الاخيرة في دولة الكيان الصهيوني معتبرا انه عكست صورة الوضع السياسي والاجتماعي والعقائدي وأظهرت حجم الاختلافات الدينية والعرقية والطائفية والحزبية في دولة الكيان ، وهناك اكثر من عشرة مجموعات كبيرة داخل الكيان الصهيوني على المستوى العرقي والطائفي والديني والعقائدي ، عدا عن الاحزاب السياسية واختلافاتها الكبيرة.
وتابع ان هذه الخلافات والاختلافات والصراعات الداخلية السياسية والاجتماعية قد لا تظهر سلبياتها بشكل واضح في ظل دولة قوية ومتماسكة ، ولكنها مع ضعف الدولة المركزية ومع كثرة الصراعات السياسية فيها سوف تظهر بشكل اوضح وسوف تشكل مستقبلا خطرا اكبر على دولة الكيان ، في ظل الانقسام الكبير الحاصل بين الاحزاب السياسية الكبرى وغياب القيادات التاريخية سوف تتعمق هذه الانقسامات وسوف يكون لها نتائج كارثية على دولة الكيان
ورأى ممثل حركة الجهاد الاسلامي في طهران ان دولة الكيان بالرغم من كل ما تحظى به من دعم الدول الكبرى ، في حالة تراجع كبير اولا بحركتها السريعة نحو اليمين والتطرف والكراهية للغير ، وعدم استعدادها لايجاد صيغ تعايشية داخلية ومع الفلسطينيين ، وبالتالي سوف تواجه مأزق كبرى مستقبلا ، وثانيا بسبب الصراعات السياسية الكبرى التي ادت الى ثلاث انتخابات دون القدرة على تشكيل حكومة وفي النهاية كورونا هو الذي اجبرهم على اتخاذ قرار تشكيل حكومة موحدة تفتقد الى كثير من الانسجام ، بالاضافة ان على رأسها من هو متهم بتهم فساد كبرى ...
وفي اشارة الى مرور 72 عاما على قيام دولة الكيان الصيوني بدعم وامكانيات مهولة ، اكد ابوشريف انه لم يتمكن الصهاينة من ايجاد لا الدولة اليهودية الدينية بل هي دولة قائمة على عرق ليس موجود يتحكم به اليهودي الغربي الذي ما زال يرى باليهودي الشرقي مجرد اداة لتنفيذ مشروعه الاستعماري ، ولا دولة ديمقراطية تستوعب كل مواطنيها مهما كان انتمائهم الديني والعرقي ...والاسوأ من هذا انها تسير بسرعة كبيرة نحو الدولة الواحدة ثنائية القومية عندما تنهار تماما فكرة الدولتين بانهيار مقوماتها......
وفيما يتعلق بازمة هوية الكيان الصهيوني قال: "بالرغم من كل هذه السنوات الكثيرة وبالرغم من الدعم اللا محدود الذي حظيت به من قبل الدول الظالمة الاستعمارية وفي ظل ايضا الضغط على كل حكومات العالم للتعامل مع هذا الكيان وقبوله ودفعهم لاقامة علاقات تطبيعية معه وخصوصا الدول العربية في السنوات الاخيرة الا ان الكيان الصهيوني ما زال غريبا ، ولم يحط باي اعتراف شعبي حقيقي ، ما زال هذا المشروع مجرد بيت ليس له اسس عميقمة مجرد كرافان او بيت تركيبي يمكن ان يفكك في اي لحظة، بالرغم من سنواته الطويلة لم يستطع ان يقضي على الساكن الاصلي ولم يستطع التخلص منه وما زال شاهدا على جريمة هذا الكيان وكل الذي دعموه وما زال المشروع الصهيوني دون جذور ولم يصبح جزء من نسيج المنطقة" .
وفیما یخص ا.مئ فقدان للثقة داخل المجتمع الصهيوني بقياداتهم السياسية، اوضح انه على مدى السنوات الماضية اصبحت ملفات الفساد حالة مصاحبة لكبار السياسيين على مستوى الوزراء ورؤساء الوزراء وحتى على مستوى رئيس الدولة وكبار المسئولين حتى المؤسسات الكبرى ذات الوزن الكبير داخل دولة الكيان بدأت تفقد من قيمتها وهيبتها مثل محكمة العدل العليا وباتت مكانا للتنافس الحزبي وليس المهني .. لكن ما زالت تجمع كثيرا منهم الشعارات العنصرية اليهودية والصيونية ، ما زالت تجمعهم مخاوفهم كونهم يعيشون في محيط غير امن.
وردا على سؤال حول تهاون الانظمة العربية تجاه القضية الفلسطينية رأى ابوشريف ان الطغم الصبيانية التافهة التي تحكم الامة الان تعتقد انها لا تستطيع الاستمرارية بدون الحماية الغربية السياسية والمادية ، لذلك هي تخضع لاملائته ومطالبه ومطالب امريكا واضحة ، وتعتبر ان وقف العداوة والتحريض ضد اسرائيل واقامة علاقات معها ، هذه هي البوابة او النافذة الوحيدة الان للحصول على رضى امريكا، لذلك تغطي امريكا الان على كل الجرائم والخروقات التي تقوم بها تلك الانظمة في ما يتعلق بمواطنيها وبممارساتها الاجرامية، وقد يكون الامر اكبر من ذلك.
وشدد على ان هذه الانظمة ليست اكثر من ادوات بيد المشروع الصهيوني ، والان يعتقدون انهم بسلطانهم واموالهم يمكن تغيير مسار الامة ، حيث وظفوا الالاف من اجل هذه الغاية ، ووظفوا كل التهم الاعلامية ومنها قناة ام بي سي وغيرها من القنوات التي هدفها بالاساس اغراق العرب والمسلمين وحتى اهل المنطقة كلها بالفساد والابتعاد عن القضايا الجوهرية للامة لصرفها عما يعمل هؤلاء الفاسدون المفسدون، لكن الامة لا يمكن ان تجتمع على ضلالة ، وكل ما انفقوه وينفقوه تأتي زوبعة صغيرة وتأكل كل ما فعلوا، بالرغم من تأثيرهم على بعض العقليات البسيطة وشراءهم لذمم الكثيرين لكن يظلوا اقلية في الامية والخط العام للامة يعرف حقيقة المشروع الصهيوني واهدافه ، ويتعلم بل يرضع مع الحليب ان اشد الناس عدواوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ، ويعلم ايضا رضاعة مع الحليب ان من يتولى اليهود والنصارى فهو منهم ...
وفي اشارة الى تقاعس الدول العربية في دعم القضية الفقال: مع الاسف الشديد هذا هو الذي يحصل بدعم من الطغم العربية الحاكمة التي تعتقد ان هذا هو السبيل للاحتفاط بمواقعها على رأس الحكم في بلدانها، هيبة القادة الكبار ونزاهتمهم وانتمائهم بالمشروع الصهيوني تأكلت ، كذلك هيبة كثير من مؤسسات الدولة مثل المؤسسة القضائية وحتى الشرطة والجيش تاكلت بشكل كبير ، المخاوف المشتركة والتطرف العنصري والدعم الغربي وخصوصا دعم المسيحية الصهيونية والتقاليد التي رسخت سابقا ما زالت تشكل عناصر دفع للمشروع الصهيوني.
واكد ابوشريف ان يوم القدس هو يوم الحركة بالاتجاه الصحيح، كل الاتجاهات خاطئة بل كثير منها مهلكة، وخط السير الصحيح الذي يرفع الامة وينهضها ويمكنها ويجعل منها امة ذات قيمة هو حركتها باتجاه القدس ، الامام الخميني بقراءة صحيحة للدين والواقع ادرك ان سبيل النهوض هو الحركة باتجاه القدس اي حركة ليست بهذا الاتجاه هي حركة ضالة مضلة لن تحقق النفع لا لصاحبها ولا للامة باجمعها.
واعتبر ان يوم القدس يحبط مؤامرات كل هؤلاء الذين يريدون ان يحجوا الى الكنيست الصهيوني ، ,هو دعوة لمواجهة كل العملاء الذين يريدون ان يجعلوا من الامة الاسلامية واقوامها العريقة عبيدا للمشروع الصهيوني في الارض ...
ورأى ان دعوة الامام الخميني هي قول لكل اولئك المطبعين الذين يهرولون نحو مشروع العلو والافساد الصهيوني ، بأن مصير مشروع العلو والافساد الصهيوني كما جاء في القران الكريم هو التتبير اي الاهلاك والافناء والازالة ، لذلك يوم القدس هي دعوة لانقاذ الامة من هذا المصير الحتمي لكل الذين يضعون يدهم في يد الكيان الصهيوني انه يوم لتصحيح المسار بالاتجاه الصحيح والنجاة من غضب الله بموالاة من غضب الله عليهم ولعنهم وسوف يتبر ما علو تتبيرا