قال ممثل حركة حماس في طهران الدكتور"خالد القدومي" بمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية: الكيان الصهيوني وجد على فساد و أصل فاسد وظالم وبالتالي نهايته حتمية وسينتهي بأمر الله ثم بسواعدالمجاهدين والمقاومين المتوضئة.

وكالة مهر للأنباء، محمد مظهري: تعتبر القضية الفلسطينية أهم القضايا السياسية منذ قرابة المئة عام ولا تخلوا نشرة أخبار منذ ذلك الحين إلى يومنا من خبر يأتينا من تلك الأرض الطاهرة، كما أنها كانت محور النزاع على مر العصور، فحكمها كثيرون ولكن أكثر من حكمها وأعدل هم المسلمون، حيث أن تلك البقعة من العالم تعتبر ميزاناً وضعه الله في الأرض ليزين به الصادقين من المنافقين، والمؤمنين من الكاذبين، وليميز بها الخبيث من الطيب، فكلما كنا قريبين من الله ممتثلون أوامره كانت لنا الغلبة وكانت لنا السيطرة على أرض الرسل، وما إن تفرقنا وابتعدنا إلا وسلط الله علينا من لايرحمنا، كما هو الحال اليوم في فلسطين المغتصبة من قبل أعداء الإنسانية، أولئك الذين زُرِع في عقولهم أنهم شعب الله المختار وان البشرية قاطبة خُلقت لخدمتهم، وأن من حقهم أن يفعلو بغيرهم ما يشاؤون، بهذه المعتقدات اللاإنسانية وبمساعدة قوى الإستكبار العالمية احتلوا فلسطين لحاجة في نفس يعقوب، ومنذ قرابة ال100 عام إلى يومنا هذا مابرحوا يرتكبون المجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ومنذ ذلك الحين إلى يومنا سعو بشتى الطرق والأساليب إلى إضفاء شرعية لهم في المنطقة والعالم، فهل نجحوا؟ هذا مايجيبنا عليه بشكل موسع ممثل حركة الجهاد الإسلامي الدكتور" خالد القدومي" خلال مقابلة أجرتها معه وكالة مهر للأنباء بمناسبة ذكرى يوم النكبة. 

إليكم نص المقابلة:

1_منذ یوم النکبة لحد الان قد حاول الصهاینة اضفاء الشرعیة لنفسهم و تعزیز موقعهم من خلال تشرید الفلسطینیین .. برأیکم هل نجح الصهاينة فی تحقق هذا الهدف؟

نعم الكيان الصهيوني ومنذ تاسيس الحركة الصهيونية عام 1897 حاول بشتى الطرق؛ السياسية والإقتصادية والعسكرية وبالضغط على شعبنا الفلسطيني ولم ينجح  في حقيق أهدافه.

فالحركة الصهيونية هدفت إلى أمرين رئيسيين:

أولاً: إنشاء إنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين

ثانياً : ان يصبح هذا الكيان الجديد منسجماً مع محيطه العربي والإسلامي بمعنى أن يكون شئ من النسيج العربي والإسلامي، بالتأكيد أقامت هذه المنظمة هذا الكيان البغيض في 15/ مايو/ 1948 من خلا الإستعانة بقوى الإستعمار والإمبريالية في ذلك الزمان وعلى رأسها بريطانيا ولاحقاً أمريكا. ولكن في نفس الوقت أريد أن أُأًكد بانه حتى في المجال الميداني لم يستطع الكيان الصهويني أن يحقق أهدافه التوسعية ليصل إلى هدفه الحقيقي فيما أعلن عنه أن دولة "إسرائيل" من النيل إلى افرات. في المقابل حاول هذا الكيان الصهيوني ان يحقق تلك السيطرة من خلال القوى الناعمة والقوى الذكية وبرامج التطبيع مع العالم العربي والإسلامي وأن يفرض سطوة إقتصادية وسياسية ما بين النيل إلى الفرات كما حددها، وهي خطوة خبيثة وللإسف حقق نجاحات في هذا الإطار.

وأما على صعيد الهدف الآخر "تحقيق الإنسجام" لم يفلح الكيان الصهيوني حتى هذه اللحظة في تحقيق هذا الهدف، فهو اليوم يشكل عدواً لكل شعوب المنطقة، والكل يدرك خطره على النسيج الإجتماعي والثقافي والديني لشعوب المنطقة.

أقول في يوم النكبة أن الكيان الصهيوني حقق جزء من أهدافه وذلك بسبب فرقتنا نحن كفلسطينيين اولاً وعرب ومسلمين وبسبب مساعدة قوى الظلم والإستكبار في العالم ولكن لم يصل إلى نتيجة وذلك بفضل وقوف الشعوب القوية و المؤمنة في وجه هذه المشاريع وهو اليوم لازال كياناً كياناً بغيضاً ومرفوضاً لدى كل الشعوب المؤمنة في هذه المنطقة.

2_ نری ان تطبیع العلاقات من الصهاینة قد تطور من قبل بعض الدول العربیة و وصل الی المرحلة العلنیة... کیف تقیمون ما يقوم به الصهاینة و کذلک الدول العربیة فی هذا المجال؟

فيما يتعلفق بالتطبيع بالنسبة لنا حتى الكلمة بحد ذاتها والتي تتحدث عن جعل الشيئ غير الطبيعي طبيعي والمحرم حلال والممنوع يصبح مرغوب، الكيان الصهيوني غير طبيعي الكيان الصهيوني ليس له جذور في منطقتنا العربية والإسلامية لا جذور تاريخية ولا جذور دينية ولا يوجد أي تلاقي بيننا وبينهم في الموضوع الإجتماعي والثقافي بل هم يسرقون كل شئ لدى شعبنى ولدى شعوب المنطقة من لباس وأكل وشرب ويزورون التاريخ. هذه المقدمة أنتقل منها إلى قضية التطبيع.

التطبيع هو الهدف الثاني وأحد أركان الاهداف الأساسية للمشروع الصهيوين، بأن يكون هناك شئ ضمن النسيج العربي يسمى "الكيان الصهيوني" وأنا أأكد لك أن شعوبنا من "جاكرتا" إلى "طنجة" ترفض هذا الكيان الصهيوني، للاسف هنالك بعض ضعاف النفوس من الحكومات الذين يريدون تحقيق اهداف شخصية من خلال هذه العلاقات البغيضة المستنكرة المدانة، فانظر إلى مصر على سبيل المثال يعاني من الفقر والمشاكل الإجتماعية وقد وعدوه بالعسل وبالفاهية الإقتصادية من خلال التطبيع مع الكيان الصهيوني، الكيان الصهيوني نخر المجتمع المصري من خلال المخدرات والفساد والإفساد في الشباب المصري وحتى الإفساد في المجال الزراعي، هذه نتيجة التطبيع مع الكيان الصهيوني لا يوجد حتى هنالك فوائد مادية، ناهيك عن انه شئ محرم ترفضه الشعوب، وكما قلت لك ما حصل هو تصرف بعض الحكومات المريضة  التي انحرفت بوصلتها والتي ترموا إلى أهداف شخصية ليس لها أبعاد وطنية ولا أبعد ثقافية ولا دينية ولا حتى إقتصادية، وهذا التطبيع علينا مواجهته لأن العدو بات يستخدم الوسائل الناعمة مثل الدراما وكما رأينا مسلسل "إم هارون" وانا  أُأًكد لك من خلال علاقاتنا مع إخواننا في الكويت أن شعبنا الكويتي يرفض مثل هذه الدراما ولا تمثل الشعب الكويتي، وهذه الدراما يجب أن تواجه من خلال وسائل خلاقة وذكية. أقول لك أيضاً بكل صراحة نحن أيضاً مقصرين في نشر روايتنا، رواية العدالة والحقيقة أمام رواية الباطل والتي ليس فيها ركن من أركان المنظق سوى أنها مدعومة بسلاح ومدعومة بظلم وقوى إستكبار.

التطبيع هذا برنامج لم يبدأ منذ اليوم كان تحت الطاولة والآن أصبح فوق الطاولة، كان على استحياء والآن بكل وقاحة وبالتالي يجب علينا ان نواجهه بكل وضوح، ولا يجب أن يظهر على لساننا وأدائنا أي نوع من أنواع الترحاب لهذا الكيان البغيض الذي ليس له أي رابطة وأي علاقة وأي جذور في منطقتنا العربية والإسلامية.

3_کیف ترون مستقبل الکیان الصهیونی؟ هل يستطیع الکیان ان ينجح فی اضفاء المشروعیة لنفسه؟ کیف سيکون مستقبل الکیان السیاسی في الاراضی المحتلة؟

الكثير من الناس للأسف منخدعين في هذه الدولة الكرتونية التي انبنت على أصل فاسد. إذا أردت أن ترى البريق لهذه الدولة المتطورة تكنلوجياً ومن ناحية السلاح وكل تجارة الدم والتجارة السوداء فعلاً يبدو للناس أنه فقاعة كبيرة ولدى البعض خوف ورعب من هذا الكيان، وفي المقابل وجدنا ان كيف مؤمنين صامدين مجاهدين في قطاع غزة وفي القدس و الضفة الغربية الذين ليس لديهم حتى مقومات الحياة البسيطة كيف انهم بصمودهم اخترعوا كل شئ وتوصلو إلى نجاحات على الصعيد العسكري وغيرها وكيف انهم صمدوا وأفشلوا أهداف الكيان الصهيوني قوة نووية تسعده أمريكا وكل قوى البطش وقوى الظلام والإستكبار في العالم. وبالتالي اذا أردت أن تسأل عن مستقبل الكيان الصهيوني أقول لك بكل ما أملك من إيمان وبكل حواسي وجوارحي  أن هذا الكيان الصهيوني وجد على فساد ووجد على أصل فاسد وظالم وبالتالي نهايته حتمية وأنه سينتهي بأمر الله وإذن الله ثم بالسواعد المتوضئة والمجاهدة للمجاهدين والمقاومين، هذا الكيان الصهيوني اليوم بات يشكل عبئ أخلاقياً على المنظومة الآوروبية والغربية التي تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وخاصة إذا تحدثنا عن جرائم الكيان الصهيوني ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبها ضد الفلسطينيين. الكيان الصهيوني اليوم بات يشكل تهديداً أمنياً على الامن والسلم العالمي وهذا ما تقوله إستطلاعات الرأي في أوروبا حيث أنه نسبة 60%منهم يقولون أن الكيان الصهيوني يعتبر التهديد الأكبر للامن الدولي، وبالتالي لايوجد مشروعية لهذا الكيان الصهيوني بالأساس لأنه نبت على أصل فاسد وأصل ظالم وروايات مختلقة لا يصدقها حتى طفل صغير، اليم حتى الأمريكي نفسه إذا أراد السفر فلديه جوازين أحدهم يسافر فيه إلى فلسطين المحتلة والآخر يسافر به إلى باقي المناطق في العالم لأنه يعلم أن وجود الختم "الإسرائيلي" سيشكل له مشكلة أمنية، إذا لم يستطع الكيان الصهيوني بعد مئة عام أن يشكل مشروعية لنفسه في العالم وليس فقط مع شعبنا الفلسطيني، أيضاً انظر إلى التمييز العنصري الموجود في الدولة الصهيونية اليوم، فمثلاً هنالك 2مليون فلسطيني أجبروا على أخذ الهوية "الإسرائيلية" فما يسمى مناطق 48 ليس لهم حقوق مواطنة بل يعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية، لايحق لهم أن يتحدثوا بلغتهم ليس لديهم مدارس، مساجدهم هدمت، المقابر التي يدفن فيها أمواتهم كثير منها تم تجريفها وبناء مباني إسرائيلية عليها، إذا لا يوجد مشروعية بالمطلق لهذا الكيان، لا يوجد له مشروعية سياسية ولا وجودية وهو عبارة عن "بضاعة مدة صلاحيتها قليلة" لا يمكن له أن يستمر بدون هذا الدعم الدولي وبدون الإفساد والله سبحانه تعالى وعدنا بقرآنه الكريم بأ هذا الإفساد سيأتي إلى النهاية وأنه مهمى ارتفعوا سيصلوا إلى النهاية لأن أساسه فاسد وأساسه واهي، المهم أن الوقت الذي يمضي سببه أن حقيقة كأمة يجب أن نستحق النصر إذا توحد فيما بيننا ونبذ خلافاتنا لأنه إن تنصروا الله ينصركم ولن يغير الله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم وبالتالي الله سبحانه وتعالى وعد بنصر المؤمنين ووعد بالتمكين لهم ولكن شرط أن يكونو على مستوى من هذا النصر ونحن اليوم محتاجين أشد الإحتياج للعودة إلى وحدتنا فهو السبيل الوحيد لتحقيق الإستقرار والرفعة والتطور وأن نكون على مستوى المنافسة على المستوى الدولي وأن نعوود أمة محترمة عزيزة كريمة.

4_ بعد نقل السفارة الأمریکیة من تل ابیب الی القدس المحتلة هل تمکنت واشنطن من تحقیق مصالح جیدة للصهانیة؟ هل حققت واشنطن انتصارا للصهاینة بعد نقلها للسفارة؟

الولايات المتحدة الامريكية ورثت بريطانيا برعاية هذا الوليد غير الشرعي المسمى بالكيان الصهيوني وبالتالي الإدارة الامريكية منذ ان تأسس هذا الكيان وحتى يومنا هي بإنحياز كامل سياسي ودبلوماسي وعسكري وإقتصادي إلى جانب هذا الظالم الكيان الصهيوني على حساب الحق الفلسطيني، حتى أولئك الفلسطينيين الذين دخلوا بعمليات التسوية مع الكيان الصهيوني، لاقوا الظلم والعنت من الإدارة الامريكية فاليوم تم إغلاق مكاتب منظمة التحرير الفلسطيني اليوم يتم التعامل مع السلطة الفلسطينية من قبل الإدارة الامريكية بتعامل غير لائق دبلوماسياً ومنحاز إلى الكيان الصهيوني، يهدد ويبتز الرموز الفلسطينية في السلطة الفلسطينية،  ناهيك عن إمعان هذه الإدارة الحالية في الإنحياز السافر للكيان الصهيوني من خلال الإعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ومن خلال نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس ومن خلال محاربتنا حتى في ثقافتنا على المستوى العربي وعلى المستوى الفلسطيني وكيف يبتز بعض  الدول من خلال البوابة "الإسرائيلية" ليحققوا الدعم الأمريكي، ولعلكم تابعتم موضوع التطبيع أو ما سمي بالتطبيع وكيف ان الذريعة التي تستخدمها هذه الدول هو الوصول إلى القرب الأمريكي والحماية الامريكية من خلال البوابة الإسرائيلية، وهذا أصبه شئ معلن لذلك فعلاً الإدارة الأمريكية اليوم الحالية ومن خلال البطش ومن خلال تجاوز الخطوط الحمر الدبلوماسية والأعراف الدولية والشرعية الدولية تدعم الكيان الصهيوني دعماً حتى يصل في بعض الأحيان كما ذكر بعض المحللين الامريكان بانه يتجاوز حتى المصلحة الأمريكية ذاتها وبالتالي شئ واضح جداً أن الإدارة الامريكية والموقف الامريكي موقف منحاز بشكل ظالم بشكل غير معتاد إلى الجانب الصهيوني ولا أظن ان أهدافهم سيتم تحقيقها لأن هذا الكيان سيزول بفضل الله سبحانه تعالى ومن ثم سواعد المؤمنين والمجاهدين وبصمود شعبنا البطل الذي طالما عودنا الصمود والإبتكار والإصرار والرسوخ على معتقداته ودينه إيمانه وثقافته وحقوقه وتمسكه بها حتى يزول هذا الإحتلال مرة وإلى الأبد. /انتهى/