رأى "ريتشارد مورفي" أنه لا يوجد أي سياسي أمريكي يرغب في الابتعاد عن الشرق الأوسط وإخضاعه لسيطرة روسيا والصين.

وكالة مهر للأنباء- أفادت عدة مصادر إخبارية مؤخرا، بما في ذلك "وول استريت جورنال" و"أسوشيتد برس" أن الولايات المتحدة تسحب نظام صواريخ باتريوت وبعض الطائرات الحربية من المملكة العربية السعودية.
وبحسب تقرير وكالة مهر، فإن الولايات المتحدة تقلل من وجودها العسكري في السعودية. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي نشرت فيه الولايات المتحدة نظام صواريخ باتريوت لحماية القوات الأمريكية وقوات التحالف بعد الضربة الصاروخية الإيرانية على القواعد الأمريكية في العراق في وقت سابق من هذا العام.
وأشارت وكالة أسوشيتد برس إلى أن تقليل القوات الأمريكية في المملكة العربية السعودية قد يكون عائدا إلى الخلافات الأخيرة بين البلدين بشأن إمدادات النفط. 
وفي هذا الصدد، أجرى مراسل وكالة مهر للأنباء حواراً مع "ريتشارد مورفي" الدبلوماسي الأمريكي السابق .
"ريتشارد ميرفي" هو دبلوماسي أمريكي سابق ومخضرم ولديه 34 عامًا من العمل في الشرق الأوسط والعالم العربي وعمل كسفير للولايات المتحدة الأمريكية في المملكة العربية السعودية خلال الحرب الإيرانية العراقية، ثم عمل بعد ذلك نائبا لوزارة الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط، وهو أيضا عضو في مجلس أمناء الجامعة الأمريكية في بيروت . يقوم مورفي من خلال الإشتراك بشبكات مثل "مورفي" و" بي بي سي " و"سيانيد" و" وفوكس نيوز " بتحليل أحداث العالم وخاصة الشرق الأوسط.


ويأتي نص الحوار كما يلي:

س: أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه بعد الهجمات الأخيرة على المنشآت النفطية السعودية، قرر مسؤولو البنتاغون بتقليل القوات والمعدات التي تم إرسالها إلى المنطقة لحماية صناعة نفطها. ما رأيك في أسباب ذلك؟
لا أعتقد أن نقل القوات والمعدات الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية له أهمية خاصة، تم إرسال القوات والمعدات إلى المملكة العربية السعودية ردا على هجوم إيران على المنشآت النفط السعودية مما يشير إلى إستمرار قلق الولايات المتحدة بشأن الأمن السعودي ولا حاجة لهذه القوات ومعدات الطوارئ عندما يتم احتواء هذا التهديد.

س: أخذت العلاقات الأمريكية السعودية طابعاً  استراتيجياً منذ فترة طويلة قبل أن يغتال السعوديون خاشقجي في اسطنبول. وفقدت صفقة النفط مقابل الأمن الذي شكل جوهر علاقات البلدين منذ عام 1945 أهميتها لواشنطن على مر السنين. مع زيادة 60 في المائة في إنتاج الخام الأمريكي من عام 2008 إلى عام 2019 وانخفاض أكثر من 62 بالمائة من واردات النفط الأمريكية من الخليج الفارسي خلال نفس الفترة، لم يعد النفط السعودي مهماً لواشنطن كما كان من قبل. في الواقع مع اندلاع حرب النفط السعودية الروسية أصبح من الواضح أن الرياض أصبحت الآن أكثر من منافس على صناعة النفط الصخري الأمريكي لجذب السوق العالمية. ما هو تقييمك؟

أعتقد أن هناك أسباب إستراتيجية أكبر تحدد إنتقال قوات الجيش الأمريكي وليس سعر النفط. تحرص واشنطن على إبقاء أسعار النفط في السوق العالمية على مستوى ثابت، ولا يزال الإنتاج الأمريكي تنافسيًا لكن النفط السعودي لم يعد مهما للاستهلاك الأمريكي.
على الرغم من أن المملكة العربية السعودية أصبحت منافسة لإنتاج النفط الصخري للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الاولى ودول الخليج الفارسي تلعب دورا هاما في المشهد العالمي وأن عدم استقرار المنطقة يؤثر على الاقتصاد الأوروبي والآسيوي.

س: على الرغم من أن النفط السعودي ربما فقد أهميته للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن السيطرة على مضيق الخليج الفارسي يبدو ضروريا لكبح جماح منافسي واشنطن. ما هو رأيك بذلك؟
على الرغم من أن البعض في الإدارة الأمريكية الحالية أقل حماساً تجاه الصراع في الشرق الأوسط مما كان عليه في أوائل فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أنه لا يوجد أحد يرغب في الابتعاد عن المنطقة وإخضاعها لسيطرة روسيا والصين.