أكد مستشار الرئیس اللبناني والنائب السابق في البرلمان أمل ابوزيد علی أن ابرز التغييرات التي أحدثها يوم القدس العالمي هو الحثّ على المقاومة كخيار اساسي خصوصاً بعد تعنّت اسرائيل وادارة ظهرها للقرارات الدولية.

وكالة مهر للأنباء- فاطمة صالحي: انّ الكيان الصهيوني رغم ما يبدو عليه من قوّة إستثنائية في مجالات عديدة وفِي مقدّمتها المجال العسكريّ والإقتصاديّ، وما يتمتّع به من دعم دولي غير مسبوق، إلا أنه يعاني من العديد من التحدّيات والمخاطر الاستراتيجية حيث نلاحظ بعد ٧٢ عامًا من نشاة هذا الكيان على أرض فلسطين، إشارات وعلامات من داخله، تدلّ بقوة على امكانية قرب تفكّكه وقرب زواله.

ربما تمتلك إسرائيل منظومة من الأسلحة التدميرية المخيفة تمكنها من تحقيق توازن كبير مع كل الأنظمة العربية سواء على المستوى النووي أو الأسلحة الإستراتيجية وتجعل من تأثير هذه الأسلحة على القرار العربي مرتكزاً أساسياً في عقيدتها الأمنية وهي ما تعرف بقوة الردع لكن هذه العقيدة فشلت تماماً مع المجموعات والقوى العسكرية الفلسطينية وظلت هذه الأسلحة عاجزة عن ردع الفلسطينيين وردع محور المقاومة الذي له دور كبير في إظهار هشاشة هذه القوة الصهيونية وأكدت القوة الفلسطينية المقاومة ومعها محور المقاومة أن هذا الكيان بمثابة " بيت العنكبوت ". في هذا السياق ولتسليط الضوء على انجازات المقاومة اجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء حوارا مع مستشار الرئيس اللبناني والنائب السابق في البرلمان «أمل ابوزيد». وفيما يلي نص الحوار:


س: لماذا نعتقد بأن یوم القدس والاحتفالات الاسلامية الاخری أدت إلی ايجاد تغییرات هامة في مجال المقاومة؟
لقد أدى يوم القدس الى إيجاد تغييرات نتيجة الدينامية التي خلقها هذا اليوم في الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي الدول التي تحيي هذا اليوم للتعبير عن معارضتها لاحتلال اسرائيل القدس، وابرز هذه التغييرات هو الحثّ على المقاومة كخيار اساسي خصوصاً بعد تعنّت اسرائيل وادارة ظهرها للقرارات الدولية التي تؤكد على حق فلسطين والشعب الفلسطيني.


س: هل تعتقد بأن یوم القدس یشكل حزمة استراتیجية هامة بالنسبة لقيادة الشعوب؟
طبعاً هذا اليوم يشكّل حزمة استراتيجية هامة بالنسبة الى قيادة الشعوب لأنه يصوّب البوصلة نحو القضية المركزية وهي استعادة القدس واعتبارها عاصمة لفلسطين وعدم التخلّي عن هذا الهدف الاستراتيجي على الرغم من كل المحاولات الاميركية للاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل فيما هي زهرة المدائن.


س: ما هي اهداف عملية التطبيع مع العدو الصهيوني؟
كل ما نأمله ألا تكون أهداف التطبيع مع العدو الصهيوني التنكّر للقضية الفلسطينية وللحق في العودة ولتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الشتات ، وألا يخفي هذا التطبيع خدعة اسرائيلية جديدة لبعض الانظمة تحت عنوان برّاق هو السلام في الشرق الاوسط فيما العدو الاسرائيلي لا يمكن لأحد أن يأمن لنواياه وعدوانيته.


س: ما كان هدف الإمام الخميني(قدس) من تسمية یوم القدس وهل هو ینحصر علی تنظيم مسیرات؟
لا ينحصر يوم القدس على تنظيم مسيرات على الرغم من الطابع الشعبي الذي يتميّز به هذا اليوم تضامناً مع الشعب الفلسطيني المظلوم حيث تخرج الجماهير الى الشوارع في المجتمعات العربية والاسلامية ، إنما هو حدث سنوي يعيد التأكيد على الهدف الاستراتيجي والرسالة التي أرادها الامام الخميني من خلال تكريس آخر يوم جمعة من شهر رمضان للقدس وتحريرها وإعلان التضامن من المسلمين معها في مواجهة خطر تهويدها.


س: كیف تقیّم مكانة القدس والقضية الفلسطینیة في السیاسة الخارجية للدول العربیة وكیف يجب أن تكون؟ 
لا تزال القدس في ضمير الامة والشعوب العربية ولا يمكن أن ينسى أحد أهمية القدس ولكن هناك بعض السياسات العربية الخارجية بدأت تنشغل عن القضية المركزية بسبب حسابات سياسية خاصة مع دول كبرى.وندعو هذه الدول الى اعادة تقييم موقفها وجعل القدس اولوية مطلقة في سياستها الخارجية وتوحيد كلمتها في مواجهة المخططات وتحويل الانظار في اتجاه الخطر الحقيقي المتأتي من اسرائيل وعدم الوقوع ضحية دسائس من هنا أو هناك تبثّ التفرقة بين الشعوب الاسلامية وتضيّع الهدف.


س: ما هی أهداف الكیان الصهیونی من تهوید القدس وتوسيع الاستیطان؟
لا تخفى على أحد اهداف الكيان الصهيوني من تهويد القدس وتوسيع الاستيطان وهي طمس المعالم المسيحية والاسلامية في المدينة التي تضم أهم رمزين دينيين: أحدهما تمثّله كنيسة المهد والقيامة وقبر السيد المسيح والثاني اسلامي يمثّله المسجد الاقصى الذي يتمتّع بمنزلة رفيعة جداً عند المسلمين، تمهيداً لتزوير تاريخ المدينة وهويتها.