وأفادت وكالة مهر للأنباء، نقلا عن اللجنة الاعلامية لمؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا عن بدء أعمال أول اجتماع دولي لبحث سبل التغلب على جائحة كورونا ضمن فعاليات الدورة السابعة من اجتماعات تبادل التجارب والخبرات العلمية في البلدان الإسلامية (STEP) الذي تقيمه مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا يوم الاثنين 18 أيار / مايو 2020 بالتعاون مع منظمة العلوم والتكنولوجيا والدراسات في سنغافورة (ASTAR)، حيث تقام هذه الدورة عبر الإنترنت للتواصل مع العلماء ومناقشة المواضيع العلمية المرتبطة، حيث ناقش العلماء الطرق والعقبات والحلول المقترحة للتغلب على جائحة العصر.
وأعلنت مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا أن موضوع هذه الدورة يدور حول "التعاون العلمي والتكنولوجي من اجل التغلب على تحدي فيروس كورونا" حيث سيعقد اجتماع آخر يوم 28 أيار/ مايو الجاري أيضاً، ويتمحور الحوار واللقاءات في ظل التباعد الاجتماعي حول مواضيع في مختلف مجالات الوقاية والعلاج والذي تبثه مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا على موقعها الرسمي في قسم البث المباشر.
وكشفت المؤسسة عن مشاركة 23 منظمة وجامعة دولية في هذه الدورة من اجتماعات تبادل التجارب والخبرات العلمية في البلدان الإسلامية منها منظمة الصحة العالمية (WHO)، اللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي (COMSTECH)، أكاديمية العلوم العالمية (TWAS) وجمعية تقدم العلوم والتكنولوجيا في العالم العربي (SASTA).
وأشاد البروفيسور الماليزي دريانو هادي جاهيجانو عميد كلية الصيدلة في معهد باندونغ للتكنولوجيا في ماليزيا، بخطوة مؤسسة المصطفى(ص) في إقامة اجتماعات استب في ظل الأوضاع الراهنة لتفشي كورونا ووجه الشكر للمؤسسة على إتاحة الفرصة لعقد هذا الاجتماع عبر الإنترنت متمشياً مع إجراءات التباعد الاجتماعي.
وشدد البروفيسور الماليزي على أهمية تعاون مختلف القطاعات العامة والخاصة في مواجهة تحدي كورونا ومدى تعاضدهم في التجربة الماليزية في مواجهة كورونا: لقد ساعدت جميع القطاعات بما في ذلك الجامعات والمنظمات غير الحكومية وشركات الأدوية والأفراد والكيانات القانونية فضلاً عن مختلف الشركات ونظام الرعاية الصحية، في تثقيف الناس وعلاج المرضى ودعم المصابين.
وكشف الدكتور ايرج حريرجي نائب وزير الصحة الإيراني في اجتماع تبادل التجارب والخبرات بين البلدان الإسلامية عن الإجراءات الهامة التي تم اتخاذها في مواجهة كورونا والتي: بدأت بتشكيل اللجنة الوطنية لمواجهة كورونا ومن ثم اتخاذ وزارة الصحة لإجراءات احترازية وبروتوكولات علاجية تم تنفيذها بشكل كامل، وقد حصلنا على نتائج جيدة عبر اتباع آليات التشخيص والفحص والتقصي الوقائي حيث أدت إلى انخفاض أعداد الإصابات والوفيات، وقد ركزنا على ثلاثة استراتيجيات وهي تشخيص المرض مبكراً ومعالجة جميع المرضى وتقديم الخدمات ونشر الوعي ومحاولة متابعة الفعاليات الاقتصادية قدر الإمكان.
وأشار البروفيسور الإيراني عبد المجيد جراغعلي عميد كلية الصيدلة في جامعة بقية الله للعلوم الطبية الى طريقة علاج مرضى كورونا باستخدام بلازما الدم للأشخاص الذين تم شفائهم، معتبراً إياها الطريقة الأكثر فاعلية في الوقت الراهن لعلاج مرضى كورونا، معتبراً: أن هذا الفيروس شكل تحدياً عالمياً للبشرية، وبسبب عدم وجود دواء محدد لعلاجه انهمكت الكوادر الطبية بالبحث عن علاج ولقاح لهذا الفيروس، موضحاً أن جميع العلماء بذلوا قصارى جهدهم للعثور على أفضل علاج، واستخدموا بلازما دم الاشخاص الذين تعافوا كأحد الخيارات التي اعتمدوها بالعلاج، لافتاً إلى أن العامل الأكثر أهمية في العلاج بالبلازما هو استخدامه في المراحل المبكرة من المرض مما يؤدي إلى نتائج إيجابية.
وأوضحت البروفيسورة الماليزية شيرينا محمد صديق أستاذة مركز أبحاث السرطان في جامعة بوترا الماليزية مخاطر فيروس كورونا على مرضى السرطان، مشيرة إلى أن الأشخاص المصابين بالسرطان الذين يتلقون العلاج الكيميائي هم أكثر الناس عرضة للخطر في حال اصابتهم بفيروس كورونا وذلك مقارنة مع الاشخاص العاديين الذين لا يعانون من مشاكل صحية، مشيرة إلى: أن هناك مشاكل بخصوص توفير الأدوية للمصابين بالأمراض الخبيثة، مضيفة: أنه في حال لم يتمكن مرضى السرطان من أخذ دوائهم وجرعاتهم بانتظام فإن ذلك سيؤدي إلى مضاعفات خطيرة لديهم لا تحمد عقباها.
وأكد البروفيسور وسيم جفري الأستاذ الأخصائي في أمراض الجهاز الهضمي في جامعة آغا خان الباكستانية خلال مشاركته في اليوم الأول من الدورة السابعة لاجتماعات تبادل التجارب والخبرات العلمية والتكنولوجية "استب" على أن: التشخيص المبكر مهم للغاية في علاج مرضى كورونا وكذلك التدخلات الطبية الأساسية مثل العلاج بالأكسجين والأدوية، مضيفاً: أن النسبة المئوية لمرضى كوفيد 19 في العالم وخاصة الحالات الصعبة التي تتسبب في خلل في عمل الكبد، تعد قليلة نسبياً، مشيراً الى أنه: وفقاً للدراسات السريرية، فإن 2 إلى 11 بالمائة من المصابين بفيروس كورونا يواجهون نوعاً من المشاكل في الكبد، موضحاً أنه فيما يتعلق بالأطفال: إنهم يعانون عادة من أعراض خفيفة، بينما لا تعاني النساء الحوامل من أعراض سريرية شديدة مقارنة بأقرانهن، ومنوهاً إلى أن: تصوير الصدر والرئتين يعد من أهم وأفضل الطرق لتشخيص المرض، كذلك الحمى والأعراض السريرية هي أيضاً طرق لتشخيص المرض.، ويعتبر الحجر الصحي لمدة 14 يوماً للأشخاص الذين كانوا على اتصال بالمرضى طريقة جيدة لمنع انتشار الفيروس.
وأشار البروفيسور فريد العالم الأستاذ بجامعة داكا للعلوم الطبية في بنغلاديش إلى التحديات التي تواجهها بنغلاديش بسبب جائحة كورونا: إحدى التحديات التي نواجهها هي الميزانية المنخفضة للقطاع الصحي، ومن المشاكل الأخرى أيضاً نقص الأطباء والممرضات في المستشفيات العامة في بنغلاديش، كما يوجد نقص في أجهزة التهوية التي يبلغ عددها 1769 جهازاً فقط في البلاد، مؤكداً أنه: على الرغم من هذه المشاكل، فقد أعدت حكومة بنغلاديش وقدمت مبادئ توجيهية واستراتيجيات مختلفة للمؤسسات والمنظمات والشعب لمنع انتشار المرض، منوهاً إلى أنه: تعمل فرق من العلماء البنغلاديشيين على تطوير دواء مناسب للمرض.
وأوضح البروفيسور جيان كانغ جو الرئيس التنفيذي لمستشفى جيانغ شان تشين: أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات أخرى في أجزاء أخرى من أجسامهم يعالجون في مستشفيات أخرى، وقد يعاني حوالي خمس المرضى الأجانب من فشل تنفسي مزمن، مؤكداً: لقد أعدت الحكومة الصينية خطة لتوقع حالة المرضى حيث يعاني المرضى الذين يعانون من اضطرابات أخرى أيضاً من مشاكل أكثر خطورة، في حين لم يتمكن أي دواء حتى الآن من قتل هذا الفيروس.
وأشار البروفيسور رستم رستموف الأستاذ في جامعة الخزر في جمهورية أذربيجان إلى دور تكنولوجيا المعلومات: لعبت تكنولوجيا المعلومات دوراَ مهماَ في منع تفشي المرض، كمراقبة حركة المرور والوصول إلى تعليم الطلاب وتوفير خدمات التثقيف الصحي للناس وتواصل الأصدقاء والمعارف والأسر، منوهاً إلى أن: نظام المعلومات الجغرافية (GIS) يلعب أيضاً دوراً مهماً في إدارة المعلومات الوبائية على أساس تكنولوجيا الأقمار الصناعية ويعطي الحكومات صورة أكبر عن الحالة العامة للمرض؛ كما يحدد عدد المرضى في مناطق معينة وحركتهم، مشدداً على: إن انتشار فيروس كورونا مشكلة عالمية تحتاج إلى معالجة عالمية، حيث تعمل التدابير العامة والشاملة والمعدات التكنولوجية المنسقة وتبادل البيانات والخبرات بين الدول على تسهيل العثور على حل لهذه المعضلة.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا تقيم فعاليات الدورة السابعة من اجتماعات استب لتبادل التجارب والخبرات بين البلدان الإسلامية عبر الإنترنت والفضاء المجازي وذلك يومي الاثنين 18 أيار / مايو و يوم الخميس 28 أيار / مايو أيضاً، وقد أقامت ست دورات سابقة من اجتماعات استب في فترات سابقة في دول مختلفة بهدف خلق جو من التعاون والتفاعل بين العلماء من الدول الإسلامية وهو مشروع يمهد الطريق لخلق التآزر والتعاضد بين العلماء المسلمين وتطوير التعاون العلمي ويوفر الأساس لتطوير الأنشطة العلمية والتكنولوجية في البلدان الإسلامية.