قال الأمين العام لعصائب أهل الحق في العراق الشيخ قيس الخزعلي بأن الإدارة الأمريكية كانت تظن أن بفعلتها هذه ستطفئ جذوة المقاومة، أو ستخفت لهيبها، ولم تعلم أن دماء الشهداء ما هي وقود لهذه النهار المباركة، وأن دماء الحاج سليماني والحاج المهندس ستحول هذه النار إلى جهنم تحيط بقواعدهم وتقضي على مصالحهم وتدمر مشاريعهم.

واليكم نص الأمين العام لعصائب أهل الحق في العراق الشيخ قيس الخزعلي خلال بث كلمة موحدة لقادة محور المقاومة بمناسبة يوم القدس العالمي:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد الله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

يمر علينا يوم القدس هذا اليوم وبلدنا العراق الحبيب ودول المنطقة العربية والإسلامية بل والعالم أجمع يعيش ظروفاً وتحديات خاصة بل ومتقدمة في مسألة الصراع بين الحق والباطل، هذه المعركة التي تتجلى أوضح معالمها في قضية فلسطين الخالدة.

هذه القضية التي عاشت في ضمير الأمة الإسلامية منذ بدء المشروع الاستكباريبمحاولة زرع الصهيونية في جسد أمتنا العربية والإسلامية وإلى الآن، وشهدت خلال هذه المدة مواقف وتضحيات خالدة من كل إنسان عربي مسلم غيور على عروبته وإسلامه.

وكان في مقدمة تلك المواقف والتضحيات، مواقف وتضحيات علمائنا على طول تاريخ القضية الفلسطينية منذ يومها الأول وإلى يومنا الحاضر. وكان من ضمن هذه المواقف الخالدة هو الموقف الذي صدر من آية الله العظمى السيد الشهيد محمد الصدر رضوان الله عليه، عندما أفتى بشرعية العمليات الاستشهادية للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وعندما صرّح بأن الثورة الفلسطينية وإن كانت ثورة الشعب الفلسطيني،إلا أنها ثابتة في ذمم المسلمين جميعاً، بمختلف مذاهبهم واتجاهاتهم ودولهم لكي يكونوا يداً واحدة، ومتعاونين دوماً على الفعالية والجهاد ضد أعداء الله والاسلام.

طبيعة هذه المواقف هو ما أسسه آية الله العظمى السيد روح الله الموسوي الخميني رضوان الله تعالى عليه، بعد انتصار الثورة الاسلامية في إيران من إعلان الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يوماً للقدس والقضية الفلسطينية، فكان هذا الإعلان بمنزلة تجديد الذكرى لهذه القضية وتذكير العالم أجمع بها واستدامةًللمعنويات لاستمرار العمل المقاوم لتحرير القدس والقضاء على هذه الغدة السرطانية.

ومن المهم التذكير بأن هذا الكيان المعتدي لم يكن ضرره مقتصراً على فلسطين وعلى الشعب الفلسطيني، وانما ضرره لكل العالم العربي والإسلامي. وما تواجده في فلسطين إلا ذريعة لتحقيق هذا الهدف، لان العدو يؤمن ويعتقد ومن منطلقات دينية وعقائدية على حقه في السيطرة واحتلال جزء كبير من الاراضي العربية وشعاره التوراتي هو "من الفرات الى النيل، بلدكم يا بني إسرائيل". هذا الشعار هو شعار مضمن إلى علمهم الذي يرفعون ومترجم إلى خطوات عملية على الأرض في تهديد وضرب استقرار وحدة وأمان الدول العربية والإسلامية. وكان في مقدمة الدول التي يكن لها هذا العدو العداء هو العراق الحبيب،لأسباب دينية وعقائدية كما ذكرنا. منها أن هذا البلد وهذا الشعب كما هم يعتقدون كان السبب في القضاء على دولتهم وتدمير هيكلهم المزعوم سابقاً،وأن هذا البلد والشعب سيكون هو سبب دمار دولتهم الحديثة لاحقاً.

لذلك قصة الصهاينة مع العراق هي قصة طويلة بدأت منذ زمن طويل وكان من ضمنها وليس كلها الإشارة إلى الاحتلال الأمريكي إلى تدمير البنى التحتية للدولة العراقية وحلّ الجيش العراقي وإلغاؤه. ولم تنتهي هذه القصة مع هذا العدو إلى الآن،فبعد أن مكروا مكرهم وأرادواتدمير العراق وتقسيمه نهائياً من خلال صنيعتهم وصنيعة الولايات المتحدة الامريكية داعش، واستطاعت هذه الصنيعة أن تحتل ثلث مساحة العراق. لكن استطاع العراقيون بفضل الله سبحانه وتعالى،وهمة الشعب العراقي وفتوى المرجعية الدينية ووجود فصائل المقاومة الإسلامية، ودعم الجمهورية الإسلامية، استطاعوا ان يقفوا أمام هذا المشروع الخبيث ويتصدوا له ويفشلونه. وكانت نتيجة هذا الانتصار أن عاد العراق قوياً مرة أخرى وعاد جيشه وقواته المسلحة قوية كذلك، وأضيف إلى قوتها لهذا الوجود المقدس الا وهو الحشد الشعبي.

لذلك قام العدو الصهيوني بقصف مقرات الحشد الشعبي تحت غطاء الولايات المتحدة الامريكية التي يفترض ان مسؤوليتها توفير الحماية للأجواء العراقية، ومن ثم قامت الولايات المتحدة الامريكية راعية الارهاب في العالم ومؤسسة القاعدة وداعشباعتراف المسؤولين الامريكيين أنفسهم، قامت بنفسها بتنفيذ الجريمة الكبرى في هذا العصر، الا وهي اغتيال قائد الحشد الشعبي الحاج أبو مهدي المهندس ومعه رفيقه في الجهاد قائد المقاومين وعزّ المجاهدين الحاج قاسم سليماني.

صحيح أن الذي قام بعملية الاغتيال هو الولايات المتحدة الامريكية، ولكن القرار كان قراراًإسرائيلياًبامتياز، لأنه وببساطة ليس من مصلحة أمريكا أن تقوم بهذه العملية وتعرض قواتها ومصالحها في العراق والمنطقة إلى الخطر فعلاً كما حصل بعد عملية الغدر هذه وإنما المصالح الاسرائيلية هي التي تستدعي اغتيال الحاج سليماني،لأنه كان مصدر التهديد الأول لها والسبب الرئيسي لدعم العمل المقاومة ضدها في كل مكان في العالم.

وكانت الادارة الامريكية تظن أن بفعلتها هذه ستطفئ جذوة المقاومة، أو ستخفت لهيبها، ولم تعلم أن دماء الشهداء ما هي وقود لهذه النهار المباركة، وأن دماء الحاج سليماني والحاج المهندس ستحول هذه النار إلى جهنم تحيط بقواعدهم وتقضي على مصالحهم وتدمر مشاريعهم.

أيها الأحبةأيها المقاومون، يا جماهير المقاومة في كل مكان، ان مسألة إنهاء الوجود العسكري في العراق والمنطقة هي مسألة حتمية وهي الهدف الذي من أجله جاهد الحاج سليماني والحاج المهندس وكل شهداء الحشد الشعبي والمقاومة الاسلامية الذين ساروا على هذه الطريق وهي الوعد الذي نعده ونتعهد به، وهي الوفاء المطلوب أمام دماء الشهداء. وإن مسألة زوال الاحتلال الاسرائيلي من أرضنا العربية لقدسنا الإسلامية بعد انتهاء الوجود العسكري الأمريكي الحتمي هي مسألة حتمية كذلك وهي الأمنية التي من أجلها استشهد الحاج سليماني وكل شهداء المقاومة في العالم، وهي الوعد الإلهي الذي وعده الله سبحانه في كتابه الكريم بقوله: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا.

صدق الله العلي العظيم، وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين.